أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍














المزيد.....

المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانظمة الشمولية ، أو أنظمة إحتكار السلطة من قبل الحزب الواحد ، تتطور الى إحتكارها من قبل الشخص الواحد هو الشخص القائد ، الذي لا يمكن أن يحل محله كائن من كان من الشعب ، لصفاته المتميزة! عن الغير ! بالشجاعة والحكمة والدراية وبُعد النظر وتحليل الامور وحتى تعقيدها وحلها على طريقته الخاصة بعد التعقيد ! بحيث ليس هناك من يتمكن أن يتبارَ معه في هذا المجال بل يكون ذلك من المحال !.
وتبدأ أبواق الدعايات من المنتفعين والعائشين على فتاته ، يتبارون في إعطاءه أسماء الحسنة وقد تبلغ 98 وليس 99 ليبقى فرق بسيط بينه وبين ربه بإسم واحد !! ثم تعزى كل عبقرية المهندسين في تخطيط المشاريع وخطط الاقتصاديين في إدارة شؤون البلد وتضحية الجنود في ساحات الحرب وجهود جميع المخلصين من أبناء الشعب المساهِمة في بناء الوطن تنسب الى حكمته و توجيهاته السديدة ، ولولاه لوقع البلد والشعب في حيص بيص !
وكنتيجة للجهود التي بذلها هؤلاء العمالقة !، تتكون لدى شعوبهم خبرة متميزة لكشف الحقائق قبل أن يكشفها الخارجون عن الطاعة والولاء ، كما فعل الكثير منهم وأخرهم وقد لا يكون الاخير، الرفيق! المناضل الذي قاد فكر الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وذات الرسالة الخالدة ، في القطر السوري قلعة العروبة النابض! وهو الاستاذ.. "عبد الحليم خدام " الذي كان خادما مطيعا للقائد وحزب القائد.أما أهمية إعترافات خدام وأمثاله الهاربين من الحظيرة فهي كما يقال " شهد شاهد من أهلها "

وكما قال الكاتب القدير الاستاذ أحمد الربعي ،" أن كل ما قاله الخدام عن فساد النظام وإستهتاره هو صحيح وكذلك كل قاله " نواب الشعب السوري" ردا عليه من فساد خدام هو صحيح أيضا لأن الاخير كان ركن من أركان فساد النظام ، أما الشيء غير الصحيح هو السكوت المتبادل طيلة كل هذه المدة ...الخ" وربما الظروف الاستثنائية التي تمر بها الامة !!

وفي العراق كان الشعب يعرف كل المستور ، الذي مُورس في زمن الأسد الجسور! سيف العروبة المنصور ! الذي بنى أكبر وأوسع حقلا من القبور ! من شمال العراق الى بابل وأور !!
إن كل هذا الذي يجري في الانظمة الشمولية الدكتاتورية من صمت وسكوت بين المسؤولين هو شيئ طبيعي ، وذلك خوفا من بطش القائد وليس غير صحيح كما قال الاستاذ أحمد الربعي ،لأن الانظمة الدكتاتورية مبنية على القسوة والصمت بإخراج فني وقانوني ونضالي !

وذكرت كل هذه المقدمة لأصل الى أهم ما يهمنا وهو وضعنا في العراق الدديمقراطي في أقوال المسؤولين وفي خطبهم وفي نصائحهم فقط للشعب بإتباع الديمقراطية ، أما فيما بينهم من مخالفات وتجاوزات على القانون وعلى المال العام وعلى حقوق الناس وعلى حقوق المرأة وعلى .. وعلى ..و المخالفات التي لا تعد ولا تحصى ، فالسكوت والصمت المتبادل بينهم ضروري خوفا من تأجيج الخلافات ورغبة في لم الصف الوطني! ، وهكذا آخذين بالانتقال من دكتاتورية القسوة والصمت من قبل الحزب القائد الى دكتاتورية القسوة والصمت من قبل الاحزاب المتآلفة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، التي يقال أنها ستمثل جميع أطياف الشعب العراقي ، أي بمعنى إسكات كل صوت معارض للتجاوزات التي قد تصل بعضها الى جرائم مالية وأخلاقية وحتى جنائية ، وإدخال جميعهم في حظيرة الحكومة ، ولسان حالهم يقول فيما بعد " بيكم خير وتصرفوا " أو " إخدم الشاه وأعمل ما تشاء " أو يقولون أيها المعارضون إدخلوا في الوزارة لتكونوا أنتم سادة الحارة" وإلاّ لا تتكلموا عن التجاوزات وبعض الخسارة ، لآننا ظُلمنا سابقا وكأن المظلوم من حقه أن يظلم .

ومن العجيب الغريب أن مصلحة الوطن والشعب يضعونها في خدمة وحدة التكتلات السياسية وليس بالعكس ،وهذا ما جرى ولا يزال يجري في العراق الديمقراطي منذ سقوط نظام البعث ، جرى في فترة مجلس الحكم الموقت، وجرى في الحكومة التي كانت برآسة أياد علاوي ، وجرى ولا يزال يجري في حكومة الجعفري ، الذي أجبر على القسم بالديمقراطية حفاظا على مركزه وليس إيمانا منه بها ، يجري صمت مطبق على المخالفات والتجاوزات وسكوت متبادل بين المسؤولين ، فإذا خرج أحدهم أو أخرج يبدأ يعدد تجاوزات و مخالفات من كان معه من المسؤولين في سكوت متبادل ، تتحول الى اتهامات متبادلة .

قال الاستاذ راضي القاضي ، رئيس هيئة النزاهة في العراق ، هناك مئات من المخالفات المالية لمسؤولين كبار في الدولة قُدمت ملفاتهم الى القضاء ، ولكن لم نسمع حكما واحدا ضد من نهب مئات الملايين ، ووزع مئات أخرى على أفراد حزبه ، وتسلم مئات أخرى من جهات أخرى ، ورمم بيته بعشرات أخرى ، وهرّب أموالا وبضاعة ونفطا و..و.. بعشرات أخرى وأخرى ،وخلال ما يقارب الثلاث سنوات لم يقدم ثلاثة مخالفين للعدالة ، بل بالعكس لايزال هؤلا ء في مقدمة إنقاذ العملية السياسة . في صمت وسكوت متبادل فيما بينهم ، إنقاذا وإنجاحا العملية الديمقراطية ، ديمقراطية الحكيم والجعفري والصدر مدعومين بالمليشيات المجاهدة وبالمرجعيات المصونة .

بعد كل هذا ألا تبدوا هذه المساومات السياسية .. مساومات على الصمت والسكوت المتبادل بين الفئات المساومة ؟؟ بحجة " الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد "، في الوقت أن هذه الظروف الصعبة تتطلت الصراحة والمكاشفة والشفافية ، لفضح ثم إبعاد كل مسيء وإستئصاله قبل أن يعم فساده ويفسد غيره .

كل مخلص يفضل التفاهم والاتفاق بين الاطراف السياسية على الاختلاف والتناحر بينهم ، ولكن .. ولكن لا على حساب إخفاء الحقائق وطمس المخالفات وعلى حساب الديمقراطية .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!
- الى السيدالرئيس ..مام جلال ،..ثمّ إغسل يديك مثل ما فعل -بيلا ...
- !! لنا ..الدنيا ولكم الآخرة
- قصيدة :أطفال العراق في العيد
- قصيدة: شعب العراق إنهض!!
- [2].....الدستور الشريعة
- الدستور..والشريعة
- قصيدة - أسفي على عراقِ
- حقوق المرأة ...منوأد البنات ..الى وأد الحريات..!!


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