سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 14:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد معاناة طويلة من الجدل والتفاعلات بين امريكا وايران توصلا الى اتفاق عام 2015 حول الملف النووي ، الا ان ايران لا يلجمها شئ في بث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ، فاستفزازها الدائم لإسرائيل وتهديدها وتدخلها السافر بالشان العراقي والسوري واليمني واللبناني وبعض دول الخليج فضلا عن محاولاتها الحثيثة لتقسيم البيت الكوردي واثارة المشاكل بين الاحزاب الكوردية ، الامر الذي اثار حفيظة الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب والمطالبة بالانسحاب من اتفاق ايران النووي ، وخاصة ليس هناك ما يحول دون حدوثه ، بمعنى اخر لايوجد الزام قانوني يمنع ذلك . ولكن هذا الامر ان حصل سوف تستأنف ايران العمل على انتاج السلاح النووي ، وهذا بدوره سيرجع دول "راعية السلام " في العالم الى نقطة الصفر وتهديد المنطقة . ان التزام ايران بالاتفاق النووي على الأقل يعطي نوع من الاطمأنان للمجتمع الدولي خاصة الدول المعنية ، والمهم في الامر هو ان لا تحوز ايران على السلاح النووي .
وقد اعتبر ترامب ان الاتفاق النووي مع ايران كارثة وسيكون الامر من اهم أولوياته بعد تسلمه رئاسة امريكا ، وهنا سؤال يطرح نفسه : ماذا عن باقي الدول المشاركة في إبرام هذا الاتفاق ؟ خاصة انه عزز بقرار صدر من مجلس الأمن .
إلا ان إثارة اعادة النظر في موضوع التسوية الامريكية مع ايران حول الملف النووي من قبل اسرائيل وفي هذا الوقت بالذات لها ابعاد سلبية جدا على المنطقة وستعزز من عدم أمنها واستقرارها ، خاصة والمنطقة لم تنتهي بعد من داعش . وهذا يشير الى عدم اكتراثها بالنتائج . هذا من جانب ومن جانب آخر معرفتنا مسبقا وكما طرحت في احدى مقالاتي تحت عنوان ( داعش تعمل لصالح ايران ) ان وجود داعش وعدم استقرار المنطقة يقع في صالح ايران وأجندتها .
في الحقيقة ان الطرفان الاسرائيلي والايراني لهما توجسات من بعضهما البعض ويبدوا ان الطرفان يذهبان الى حل في تبديد هذه التوجسات من خلال عزلهما بمنطقة نزاع وحرب ونار وقودها أهالي المنطقة ، والواقع يشير الى ذلك ، وهو امر وحل مجحف جدا بحق الانسانية والطبيعة ، فلابد ان تعي دول المنطقة وتعمل على الحد من استمراره من خلال الضغط على القوى الدولية لإيجاد حلول إيجابية سلمية تنقذ المنطقة من خطر قد يكون اكبر من امر داعش .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