أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - رسائل مؤجلة: للعذراء الغابرة














المزيد.....

رسائل مؤجلة: للعذراء الغابرة


بدرالدين القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


مكناس في 11نونبر 2014

وما الحب كل الحب الا للحبيب الاخير

تحية خالصة من صدر يئن على أوتار قيثارة عمياء لسيدتي الغابرة.

أما بعد،

سنيوريتا ، أيتها الغابرة،أعرف أني اشتقت لذكر هذا الاسم الجميل وترديده باستمرار، والتغني برنته الدافئة، كما أني استوعب مدى شوقي لك.
مر وقت طويل لم أرى فيه تعابير وجهك المتغيرة والمتقلبة كالسماء، زمن طويل مر وعيناك البراقتين تغيبان عن فجري المؤجل، حتى كاد قلبي يتوقف عن الخفقان لولا تشبثه ببصيص من الأمل، هذا الأمل الذي طلما حاولت محوه بمخاوفك.
ترددت كثيرا وعاودت التفكير وأنا أحمل القلم، وراودتني أسئلة عديدة، أأكتب لك؟ وماذا يتعين علي أن أكتب لك؟ وبما أبدأ ؟ وبما سأنتهي؟ إلا أني خلصت في الأخير واثقا أن أخط لك كل ما يمليه علي قلبي، وأن أفصح لك بكل ما يحمله هذا الصدر المثقل المهزوم من مشاعر، وبالفعل وجدت نفسي منصبا أعزو هذه الورقة بالحبر؛ لكن يبدو أني لم أجد من الكلمات ما يشفي الغليل، ولم أعثر في الحروف المطرّزة ما يمكن أن يطوي المسافات ويلغي الأشجان والأوجاع. نعم، أجد نفسي عاجزا أمام هذه الأسطر، فلغتي لا تطاوعني.
عزيزتي، لم أعرف في حياتي مثلك، ولم أدنو من أي أحد كما دنوت منك أبدا أبدا، كنت وستظلين إلى وقت لم يتم تحديده بعد شخصا غاليا وفريدا من نوعه؛ بدأت معك ويبدو لي أني سأنتهي معك أيضا، الآن وغدا والى الأبد، ليس ثمة في هذا الفؤاد المكلوم والموجوع إلا طيفك البريء.
صرت أفتقد حمقاتك وطيشك وهمساتك وجنونك وعنادك، كنت أجمل ذكرى منحني إياها القدر، كنت هبة من السماء، كنت مأواي الذي التجأ إليه كلما همت بي الأحزان وكلما أدركني الصعاب ؛ لم يستطع شيء في الوجود أن ينسيني فيك، فرغبتي كانت أن تظلي قاطنة في قلبي. بالتأكيد، هناك أشياء كثيرة تغيرت، فقد مررنا بجملة من الانتكاسات والصعوبات التي جعلتنا نبتعد عن بعضنا، وجعلت إيماننا ببغضنا يهوى كوريقات الخريف المصفرة، لكن ما كان يجمعنا كان أقوى وأصدق وأطهر من أي شيء أخر. فقد أحببتك بصدق ودون مقابل، ولو خيرت بينك وبين ألف امرأة، لوضعت فوق رأسك تاجا دونهن.
تعذبتُ كثيرا سيدتي، ووددت بشدة لو بقيت معي، وأنصت لهمومي ومآسي، كنت بأمس الحاجة لمساندتك ودعمك وحضورك في حياتي، لكنك ادر ت لي ظهرك متسلحتا بحجة ضعيفة لا تمت المنطق بصلة، وتركتني وحيدا أحتضر تحت جنح الظلام، يمزق في اليأس بلا شفقة ، وأغلقت نوافذك وأبوابك بوجه بوحي الشفيف، اغتلتني فصرت شهيدا تأجلت مراسيم دفنه. كم كنت قاسية يا سيدتي، أليس لك قلب من لحم ودم كسائر البشر؟ ألم تفكر بحجم الألم الذي ألحقته بي؟ هل أنا سيئ لهته الدرجة؟ للأسف ألحقت العار بهذا الحب . كم من الليالي مرت علي ولا يغمض لي جفن؟ وكم من عين أغرقها الدمع، وتكحلت بالعمى؟ وكم من أمنية فَتيِّةٍ أفنيتها وعَادَيْتِهَا ؟
لست أنكر، فبدوري جرحتك وأذيتك؛ لكني عزيزتي مقتنع ان من اختار الحب اختار الألم والحرمان. فالحب معركة مقدسة ومبجلة. أعتبره عبادة. أتمنى لو يطوى الماضي، ويبتر عن الحاضر وينفى في المستقبل، لكن هذا يستحيل بقدر ما استحالت أيامنا كلها. ففي ووطني لا يحق لنا أن نحب أو أن نحلم، فالحب عندنا صار جرما وانتحارا وإثما عظيما.
لم أجرب النسيان لأني أعلم أن هواك تغلغل داخلي، فأنت تخفقين في صميمي كجناح عصفور مبتل بالندى، يتطاير ريشه. تتجددين داخل رأسي كالموج المتكسر على صخر الشاطئ، وتكبرين في كياني كما تكبر الشرنقة وتسمو فراشة فضية زاهية في الأفق البعيد، يسعد بها العشاق، وتمتد بك الجرأة لتتحكمي في مجرى دمي.لن أنساك إلا حين تنطفئ عيناي ، ويأخذ الشيب شعري ويصبح فمي فارغا، وقلبي متوقفا، وروحي ململمة حقائبها و مودعة جسدي. والله إني لا أعلم لما أنت غالية! كلما بعدت إلا وازداد تعلقي بك، أخطا من قال ان البعيد عن العين بعيد عن القلب، وأصاب من قال ان من الهوى ما قتل، فكوني رءوفة بي، مولاتي رفقا رفقا.
لن أعاندك أيتها الشقية، بل سأكتب لك وأراسلك كلما تسنت لي الفرصة، فلم أنتهي بعد، سأفي لك بوعدي، سأظل دوما بقربك، إنها البداية فقط.يملأني الفضول وأتطلع برغبة شديدة لمعرفة أخبارك وأحوالك، في انتظار ردك سأظل أحبك، وان لم تكتب لي شيء فحبك يكفيني



#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعبي اشيل
- خلاص المسيح
- رموش الريح
- سوسيولوجيا الممارسة السياسية وميكانزمات السلوك الانتخابي بال ...


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - رسائل مؤجلة: للعذراء الغابرة