أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - راجي مهدي - عن كاسترو والسعار الأمريكي وتخاريف الإشتراكيين الثوريين















المزيد.....

عن كاسترو والسعار الأمريكي وتخاريف الإشتراكيين الثوريين


راجي مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 15:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ليس هذا المقال نعيا للرفيق فيديل كاسترو ، فليس من اللائق نعي الأحياء . ولا هو دفاعا عن فيديل في مواجهة الامبريالية وافتراءاتها وتشويهها ، ففي اعتقادي ان جنازة فيديل وحدها سترد بشكل ساحق علي الميديا الرأسمالية واذنابها في صفوف اليسار المزور . المقال هو فقط تعبير عما تمثله الثورة الكوبية ويمثله كاسترو بالنسبة للقطاع الاهم من اليسار الماركسي اللينيني . المقال سوف يقوم علي محورين منفصلين ومتصلين في آن .
جاء مولدي بعد زمن الانهيار الكبير ، وحين تشكلت اختياراتي ، كانت الحياة قد تصحرت ، فلا اتحاد سوفيتي ولا كومنترن ولا هيئات ماركسية حقيقية . الكل استسلم لصيحة فوكوياما عن نهاية التاريخ . والامبريالية تعربد بوقاحة ، تضرب هنا وهناك ، لا حلف وارسو بقي ليرد ولا بولجانين حي كي يهدد . وحدها لغة الناتو تضرب في العراق ، تعبث في الصومال وسوريا واليمن وليبيا وافغانستان ، الناتو يضرب أينما أراد . لكنه ومنذ 1959 فشل في النفاذ الي كوبا . حتي خليج الخنازير تحول الي مزحة بفعل صلابة الفعل الكوبي في مواجهته , وبدا الأمريكيون حقا مثيرون للسخرية حين وقف الكوماندانتي جيفارا في قلب نيويورك ، في مبني الأمم كي يجأر بصيحته التي عمدها بالدم بعد ذلك " الوطن أو الموت ".
ب 12 رجلا تبقوا من أصل 86 رحلوا علي متن الغرانما الي كوبا ، قاد كاسترو جيش العصابات ببصيرة هائلة وطاقة لا تنضب . جيش من الفلاحين يزحف من جبال السييرا الي السهل محطما كل مقاومة أبداها باتيستا وسفاحه موسكيرا ، وبتأييد كاسح من جموع الفلاحين الذي كانوا يشكلون الغالبية العظمي من الشعب الكوبي ، بني أسطورته المقاومة في مرمي ذراع الأمريكان ، الذين أغراهم صغر حجم الجزيرة فاحترقت أصابعهم كلما حاولوا إطفاء الجمرة التي نمت تحت إبطهم .
العشق الكوبي لكاسترو مبرر تماما ، فالرجل منذ الوهلة الأولي لعودته بالنواة الثورية علي متن الجرانما كان حاسما ، وبني شعبيته مع كل سنتيمترا انتزعته قواته من باتيستا . ففلاحو الأراضي المحررة كانوا يدركون بشكل عملي الفارق بين جيش باتيستا وجيش كاسترو من خلال إدارة الثوار للمناطق المحررة ، والنظام الذي فرضوه ، وما بدأوا في ترسيخه من قيم بديلة . ما أنجزته كوبا عبر مايزيد علي نصف قرن من الحصار ، شئ مبهر جدا . خاصة علي مستوي التعليم والصحة ، حيث لم يعد الإمبرياليون أنفسهم قادرين علي إنكار ما حققته كوبا في هذين المجالين . لكن كوبا أنجزت طفرة علي كل مستوي ، يكفي أنها وطنا حرا مستقلا ، وغير خاضع لإملاءات السوق. كوبا المحاصرة دعمت أنجولا والجزائر والكونغو ومصر وفيتنام ونيكاراجوا والقضية الفلسطينية بكل الأشكال بما فيها الدعم العسكري . وكان استشهاد جيفارا في فنزويلا تعبيرا عن دور الثورة الكوبية في محيطها اللاتيني وعلي صعيد حركات التحرير في كافة انحاء العالم. لم تعد كوبا منتزها امريكيا ينتج أفخم أنواع السيجار .
