أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالناصرجبارالناصري - قانون العشائر .. وداعا يا مدنية














المزيد.....

قانون العشائر .. وداعا يا مدنية


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 23:14
المحور: المجتمع المدني
    


قانون العشائر .. وداعا يا مدنية

يقول المتنبي في قصيدة العنصرية والتمييزية " لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ* * *إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ "
قانون العشائر المزمع تشريعه هذه الأيام يريد ان يتعامل مع العراقيين كعبيد يتبعون الى العشائر وإلا فلا ! وهو يضرب عرض الجدار مفاهيم الدولة المدنية التي يتمتع بها الفرد بكافة حقوقه وتكون الدولة راعية له بغض النظر عن انتماءاته ؛ كذلك نص الدستور العراقي الجديد الذي هو الآخر قد ضرب ببعض فقراته التي لاتروق لحاكمي البلاد عرض الجدار وفي سلة المهملات
في عهد صدام حسين كان العراقي لايتعين ولايسافر ولايقبل في الجامعات الا بجلب التزكية الحزبية من حزب البعث العربي الإشتراكي ؛ هذه التزكية هي من تحدد مستقبل الفرد فان كانت ايجابية كان الفرد ايجابيا وان كانت سلبية فان مستقبل الفرد سيكون مجهولا ومعدوما وكانت امنية العراقيين ان يتخلصوا من تلك التزكيات
الان وفي ظل هذه القانون العشائري الجديد ستعاد موضوعة التزكية الى الواجهة من جديد فان الفرد الذي لم ينتم الى عشيرة ما سيتعامل معه القانون على انه ليس من العراقيين ولاتنطبق عليه تلك الشروط التي تنطبق على المنتمين الى العشائر
ان اصعب الاسئلة التي اواجهها يوميا هو سؤالي عن عشيرتي " منين أنت " فانا لا اؤمن بالتقسيمات المناطقية والقبلية والعشائرية التي تتعارض مع حريتي كفرد وتجعلني تابعا الى مفاهيم مملوءة بالخرافات والتجهيل والكراهية
ماذا انتجت لنا العشائر لكي تقنن في قوانين دستورية ؟ ماذا فعلوا الشيوخ بنا كي يتسيدوا المشهد العراقي مرة أخرى ؟ الم يكونوا اداة بيد صدام حسين الم يكتبوا التقارير على ابناء عشائرهم ويزجوهم في السجون وقادوهم الى حبال المشانق ؟ هل سمعنا صوتا معارضا لسياسات النظام السابق من قبل شيخ عشيرة ؟ لم نسمع سوى هوسات المديح لقائد الضرورة ومقاطع اليوتيوب تؤكد ذلك ؛ وفي العراق الجديد تحولوا الى مجالس الإسناد التابعة لشخص رئيس الوزراء السابق ! وهوس احد الشيوخ لرئيس الوزراء الجديد هوسته المعروفة " ها نريدك ما تنطيها " !
يذكر ان صدام كان يحتجز الشيوخ في غرف مظلمة لمدة ثلاثة ايام وهم لايعرفون في اية منطقة يسكنون كل ذلك من أجل الحصول على كلمة " عفية " من صدام والبالغ قيمتها 250000 دينار عراقي ؛ كما ان الشيوخ ساهموا في تثبيت دعائم حكم البعث بعد ان كاد يسقط في الانتفاضة الشعبية لكنهم لعبوا دور المخبر السري والواشي على المنتفضين
_ لكل محافظة مجلس عشائري أشبه بمجلس المحافظة وللشيوخ جميعا مجلس مركزي أشبه بمجلس النواب هؤلاء الشيوخ ستكون لهم الكلمة الفصل في رسم سياسة العراق وهم لايعرفون شيئا سوى مفاهيم قروية متخلفة لاتمت بصلة لبناء البلد على أسس علمية حديثة كما في بقية دول العالم المحترمة
حين قرأت ان البرلمان العراقي سيناقش قانون العشائر تصورت ان البرلمان سيحاول الحد من ظاهرة العشائرية المستفحلة في العراق والتي باتت تهدد أمن الدولة والمجتمع لانها تمتلك اسلحة ثقيلة متنوعة تضاهي اسلحة الجيش والشرطة وهي تتدخل في المشاريع الحكومية بشكل فج حيث اصبح المقاول يتفاهم مع العشائر قبل ان يقبل على تنفيذ المشاريع ! لكني اتفاجأ ان يقوم البرلمان بشرعنة العشائرية
مؤيدو القانون يرون انه يحافظ على الديمقراطية ! لكن احدى فقراته تنص على مبدأ التوريث !
شرعنة العشائرية يعني اعلان موت الدولة المدنية التي ننشدها ؛ وان قرارات البرلمان تتعارض مع رغبات المواطنين ولاتنسجم مع افكارهم ويوما بعد اخر يصعب العيش في هذا البلد الذي يسير من السيئ الى الأسوأ .
[email protected]



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الحشد .. أزمة جديدة
- عن جريدة الشرق الأوسط
- التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة
- وزارة ال pdf
- الموصل والرقة .. معركة واحدة
- جورج أبو الزلف ونعش الأمم المتحدة
- نحو عقلنة السوشل ميديا
- القوى الأمنية ورسم ملامح الدولة
- الإنتهازيون وخيمة الصدر
- نشطاء الفيس بوك .. جعجعة بلا طحين
- حين يصبح إختلاط السني مع الشيعي اعجوبة !
- قراءة في تظاهرات مقتدى الصدر
- تقضيم أظافر التيار الصدري
- أدبسزية الخضراء وخضير المرشدي
- إفساد التكنوقراط
- لاتسمع الأخبار .. إقرأ هذا المقال
- داعش والمشروع التنويري
- صورني وآني ألطم !!!
- قرار الأكراد و حماة الدستور !!!
- نائب رئيس الجمهورية !!!


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالناصرجبارالناصري - قانون العشائر .. وداعا يا مدنية