أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أم إسحق ..سنديانة فلسطين














المزيد.....

أم إسحق ..سنديانة فلسطين


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أتحدث عن زعيم إنقلاب نسّق مع المخابرات الخارجية وإعتلى دبابة ومن ثم إغتصب السلطة وتلا بلاغه الأول مقسما أنه سيحرر فلسطين، ولا عن جنرال تزينت أكتافه وصدره بالوسمة ونياشين النصر مع أنه لم يصمد لثوان أمام جيش مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة ،ولا عن صاحب صولجان يمشي بين الناس متمخترا وكأنه الفاتح أو المحرر.
أتحدث عن سيدة فلسطينية مسنة ضعيفة جسديا تبلغ من العمر 80 عام ،قضت من عمرها المديد ما بعد العام 1949 مع عائلتها ولا تزال حتى يومنا هذا في كهف جبل وادي فوكين في منطقة بيت لحم ،دفاعا عن الوطن ،وحماية لأرضها من المصادرة رغم جور وأذى الإحتلال جنودا ومستدمرين .
شعار هذه المرأة السنديانة"لبس ما بدي لبس ..ماني طالبة لبس ..بدي علم فلسطين يرفرف ع القدس.وحطة ما بدي حطة ..ماني طالبة حطة ..بدي علم فلسطين يرفرف ع جبال يطة . ومنديل ما بدي منديل ..ماني طالبة منديل ..بدي علم فلسطين يرفرف ع جبال الخليل".
سجلت هذه المرأة المسنة الضعيفة جسديا أروع آيات الصمود والتصدي ،وأثبتت لمن إنخرطوا في ما أطلق عليها زورا وبهتانا جبهة الصمود والتصدي ،كيف يكون الصمود والتصدي الحقيقيين ،ومارست ذلك فعلا لا قولا ،وشهدت أرض الواقع صدق إنتماء سنديانتنا أم إسحق صاحبة الكهف التي هزمت الإحتلال بشقيه القذرين الجنود والمستدمرين.
كما قلت آنفا أن السيدة المسنة أم إسحق ضعيفة جسديا بحكم السن والقهر والذل ،لكنها تمتلك منسوب إرادة لم نلمسه عند دول تمتلك جيوشا وأجهزة ويوهموننا بأن لهم أناشيد وطنية وأعلاما ترفرف ،وهم في الواقع تبعا لمستدمرة يهود بحر الخزر ولا أستثني أحدا ،فالطابق بات مكشوفا وهم مفضوحون بأفعالهم ،لكن سنديانتنا الثمانينية التي تتخذ من الكهف لها ولعائلتها وأغنامها مقرا وسكنا في الشتاء ومن العريشة مقرا في فصل الصيف ،يحق لها أن تفتخر بما انجزت من صمود رغم قلة الإمكانيات ،فهي قادرة وحتى يومنا هذا على الوقوف في وجه المستدمرين والجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح وتمنعهم من مصادرة أرضها .
تخوض سنديانتنا الثمانينية أم إسحق معارك يومية مع الجيش الإسرائيلي والمستدمرين الذين يستخدمون الرصاص أحيانا لإجبارها وعائلتها على الهرب ،وفي ظنهم أن ام إسحق وعائلتها مقيدون في سجلات الجيوش العربية التي لا تصمد أمامهم لسويعات لزوم حفظ ماء الوجه على الأقل.
المعارك التي تحوضها سنديانتنا الثمانينية أم إسحق كثيرة ومتنوعة ،وأولها كما أسلفنا المواجهات المستمرة مع الجيش والمستدمرين ،وتدفق مياه المستدمرات العادمة من الصرف الصحي عمدا على أرضها ،وتلقيها آلاف الإخطارات لمغادرة أرضها تمهيدا لمصادرتها ،وكذلك زيارة أفراد من الموساد على هيئة صحفيين لمعاينة الموقع عن كثب وتصوير الكهوف من الداخل والأغنام وهي نائمة وأشجار الصبار لمعرفة تاريخ زراعتها ،والأكثر اهمية من كل ما تقدم ما عرضه عليها اأحتلال البغيض من أسعار فلكية ثمن أرضها .
أشفق كثيرا على أم إسحق رغم تقديري لها ومحبتي لها لصمودها وتصديها الحقيقيين للإحتلال بكل مكوناته ،فرئيس سلطة أوسلو المندثرة /وكيل الإحتلال الجديد الذي إغتصب السلطة إغتصابا وهيمن بطريقة مفضوحة على حركة فتح وحولها من حركة رصاص وتحرير إلى جهة إستثمارية يكون الفائز فيها من يعطيه الولاء والطاعة،وسيعمل لاحقا وعن سابق تصميم وقصد على إبطال صمود أم إسحق ،وإجبارها على تسليم أرضها للإحتلال لأن الصفقة العربية السلطوية مع مستدمرة إسرائيل لما تنتهي بعد،ونظرا لتوجه هذا المغتصب فإنه لم يقم بزيارة ام إسحق في كهفها أو في عريشها ولم يقم بتقبيل رأسها كما فعلت أنا ،ولا بتقبيل يدها ،لأن يده لا تلمس إلا أفخاذ زوجة النتن ياهو ليس من باب الإستمتاع بل من قبيل سحق الذات .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت شعار :إزرع كرامة ..إزرع صمودا وغاز العدو إحتلال -العربية ...
- -العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر- تحتفي بيوم التطوع الع ...
- الرسالة الإسرائيلية لفرنسا ....نكران الجميل
- العربية لحماية الطبيعة تنظم حفلها السنوي
- حرائق فلسطين المحتلة .... لم تحدثني نفسي بالفرح
- حرائق فلسطين المحتلة ... الدروس والعبر المستفادة
- حرائق فلسطين المحتلة ... الفرز العنصري قبل الترانسفير
- - الملك خالد الخيرية- تعزز دور المنظمة العربية للهلال الأحمر ...
- مشاركة الأردن في إطفاء حرائق فلسطين المحتلة..كلام في محله
- حرائق فلسطين المحتلة ..الأسئلة الكبرى
- حرائق فلسطين المحتلة..ما لم يقله أحد
- النتن ياهو يحرق فلسطين المحتلة لينجو بنفسه
- المنظمة العربية للهلال الاحمر والصليب الاحمر تطالب بلجنة دول ...
- منع الأذان ...رفع الأذان
- مجلس النواب سيصوت لصالح إتفاقية العار-الغاز-
- بوتين ..ترامب..لوبان تحالف السلام العالمي؟!
- في محاضرة له بمنتدي الفكر العربي -الباحث اليمني يوسف حميد ال ...
- -أبوالغيط- يلتقي -السحيباني- لبحث استراتيجيات التعاون للحد م ...
- كاليفورنيا أول المنفصلين عن أمريكا والبقية تأتي
- ترامب الأمريكي وغورباتشوف الروسي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أم إسحق ..سنديانة فلسطين