لم يكن فيديل اشتراكيا ، كان كالكثير من قادة حركات التحرير في العالم وطنيا قحا وفقط ، لكنه بعد استيلاؤه علي الحكم أدرك أسرع من غيره وبتكاليف أقل أنه لا سبيل لتحرير كوبا وقطع علاقات التبعية بينها وبين الامبريالية الأمريكية سوي بإقامة اقتصاد اشتراكي . كان جيفارا هو الماركسي الوحيد في صفوف جيش التحرير ، وكثيرا ما تشاجر هو وفيديل بسبب محاولات جيفارا لجعل راؤول كاسترو ماركسيا ، لكن وما ان استولوا علي السلطة اصبح تشي هو المرجعية الماركسية للنظام ، وأعيد تنظيم الحزب الشيوعي الكوبي ، وطلب كاسترو من الاتحاد السوفيتي معلما يعلمه الماركسية وكان لا يخجل من أن يشير الي معلمه السوفيتي العجوز في الاحتفالات والمؤتمرات ويعلن علي الملأ أنه لازال يتعلم . درسوا تجارب البناء في أوروبا الشرقية ، عانوا صعاب اقامة الاقتصاد الاشتراكي في ظل الحصار لكنهم آمنوا تماما : الإشتراكية هي الحل ، وحدها هي الحل .
ظل كاسترو و ظلت كوبا ومن قبلهما جيفارا ، متأججي الثورية . وكان سوء وضع القيادات السوفيتية بعد ستالين واضحا للعيان . السوفييت متحفظين والكوبيين يجهزون للضرب كلما سنحت الفرصة واينما سمحت . ضربوا في الكونغو وفي بوليفيا . وساهموا في الضرب علي ايدي كل داعمي الصهيونية من خلال العمل الوثيق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . كان الفلتان الثوري الكوبي مؤرقا للخروشوفيين والبريجنيفيين ان جاز التعبير . كوبا التي اوجعها السلوك السوفييتي في أزمة الصواريخ ، قررت أنها لن تستسلم للتهديد الأمريكي وستعمل جاهدة لتستنزف الوحش الإمبريالي . وكان السوفييت يلعبون لعبة التوازن ومن خلفهم كافة القيادات اليسارية المستأنسة . ولعل كاسترو قد لخص لب الموضوع بجملة ليست مشهورة " انا لا أفهم في الماركسية مثلهم ، لكني ثوري أكثر منهم " .
استطاع كاسترو أن يبقي المجتمع الكوبي فتيا ومتحمسا ، ولم يخفت حماسه هو نفسه حتي بعد تقدم السن . كنت تستطيع أن تلمح في عيني الرجل الذي شاب شعره ، حماس الشاب الثلاثيني الذي كان اذا دخل قاعة كي يخطب ترتج من التصفيق ، اذا صعد علي المنصة والقي بحزام مسدسه ، ثم انهال علي الامريكان تهديدا ووعيدا ، تشعر أن كوبا مستعدة لإشعال حربا عالمية ثالثة . كاسترو حافظ علي التماسك الكوبي في مواجهة الدعايات الأمريكية ومحاولات الإختراق ، وفي عز لحظات الحصار بعد الإنهيار السوفيتي ظل الكوبيون مؤمنون بالثورة ، مخلصين لكاسترو وجيفارا وكاميلو وبقية الرفاق الذين زحفوا من جبال السييرا نحو سانتا كلارا وهافانا ، ممزقين باتيستا وموسكيرا ، مرسلين تهديدات الثورة للولايات المتحدة علي أوجه أغنياء كوبا الهاربين من جحيم التأميم والاقتصاد الإشتراكي .
لذا كان رد فعل الغرب علي رحيل الرجل طبيعيا وكاشفا لحجم المرارة والإهانة التي شعر بها الإمبرياليون . عربد الأمريكيون في كل مكان وعجزوا أمام كوبا ، نفذت دعاية الإمبريالية الي مهد الإشتراكية لكنها انكسرت أمام التجربة الكوبية ، حاولوا تحويل جيفارا الي سلعة ، لكنه ظل قابعا في نفوس الكوبيين وواقعهم ، وفي عقول الماركسيين الثوريين في كل مكان ، ورمزا لتحدي الجبروت الأمريكي. ويحاولون الآن كسر الرمز الآخر للثورة الكوبية ، لم يستطيعوا بالغزو العسكري والفكري ومحاولات التصفية الجسدية ، يحاولون الآن القصاص منه بعد موته . الذي تابع ردود الفعل الأمريكية ، سيلحظ سعارا . وفي ميامي احتفل أثرياء كوبا السابقين بوفاة من جردهم ثرواتهم ، رمز الثورة التي حرمتهم أداوات الحاق كوبا بالأميركي . لعل طريقة موت جيفارا قد أشبعت رغبتهم في التشفي أكثر ، الشاب الذي استشهد في أحراش بوليفيا قبل أن يكمل ال 40 ربيعا ، الأرجنتيني الثائر ، الذي أفسد عليهم بهجة ذبح كوبا ، والذي اضفي علي الثورة الكوبية طابعا أمميا لا يُمحي . لكن كاسترو هو من بدأ ذلك كله ، هو من خطط ، وهو الرجل الأول في الثورة الكوبية ، وهو مصدر إلهام لكل الأجيال التي شبت بعد الثورة ، وبقيادته تم تأميم ممتلكاتهم المغتصبة من دماء الشعب الكوبي .
