اليهودي يعانق الذروة

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 18:58
المحور: القضية الفلسطينية
    

اليهودي يعانق الذروة !!

د.صــــــــــــــــــالح الشقباوي

نتذكر كيف ان روما القديمة مارست طقوس الذل ، والعزل والشقاء ، ضد اليهود الذين اتهموا بدم المسيح ، لكن اليهودي استوعب صعوبة هذه الطقوس الدينية والنظرة العدائية ، وتجاوزها بعد ان اثبت وجوده الاقتصادي وتحكمه بالرأس المال السائل ، وتحول اليهودي الى الرقم الصعب في معادلة وخارطة المكونات الاقتصادية للنظام لاقطاعي الاوروبي، كما ان اليهودي حافظ على معادلة تماسكة الاجتماعي والديني بعد ان صمم وجودا اجتماعيا ودينيا يحافظ من خلاله على وصايا موسى واحكام الشريعة الشفوية ، ويمنع اليهودي من الذوبان والاندماج في المجتمعات الاوروبية التي كانت تشكل مفاهيمها الكاثوليكية ومعتقداتها الانجيلية نقيضا عدائيا للمفاهيم اليهودية والتي تعتمد فكرة العودة والشعب المختار والارض الموعودة ، والانتظار المزدوج ، انتظار الماشيح وانتظار انضاج الظروف وتغيرها ايجابيا ، وهذا ما حدث بالفعل بعد انتظار اليهود اكثر من 1300عام ، نجحوا خلالها تغير بنية التركيبة السياسية والدينية والاقتصادية الاوروبية ، فدينيا عزلت الكنيسة الكاثوليكية ولدت الكنيسة البروتستانتية التي اعادت الاعتبار كاملا لمكانة اليهود وسط العالم المسيحي باعتبارهم مركز العالم وشعب الله المختار وضرورة عودتهم الى ارض الميعاد ، اما اجتماعيا فتم بناء مجتمع اوروبي قائم على الاخاء والمساواة بين البشر دون النظر الى الدين والمعتقد ، اما سياسيا فتم فك اطواق العزلة والتقوقع عن اليهودي الاوروبي وتحول اليهودي الى مواطن اوروبي كامل الحقوق والواجبات وتم دمجه وفك عزلته وانهاء اسوار الغيتوهات .، فمنذ ذلك الحين الى يومنا هذا واليهودي ترتفع مكانته ويزيد تأثيره وتحكمه بمصير العالم ، فهو يتربع على ذروة الذروة في كل شئ ، ويحاول اليوم السيطرة على ميكانزمات القرن الواحد والعشرين ليبقى سيده وقائده ، لذا فهو يشعل الحرائق في جسد العالم ويقتل ويدمر لتهيئة وانضاج شروط نزول الماشيح اليهودي واقامة الدولة اليهودية السياسية بعد ان نجح في اقامة الدولة اليهودية العالمية الاقتصادية

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل