أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة














المزيد.....

مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 12:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في آخر حلقات مسلسل انفراط النظام البعثي الأخير في العالم ثمة مشاهد سريالية لم تصل إليها حتى مخيلة سلفادور دالي نفسه...فالسيد عبد الحليم خدام ابن البعث البار, وثاني مهندسي النظام, وأكثر سياسييه دهاءً, وأشرس المدافعين عن المادة 8 من الدستور, وصاحب نظرية "الجزأرة", والمحرض الأول على ناشطي ربيع دمشق الذين يقبعون في السجن, ومكتشف الديمقراطية في اللحظة الأخيرة, والشريك المتضامن في فعاليات الفساد المرعبة... هو الآن صاحب نظرية إصلاح النظام العتيدة من داخل قيادته القطرية التاريخية, وذلك بنصائحه لرئيسه بقطع رأس فلان وعلان. بيد أن خدام لم يهنأ, فقد استفاق أعضاء مجلس"نا" الشعبي من سباتهم ليطالبوا بما هو أكثر من قطع رأسه...يا لها من فاجعة يا سوريا المنكوبة!.
كان السيد خدام أكثر حنكةً من أن ينتحر أو ينتظر الفاجعة الماثلة أمام ناظريه فصولاً, فانسل من النظام بهدوء, وانقلب عليه بمهارة. وهذه لا تحسب على وطنيته وحبه لسوريا في كل الأحوال, إنما لدهائه ورغبته بالنجاة بما نهب, وانتقاماً من رميه خارجاً وحسب. وخدام ليس سوى أحد رموز الفساد الذين يتغنون بحب سوريا الموءودة, في الوقت الذي يتركونها فيه هيكلاً عظمياً, بينما ينبش فقراؤها في القمامةً, ولكن ماذا سيجدون يا سيد خدام؟.
ويريد السيد خدام أن يحيلنا إلى شرعية القيادة القطرية في مقابل القرارات الارتجالية, ولكن من أين جاءت شرعية القيادة القطرية يا سيد خدام؟ وهل هي الإطار المناسب للإصلاح الذي حاولته؟.
ويحدث المشهد الأكثر رعباً في ما يسمى "مجلس الشعب", حيث يخال المرء أن ما يراه ليس سوى مشهد ممسرح من رواية "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل, والذي خلدت الأنظمةُ الاستبدادية شهرتَه الأدبية, أو اجتماع لمجلس "دوما" ستاليني أواخر الثلاثينيات من القرن المنصرم, حيث يرمي الرفاق الضحايا منهم بوابل من ألفاظ الخيانة قبل أن يزهقوا أرواحهم. كيف كان الرفيق خدام يتحسس عنقه يا ترى وهو يستمع إلى رفاقٍ له ينعتونه بتلاوين الخيانة العظمى ويستكثرون عليه لقب أبي جمال أو السيد؟!.
وحتى يكتمل المشهد, كان يفترض على أعضاء مجلس الشعب أن يشيدوا بوطنية السيد نزار نيوف الذي كان أول من تجرأ وتحدث عن طمر النفايات النووية في البادية السورية, ويعيدوا له الاعتبار. أكنتم نياما وقتئذ؟ أم أنكم لم تجدوا في مثل هذا الإخبار أية قيمة؟. عندها لم يتنازل الرفيق خدام ويدافع عن اتهامه وأولاده بدفن النفايات النووية في الصحراء السورية, فقد كان الوطن ونفاياته النووية في عهدته آمنين مطمئنين!.. وللصوص الكبار حرمتهم وهيبتهم بالطبع.
تحدث أعضاء مجلس الشعب عن فساد خدام وحده, ولكنهم سكتوا عنه وعن غيره من قبل. ويبدو أن عليهم الاستنفار من الآن فصاعدا لنشر ملفات المنشقين وحدهم!. ولكن مهما رميتموه بأقذع الألفاظ سيبقى خدام رفيقاً بعثياً, وركناً مهماً في منظومة مخيفة استباحت بلداً بأكمله دون أية رأفة. وأنتم تساعدونه على التوبة بفصله من الحزب الذي ما زال يضم مئات آلاف الانتهازيين والفاسدين, ربما سيتبع بعضهم طريق التوبة الخدامية. أما الحزب فلا مجال لإصلاحه, لقد فات الأوان, وأما الشعب فاتركوه يستريح قليلاً ويتفكر كيف تجرع مرارة الظلم والحيف...وما زال.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- شيء من الحب
- تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق


المزيد.....




- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة