أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - فوضى وجودية














المزيد.....

فوضى وجودية


بدرالدين القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


وكرار-وزان 09 ديسمبر 2016
في البعد أفتكرك ، وفي غيابك أَيَةُ حُبٍّ عميقة تتجاوز حدود صدري.
أما بعد،
كنت لأبدأ مطلع نصي هذا بحبيبتي، لكني أعلم انه ليس من حقي ان أناديك بكذا كلمة لأنه ليس لدي فكرة اذا كنا حبيبين، لكنك حبيبتي رغما عنك، حبيبتي في خيالي ،و في حلمي ،و في شعري وفي رؤياي، وفي غفوتي، وفي تيهي الأبدي. لكن، متى تصرين واقعا؟ أتفضلين البقاء متقلبة بين الفواصل؟ أتعود تي أن أهمس لك بنفحات من الشعر كل مرة؟ الم يحن وقت لقاءنا أم أنه مؤجل لزمان ليس بزماننا ؟و لما عناقنا من ورق؟ ولما قبلنا كلمات؟ ولما لمساتنا من سراب؟ متى تكونين لي حبيبتا حقيقية، متى؟
مع انتصاف كل ليلة، يسكن كل شيء، يعم الهدوء الفضاء، يصبح العالم خاليا من دون شكوى، أما الجداول والحقول فتغدو صماء من دون تغريد شحرور وهديل حمام: لا صوت ولا كلام ولا عويل ولا صراخ ولا بكاء. لكن هناك أحاسيس ومشاعر تطال صدري تهوى الاستقاظ بالليل، تعشق الكتابة والقراءة، وأكثر شيء يمتها صلة بالحياة انت، نعم انت يا سيدتي. فالحنين يغلبني، والشوق يهزمني، والتوق اليك يرافقني حيث لا ادري.
ربما لم تتسني لي الفرصة لأعبر لك عن ما يحمله هذا الفؤاد المثقل بالشجون من حب اتجاهك، وربما تسنت، لكنى كنت حينها مخذولا أو ليس لي من الشجاعة ما يكفي للبوح، هناك عدة احتمالات كما ترين، لكن أيها مقنع لا ادري، فلسان القلب لا يحسن الإقناع، ولغة الصبابة ليست عاقلة أو راشدة. ربما تتساءلين لما أنا ممتنع عن السؤال فيك، ولما أنا بعيد عنك رغم قرب المسافات الفاصلة بيننا، ولما لا اهتم بك وأرعاك، ولما لا أشاركك تفاصيل حياتك. أظن ان التفكير في هاته الأسئلة قد يصيب رأسك بالصداع وقد يحدث فيه ضجيجا يُؤْرَقُ له نومك، ويريب له بالك، ويجعلك قاسية العواطف، متحجرة الأحاسيس ومنفعلة.
أنا أيضا لا أفهم نفسي يصعب علي أحيانا أن أحدد طبيعة اختياراتي ورغباتي، وتختلط علي الأمور فأدخل في دوامة من الشكوك، فتتشابه علي الأفكار ويضيق الأفق في وجهي، يضعف إيماني بالواقع وارتباطي به، فافضل الخيال والوهم كونا وتصورا وتمثلا. أعيش فوضة وجودية، حواسي فوضى يصعب ترتيبها.
ليس هدفي وراء هاته الأسطر البرهنة على موقفي أو تبرير ما صدر مني من سلوكات ألمت بك وجرحتك وان كانت عفوية و تلقائية. أكتب لك من دون سبب، فقط لأني اشتقت لك، فقط لأني تذكرتك، فقط لأنه لي رغبة في الكتابة، رغبةٌ أنت موضوعها.
لم تفارق بالي تلك الذكريات رغم بساطتها خيالي، ما أزال أستحضرها بكل تفاصيلها. أتذكر يوم سرنا على الشاطئ والأمواج تنكسر على مقربة من أقدامنا كان نسيم البحر لطيفا، وكنت أجمل امرأة أثثت المكان بأريجها، أصابتني أعينك بالدوار، كاد يغمى علي. كان قلبي يخفق بقوة شديدة، لم أستطع المقاومة، كان هنالك شيء قوي يدفعني نحوك، شيء يصعب تسميته، كانت لي رغبة في معانقتك، وإحاطتك بذراعي وشدك الي بقوة، كنت ارغب في امتلاكك حتى لا تضعين مني، وللأسف ها انت تضيعين. قبلتك، أجل قبلتك. قبلتك جعلتني اكتشفت أعماق ذاتي، تدفق الدم في شرايين من الجديد، انبعثتُ من رفاتي، كان لها نكهة فريدة وخاصة. كما اني أتذكر ابتسامتك الخجولة والمترددة، وأتذكر أيضا لمستك الرقيقة والمرهفة. وأتذكرك وآنت تغنين بعذوبة كما يصنع البلبل في الصباح. أتذكر كل شيء حبيبتي كل شيء.
لكن عزيزتي لا أتذكر أنك كنت أنت. فشخصيتك مزدوجة، ففي حضرتي تبدين صامتة، وخجولة، وهادئة. وفي غيابي انت أخرى لا اعرفها حتى نبرة صوتك تتبدل تصير أكثر عذوبة، وفي المقابل أكثر جدية، تصرين خطرة وشرسة. ألا ترين أنك غريبة مثلي؟
كل ما أعلمه حبيبتي أنه ليس للحب شريعة وليس له شكل ولا منطق، هو هكذا غريب وعجيب. لذا لا تحكمي عليه! دعيه يكبر حتى يصبح يافعا! لا تكبليه بانفعالاتك؟ لا تجحفيه بعنادك! ارسمي له جناحين ليخفق في الأفق، واجعلي له ثغرا ولغة ليصرخ بحبك.
---------------------
رسائل مؤجلة.



#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسمة غضب
- ورقة توجيهية عن حركة شباب اجمع الوقفة
- نرسيس يفنى
- فَجْرٌ ضَيِّقْ
- كستنائية
- بيان : الشبيبة الاتحادية وتموقعها من العمل الحزبي والسياسي.
- محاولة للبحث عن بديل سياسي
- الى من طاردت وجهها في المطر
- غرنيكا من زاوية سيميولوجية: من الصورة الى النص
- ينسيني المساء
- العلمانية والديمقراطية والاسلام
- سجنتني عصفورة
- حبك واذار
- اُورَفْيُوس
- أعود صمتي
- رحلة زائفة
- رسائل مؤجلة: للعذراء
- رسائل مؤجلة: للعذراء الغابرة
- كعبي اشيل
- خلاص المسيح


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - فوضى وجودية