أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - موليير مصر.. يعقوب صنوع














المزيد.....

موليير مصر.. يعقوب صنوع


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


لقد أثارت جريدة الأهرام المسائي في أحد أعدادها قضية ريادة صنوع ، ما بين مؤيدين لريادة يعقوب صنوع ومنهم الدكتور محمد يوسف نجم ، ورافضين لهذه الريادة وعلي رأسهم الدكتور سيد علي إسماعيل في كتابه ( محاكمة يعقوب صنوع ) ، ويرفض فيه ريادة يعقوب صنوع. وأياً كانت الآراء التي تؤيد أو ترفض ، إلا أنه صفحة لا يمكن أن يغفلها التاريخ أو يغض الطرف عنها، وكذلك ودوره في تأسيس أول مسرح مصري.
الخلفية الثقافية لمسرح صنوع
لم ينشأ مسرح يعقوب صنوع من فراغ ، أو يظهر علينا فجأةً ؛ إذ كانت البيئة مهيأةً تماما ، تُلح علي ظهور من يؤسس المسرح المصري. وظهر ذلك جليًا في ولع الخديو إسماعيل في أن يجعل مصر قطعة من أوربا ، فاهتم بالتعليم وإنشاء المسارح وتأسيس دار الأوبرا المصرية بمناسبة افتتاح قناة السويس ، وقدمت عليها أوبرا ( ريجوليتو) لفيردي ، وافتتاح مسرح الكوميدي الذي أقامه إسماعيل لاستقبال العروض الأجنبية.
النشأة والتكوين
ولد يعقوب صنوع في 1 أبريل سنة 1839 ، وأظهر نبوغًا مبكرًا في معرفته اللغات وتحصيله لها ، وساعده علي ذلك سفره إلي إيطاليا برعاية حفيد محمد علي الأمير أحمد يكن باشا يكن في بعثة دراسية علي نفقته الخاصة للتزود من معارفها.
وقضي يعقوب صنوع في مدينة ليفرنو بإيطاليا ثلاث سنوات ، تزود منها بالكثير من العلوم ومشاهدة العروض المسرحية، فكانت تلك الفترة التي قضاها في إيطاليا مرحلة تثقيف واستيعاب.
لم يسطر في تلك الفترة مسرحية واحدة ، حتي كانت العودة إلي مصر ، وظل فيها فترة ، وكأنما أراد أن يختزن ما شاهده وأن يستغله بعد أن يكون قد تمرس بالحياة المصرية التي أراد أن يكون لها الناقد من خلال كوميدياته.
يعقوب صنوع ..موليير مصر
ألحت علي صنوع فكرة إنشاء مسرح مصري يقدم فيه مسرحيات بلغة الشعب ، بعد أن كانت تقدم المسرحيات بلغة الفرق الأجنبية علي مصر في تلك الفترة.
افتتح يعقوب صنوع مسرحه سنة 1870 بالأزبكية بعد أن توسط له خيري باشا عند الخديو والحصول علي إذن بالتمثيل في حديقة الأزبكية. واستهل صنوع عروضه المسرحية بمسرحية ( راسبوتين شيخ البلد والقواص) والتي ضمنها الكثير من الأغاني الشائعة حتي لا يصدم الجماهير التي اعتادت الطرب.
لقي يعقوب صنوع التشجيع والاستحسان من الطبقة الاجتماعية الجديدة التي أفرزها عصر إسماعيل ، ولم يصادف صنوع في عروضه المسرحية الأولي أية مشكلات مادام التزم أسلوب التطريب.
نتيجة لهذا الاستحسان والنجاح اللذين حققهما مسرح صنوع في البداية ، دعاه الخديو إسماعيل وفرقته للتمثيل علي مسرحه الخاص في قصر النيل ، وأشاد به إسماعيل قائلا :" نحن نُدين لك بإنشاء مسرحنا الخاص . فإن كوميدياتك وغنائياتك ومآسيك قد عرّفت الشعب علي الفن المسرحي. فاذهب فإنك موليير مصر وسيبقي اسمك كذلك أبدًا" .
مسرح يعقوب صنوع
كتب يعقوب صنوع – علي حد قوله- حوالي اثنتين وثلاثين مسرحية ، لم يصلنا منها إلا سبع مسرحيات ، وقام فيها يعقوب صنوع بدور المؤلف والممثل والمدير والملقن لجميع المسرحيات التي كتبها.
ومن أهم الأعمال التي قام بها صنوع ، أنه أول من أدخل المرأة العربية في مسرحه؛ إذ وفق في العثور علي فتاتين فقيرتين وعلمهما القراءة والكتابة، وأسند لهما بعض الأدوار الصغيرة إلي أن أصبحتا نجمتين لامعتين في مسرحه. وذلك ، بعد أن كان يقوم بهذه الأدوار رجال يتزيون بزي النساء.
اتسم مسرح صنوع بالسذاجة في مضمونه ؛ إذ كان يغلب عليه طابع الفودفيل ودفعه لذلك طبيعة الشعب الساخرة المحبة إلي الغناء والتطريب. وكي يجذب صنوع إليه الجمهور إلي المسرح اتجه إلي كتابة مسرحياته باللغة الدارجة ، كما رأي ضرورة تطعيمها ببعض الألحان الشعبية الناجحة المتداولة علي الأفواه آنذاك.
ولم يقتصر صنوع علي تقديم مسرحياته ، بل كان يشرح للجمهور من فوق خشبة المسرح قبل عرض روايته . وفي نهايتها ما خفي عليهم ويبصرهم بمشاكلهم.
صنوع وقضايا المجتمع
علي الرغم مما يُذكر عن مسرح صنوع بأنه بسيط ساذج ، إلا انه كان يختار موضوعاته من المشاكل الواقعية التي تعترض الشعب في حياته اليومية. وكان يختار بها القالب الفكاهي ، وتصدي لمعالجة الكثير من الأمور في مسرحه.
نجده في مسرحية ( العليل )، يعالج مشكلة تصديق الناس لآراء المشعوذين والسحرة وسخريتهم من الأطباء. وفي مسرحية ( أبو ريدة البربري) انتقد مشكلة الخاطبة والدور الذي كانت تقوم به في الأسر لربط الشباب والفتيات سعيًا وراء الكسب المالي دون النظر إلي مستوياتهم والطبقية ومراكزهم الاجتماعية.
وتناول مشكلة الخدع والخيانات وعدم الوفاء بالوعود في مسرحية ( الصداقة) وفي مسرحية ( البورصة ) تناول مشكلة الصعود والهبوط في أسعار الأوراق المالية لتدخل بعض الحكام وسيطرتهم علي الأسعار ، وما يترتب علي ذلك من تحطيم لبعض الأسر.وتعرض كذلك لموضوع تعدد الزوجات في مسرحية ( الضرتين).
كانت مسرحياته أشبه بمقالته التي كان ينشرها في صحفه المختلفة ؛ إذ اتخذ منها وسيلة لتقريب المعاني السياسية التي يستهدفها سواءً أكانت نقدًا للخديو والإنجليز أو تحريضًا عليهم أو نقدًا اجتماعيًا.
من المسرح للصحافة
انقلب الخديو إسماعيل علي صنوع بعد أن مثّل علي مسرحه رواية ( الوطن والحرية) والتي رأي فيها الخديو مساسًا بحكمه وبحاشيته ، فأمر بإغلاق المسرح.ويُرجع نعمان عاشور ذلك إلي أن سببه الأول نشاط يعقوب السياسي الخاص وعلاقته بجمال الدين الأفغاني وإنشائه محفل ( التقدم) وجمعية ( محبي العلم( عام 1872 .
وهناك رأي آخر تمثل في أن الفرق الأجنبية كانت تريد أن تستأثر بهذا النشاط، ولا شك أن الأجانب كانوا يقيمون في مصر كثيرًا ،وبرزت أنشطتهم في مختلف المجالات فاستجلبوا الفرق الوافدة من بلادهم وشجعوها علي العمل في مصر ، واستطاعوا أن يؤثروا علي الخديو إسماعيل لإغلاق مسرح صنوع كي يخلوا لهم المجال. وشعر بذلك يعقوب صنوع عندما اكتشف مضايقة ( درانيت باشا ) رئيس الأوبرا المستمرة له، فترك المسرح إلي العمل بالصحافة



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرامة المعلم
- عجيبة هي كرة القدم ....!!!
- أكبر مشروع علمي عن الإبادة الأرمنية في العالم
- نفي الآخر: جريمة القرن العشرين للدكتور محمد رفعت الإمام
- مئة ..وتستمر الإبادة
- مذكرات نوبار باشا
- أرمينية من الفتح الإسلامي إلي مستهل القرن الخامس الهجري
- الأرمن في مصر في العصر العثماني
- ( تاريخ الأرمن في مصر الإسلامية في مائة عام هجرية )
- الإبادة الأرمنية في الذاكرتين الألمانية والنمساوية
- قافلة المقريزي علي أون تي في
- الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 للدكت ...
- القضية الأرمنية في المعاهدات الدولية للدكتور محمد رفعت الإما ...
- الدكتورة نورا أريسيان
- كتيبات للتعريف بالأرمن وبالإبادة الأرمنية في ذكري مئوية الإب ...
- أرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية
- القضية الأرمنية قي المصادر العربية للدكتور محمد رفعت الإمام
- الدكتور محمد رفعت الإمام في شهادته عن الإبادة الأرمنية في كت ...
- المذابح في أرمينية :رؤية لشهادة فائز الغصين
- مفهوم الأمم المتحدة للإبادة 1948 والحالة الأرمنية في الدولة ...


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - موليير مصر.. يعقوب صنوع