الخطاب هو نفس الخطاب ، تكاد تشعر أن هناك توجيها عاما لكل الهيئات الأعلامية التابعة لمنظومة النهب . كاسترو الديكتاتور الدموي الذي أغرق كوبا في الفقر وكبلها بالقمع وفرض عليها ستارا حديديا . هكذا هو الخطاب ، لكن الأكثر مدعاة للسخرية أن هذا الخطاب الإعلامي الذي تم إعداده في ال سي آي ايه قد سافر الي المقر الكائن ب 7 شارع مراد ، الدقي ، محافظة الجيزة .
التعميم الأمريكي هو بالضبط ما نطق به الاشتراكيون الثوريين ، فقد سارعوا فور إعلان وفاة كاسترو إلي إعادة نشر مقال قديم يطرح تساؤل عما إذا كانت الثورة الكوبية ثورة إشتراكية ؟! كما قامت وحدة الترجمة في المركز بترجمة مقال لأحد الأصنام التروتسكية " جون مولينو " عنوانه : لكن من هو فيديل كاسترو ؟ وهذا الأخير هو ما سأناقشه هنا ، مع الاشارة الي أن المقال الأول هو نفس مقال مولينو لكن بشكل .
يستهل جون مولينو مقاله بافتتاحية إنشائية عن الثورة ثم يبدأ فورا العبث قائلا : "بالنسبة للاشتراكيين وبالنسبة لماركس نفسه، فإن الثورة الاشتراكية هي فِعل الطبقة العاملة نفسها، فهي عملية تحرر ذاتي تسيطر فيها الجماهير العاملة على المجتمع وتديره ديمقراطيًا لمصلحتها الذاتية. وهذا لم يحدث في كوبا. بدلًا من ذلك، تصرف جيش مقاتلي كاسترو قليل العدد بالنيابة عن الجماهير، وأسَّسَ مع الحزب الشيوعي الكوبي القديم حكمًا من أعلى. وأصبحت ولا تزال دولة الحزب الواحد بلا ديمقراطية حقيقية وبقدرٍ ضئيلٍ للغاية من الحرية السياسية. لقد كانت رأسمالية دولة لا مجتمع اشتراكي حقيقي" . لا أدري عن أي اشتراكيين يتحدث مولينو ، اذ أني لا أعتبره لا هو ولا زمرته من الاشتراكيين وأظنهم أيضا لا يعتبرونني هكذا . لكنه من باب المصادرة الذهنية يستهل عرضه بنسبة وجهة نظره للاشتراكيين ولماركس نفسه !! ثم ان الثورة الاشتراكية هي فعل الطبقة العاملة نفسها ، وأنها عملية تحرر ذاتي ! لا أعلم ما هي قصة التحرر الذاتي تلك ؟ أتقصد مثلا بلا طليعة منظمة ؟ بلا حزب ؟ كفكرة التيار الثوري مثلا ، الذي يهيم علي وجهه ببصيرة أفراده ؟؟ أما قصة الإدارة الديمقراطية للمجتمع ، فإنها ستخلق لبثا كبيرا سببه أن للتروتسك مفهوم عن الديمقراطية كونوه في أروقة مؤسسة فورد علي ما أعتقد . سنعود الي قصة الديمقراطية التروتسكية لاحقا لكن الأكثر ظرفا هو توصيف جماعة الأممية الرابعة لما حدث ، حيث أن جيش كاسترو قليل العدد تصرف بالنيابة عن الجماهير . والجماهير عزيزي القارئ هي ذاك اللفظ المبهم الذي يحل شفرات الأدبيات التروتسكية . بلد زراعي أساسا ، الغالبية العظمي من سكانه من الفلاحين الفقراء يرزح تحت نير ديكتاتورية عسكرية غاشمة ، الوزن الفعلي للطبقة العاملة الكوبية لا يذكر ، وبالتالي كان طبيعيا ان قوام الجيش الثوري هو الفلاحين الفقراء ، في جبال السييرا . ككل ثورة قامت في بلد زراعي لم تنمو فيه قطاعات صناعية تذكر. بدأ كاسترو ب 12 رجلا كي تتسع قواعده خلال القتال ، حتي وصلت قواته بضع آلاف عشية انتصار الثورة ، لم تكن الحركة في الجبل معزولة عن الحركة في السهل لكن حركة السهل لم تكن لتتوفر لها إمكانية اسقاط طغمة باتيستا العسكرية أبدا ، نظرا لأنه لم تكن هناك طبقة عاملة كوبية قادرة علي انجاز الثورة . الجيش الثوري كان هو منظمة الشعب الكوبي المسلحة ، وما كان كاسترو وجيفارا ينجحان في ظل هذا الانعزال المزعوم عن الجماهير . فالسبب الرئيسي في سقوط جيفارا في التجربة البوليفية هو أن تقديره لجاهزية الجماهير البوليفية كان خاطئا ، جيفارا كان بحاجة للبوليفيين لينجح . ثم ما هي تلك الدولة التي بنيت من أعلي ؟ ما هي المؤشرات التي استند اليها مولينو في استنتاجه ؟ لو لم تكن الجماهير الكوبية تحرس ثورتها لسقط الحكم الجديد ؟ الكوبيون قاموا بحماية الثورة والنظام وهذا لا يحدث الا حين يشعر الشعب أن تلك ثورته ؟ خليج الخنازير كانت تعتمد علي نفس استنتاج مولينو: الحكم هش ومعزول والجماهير كارهة له ، مع أول محاولة لاسقاطه سينسحق تحت اقدام الكوبيين فسقط الغزاة صرعي وسقط استنتاجهم مشلولا . ثم نعود الي قصة الديمقراطية ، مولينو يستكمل فقرته ناقدا دولة الحزب الواحد التي بلا ديمقراطية حقيقية ، وبقدر ضئيل من الحرية السياسية . يا الهي ، الرجل يعيد استخدام نفس حزمة المصطلحات التي استخدمها المقبور تروتسكي في نقد الاتحاد السوفيتي . نعرف عن الأحزاب أنها هيئات سياسية لطبقات إجتماعية ، وبما أن الثورة الكوبية قد أسقطت الطبقة القديمة التي كانت في تناقض مع الغالبية الفقيرة من الشعب الكوبي ، علي أي أساس يمكن أن تقوم التعددية الحزبية ؟ علي أساس فئوي مثلا ؟ أساس جنسي ؟ أساس عرقي؟ أو قد يكون علي أساس ديني ، فتنشأ جماعة الإخوان الأرثوذكس والبروتستانت الجهاديين وحزب النور الكاثوليكي ؟ ثم يصعد سامح نجيب علي المنصة موجها الخطاب للرفيق خيرت الشاطر عضو مكتب الارشاد القابع في سجون الديكتاتورية الكاستروية ؟ مشهد عبثي مما نراه في مصر ، يوحي لك بأن البشرية ترتد إلي مرحلة أحمد موسي في التطور من قرد إلي انسان . الديمقراطية في الماركسية لها مفهوم مختلف تماما عما يروج له مثقفي ثلاثية دويتشر ، الديمقراطية الإجتماعية هي حجر الزاوية ، الديمقراطية المركزية داخل هيئات الحزب ، أما الحرية السياسية فهي مكفولة لكل عامل وفلاح كوبي . لم يضر من طبيعة الأجواء السياسية في كوبا الثورية سوي هؤلاء الفارين الي ميامي.
ثم يقول الفذ سليل الأفذاذ : "مرة أخرى، فإن الاشتراكيين بدءًا بماركس يفهمون دائمًا أن الثورة ما إن تبدأ في بلدٍ واحد فإن البناء الناجح لها لابد وأن يكون أمميًا، أي أن الثورة لابد وأن تمتد في بلاد أخرى. فإن فكرة بناء الاشتراكية في بلد واحد كانت اختراع جوزيف ستالين في 1924 الذي استخدمه في تشريع تأسيسه لديكتاتوريته الخاصة. "
ها هم ينقلون بالحرف منشوراتهم الهجائية للاتحاد السوفيتي وستالين ويعزفون علي الوتر ذاته " الثورة الدائمة " . وبنفس المنهج ، يتحدث مولينو باسم الاشتراكيين وماركس ، الثورة ما ان تبدأ في بلد لن تنجح سوي بأن تكون أممية وأن تمتد الي بلاد أخري . لا أدري لماذا يتعامل التروتسك مع الثورة باعتبار أنها من طراز الألغام التي زرعتها الضفادع البشرية المصرية في الرصيف الحربي والسفينتين بيت شيفع وبيت يام بميناء إيلات ، الألغام لم تنفجر في نفس الوقت بل تم ضبطها ليتتابع الانفجار واحدا تلو الآخر بما يعظم الخسائر . هكذا يتعامل التروتسك مع مفهوم الأممية والثورة ، ما ان تقوم الثورة في بلد حتي يتتابع سقوط الانظمة في بلدان أخري ، واذا لم يحدث هذا التتابع ؟؟ نعيد الكرة مرة أخري !! والحقيقة أن الكوبيين لم يدخروا جهدا لفك الحصار عن رقابهم . ليس اتباعا للترهات التروتسكية ولكن استجابة لحصار اقتصادي خانق وطوق معادي مضروب حول الجزيرة من قبل الأمريكيين بشكل وقح . حاول جيفارا في الكونغو ، دعموا الجزائريين ، والثورة الفيتنامية ، ثم بادر جيفارا بفتح جبهة في بوليفيا وسقط شهيدا . لكن يبدو أن التروتسك لا يعجبهم هذا ، كان علي فيديل أن يجرد سيفه ويقود كل سكان الجزيرة الكوبية لسحل بوليفيا طلبا لدماء رفيقه .
ثم في ختام المقال يقول : "لكنهم يغضون الطرف عن فقدان الديمقراطية والحرية السياسية والقمع طويل الأمد للمثليين والمتحولين ومزدوجي الميل الجنسي والانقسامات الطبقية المتصلة واللامساواة المتزايدة والتوفيق المتنامي مع الولايات المتحدة، وهذا خاطئ".
الحديث عن حقوق المثليين والمتحولين ومزدوجي الميل الجنسي حاضر بقوة في أدبيات سلالة قتيل البلطة . مولينو نسخ نقد توني كليف للاتحاد السوفيتي في هذا الاطار ووجه حديثه لكوبا . ستالين الذي عزز وحدة الأسرة ووضع حوافز للإنجاب وجعل الطلاق أصعب و جرم المثلية والميول الجنسية الغير طبيعية ، ستالين هذا رجعي والمجتمع الستاليني أبوي ، وتعزيز الأسرة لا يصب سوي في صالح الطغمة البيروقراطية . وهذا بالضبط ما ينتقد كاسترو وتجربته لأجله ، أنه دعم الوحدة الأساسية في المجتمع الكوبي . ان التحرر من قبضة القيصر في روسيا وباتيستا في كوبا ليس معناه أن تحل الفوضي ، ان تتشرذم الطبقة العاملة ، وتتعدد التنظيمات النقابية كما الحال هنا في مصر . ان مجتمعا يقاوم الامبريالية يحتاج الي منظومة من القيم ضد ما يروج له الامبريالي . ويحتاج أن يظل الأساس الاجتماعي للثورة متماسكا في مواجهة ضواري النهب العالميين . وهذا هو ما قامت به الثورة الكوبية عبر أكثر من نصف قرن من حكمها ، وقد نجحت حتي الآن في العبور بكوبا من الأعاصير التي اجتاحت العالم منذ الانهيار السوفيتي .

نحو النصر دائما يا جيفارا!
نحو النصر دائما يا كاسترو!



#راجي_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتوبر المسكوت عنه والوجه الآخر للعبور
- عن الازمة الوطنية وهوية السلطة في مصر
- سليمان خاطر
- حول التبعية والتحرر
- الكلام الزين في البرادعي وحمدين - مربعات بالعامية المصرية
- الهزيمة التاريخية
- حول القطاع الصحي في مصر
- لاظوغلي
- اذكريني
- يا وطن
- عن التفريعة و التبعية و أشياء أخري (1)
- ثوريون أم خونة ؟ .. الإشتراكيين الثوريين مرة أخري
- البرلمان اليوناني يصوت لصالح - الإجراءات الأولية- المفروضة م ...
- رباعيات وقحة جدا
- الإقتصاد السياسي للتحرش
- حي علي البندقية
- البرادعي-إفراز لنخبة التكيف مع الغرب الإمبريالي : إبراهيم ال ...
- بيان النقابة العامة للعاملين بصناعات البناء والأخشاب وصنع مو ...
- بيان الاتحاد العام لنقابات عمال مصر
- نقد الإشتراكيين الثوريين - مصر نموذجا


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - راجي مهدي - عن كاسترو والسعار الأمريكي وتخاريف الإشتراكيين الثوريين