نقد العقل الفتحاوي

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 12:39
المحور: القضية الفلسطينية
    

نقد العقل الفتحاوي
دكتور: صالح الشقباوي
يحتاج العقل الفتحاوي، الى عملية نقدية تخرجه من عالمه الدغماتي ..الى فضاءات الحداثة والمعاصرة. انه عقل يحتاج لمن يقرأه قراءات مختلفة ومغايرة عن ما هو سائد عن التراث الفتحاوي.ونصوصه التأسيسية التي وصلت في ماهياتها الى المقدس الوطني.
وليس هناك ادنى شك من ان مثل هذه المواضيع تعد بمثابة طابوهات لدى من بقي من الرعيل الفتحاوي المؤسس.لذا قد يتعرض دارس النصوص الفتحاوية بشقيها السياسي والثقافي للكثير من التهجم والنقد المعوج الاذع لطروحاته. وقد يصل هذا التهجم الى درجات متقدمة من الاتهام بالخروج من بنية فتح ونسقها النضالي ...ولانني في هذا الفضاء احترم جميع الافكار والتيارات والاطروحات داخل نسق فتح فقد ارتأيت ان القي نظرة بسيطة على فكر فتح التأسيسي الذي ولد بعضه في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم....فهل هذا الفكر مازال يوائم ويواكب الزمن الحالي المعاش؟
هل هو فكر قادر على فهم الواقع السياسي ومتغيراته المتلاحقة؟
من هنا لا بد لي من الاشارة الى جملة الصعوبات التي تواجهقراءة وفهم الفكر الفتحاوي .
فالصعوبة التي تواجهنا ،تكمن في كيفية تحرر العقل النقدي من القيود المعرفية التي فرضها العقل الدوغماتي على جميع مسارات فتح الفكرية والأدبية والثقافية منذ انتقاله من مرحلة التأسيس الى مرحلة الانطلاقة ....يمكننا الحكم والقول ان العقل الدوغماتي الفتحاوي اغلق كل مسارات التأويل ونوافذ التجديد في تركيبة حركة فتح وحول ماكان يمكن التفكير فيه..بل ويجب التفكير فيه ، الى جامد دوغماتي مقدس..ممنوع البحث فيه لانه ثابت مطلق.
انطلاقا مما سبق اقول ...علينا قراءة النص الفتحاوي بمنهج معاصر تستطيع لغته مواكبة لغة العصر والتماهي مع روحها...وبالتالي لا يمكن للعقل الفتحاوي المؤسس ان يبقى عقلا ابديا او ازليا...وعلينا كدارسين للتراث الفتحاوي الا نكتفيفقط بجمع المعلومات والوقائع الفتحاوية ، بل ينبغي علينا ان نقوم بتفكيكها .وتفكيك الظاهرة الفتحاوية عن طريق تطبيق القراءة التاريخية لها .

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل