أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - زراعة الياسمين في بلاد واق الواق














المزيد.....

زراعة الياسمين في بلاد واق الواق


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يا لها من مفاجأة ولفتة كريمة! أعرب من خلالها أحد رجال الأعمال, من غلاة محبي وطنهم – بلاد واق الواق, عن مشروعه المتعلق بزراعة آلاف أشجار الياسمين في العاصمة الفيحاء, وذلك تبرعا من ماله الخاص الوطني الذي جناه وراكمه عبر متتالية حسابية من فضل القيمة الرأسمالي النظيف, والمصادق عليه من الجبهة الوطنية الكادحة. وكانت شركة المرتديلا العملاقة لصناعة الطائرات الحربية النفاثة, والمملوكة لرجل الأعمال العتيد, قد أنتجت في الآونة الأخيرة طرازا جديدا من الطائرات المقاتلة, يدعى جولان اكسبريس, وذلك علاوة على إنتاجها السابق المعروف عالميا من طرازي جولان1 وجولان2. وقد بيع الطراز الأخير من إنتاج الشركة المذكورة إلى بلدان كثيرة مكافحة, منها جمهورية أفلاطون الثورية, ومملكة الصمت المطبق, وإمارة الحيتان المحمية.
ووصل مشروع تعطير العاصمة بالياسمين إلى مراحله النهائية, وذلك بعد الحصول على موافقة الأمن السياسي واق الواقي, كما صرح رجل الأعمال نفسه. ويضمن ذلك نموا مستقرا للشجيرات المتمايلة على إيقاع نشيد الحزب, ويجعلها أكثر صمودا في وجه الضغوط الخارجية, كما يصونها من المؤامرات التي تحاك ضدها من قبل المواطنين المتوحشين الذين يقتلعون جلَّ ما تزرعه محافظة المدينة من الأشجار, حسب تعبير مسؤول المحافظة المرافق.
وفتحت المبادرة الخيِّرة أعلاه الطريق واسعا أمام شركات مملوكة لأفراد آخرين من مدللي الوطن وعشاق خيراته, ليبادروا أيضا لتقديم الهدايا إلى حدائق المدينة, من ألعاب الأطفال المطلية باللون الأحمر وغيرها. وبالتالي سيتمكَّن الأطفال الذين يعملون في نبش القمامة من الترويح عن أنفسهم في أوقات الفراغ, متزحلقين ومتأرجحين في ربوع حدائق المدينة الغنَّاء.
وعلَّق أحد الصحفيين الخبثاء المشاركين في المؤتمر الصحفي قائلاً, بأنه لم يسمع في حياته عن فئة رأسمالية تستحوذ على ثروات الوطن وتحبه لدرجة الوله, كما تفعل النخبة المترسملة في وطن واق الواق, وذلك تعليقا على دوافع حب الوطن النبيلة الموروثة على الكروموزوم X, وقد عبَّر عنها صاحب المبادرة الياسمينية. كما انتشى أحد الصحفيين وانشرح صدره, بعد أن عرف بأنه ينتمي إلى النخبة التي ستقود المجتمع إلى المجهول الثوري المضمَّخ بعطر الياسمين, وأن الصحيفة الرسمية التي يعمل فيها, وأخواتها, تُحتسى كل صباح من قبل جموع المواطنين, حسبما ورد في خطاب رجل الأعمال. ولم يخلُ المؤتمر من المغرضين, أعداء الوطن, والذين طالبوا رجل الأعمال المبادر بالحديث عن ميزانية شركته بكل شفافية, وذلك حتى تخضع للضرائب المستحقة, والتي ستستخدم في تمويل برنامج الدولة المتعلق بغزو الفضاء الداخلي. وبلع صحفي آخر سؤاله المتعلق بتبييض الأموال بصعوبة, بعد أن شعر بمدى تحامله على الحزب والثورة.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي, تداعى رهط من المثقفين ذوي الميول السلطوية والمعارضة للبحث في جدلية العلاقة بين الإنسان والشجرة. وتنوعت وجهات النظر, فمن قائل بأن الشجرة هي الأصل في تطوِّر الإنسان وتربيته, باعتبارها الأقدم في سلم التطور الدارويني, وكانت هذه مقولة مثقفي السلطة... إلى قائل بأن الإنسان هو الذي يدجِّن الشجرة ويربيها, كما يفعل بالحيوانات, ومنها صديقه الوفي – الكلب, على حد قول أحد المعارضين. ونظرا لاقتراب موعد الغداء المقام على شرف الحضور, فقد انبرى أحد المثقفين الذين ينتمون إلى كلا التيارين لحسم النقاش, مذكِّرا الجميع بالعلاقة الجدلية بين الإنسان والشجرة, قياساً إلى تلك التي تربط الدجاجة ببيضتها. ولاقت الفكرة الأخيرة استحسان المتحلقين حول الموائد, بعد أن سال لعابهم, وطغت غريزة الطعام على ملكاتهم التجريدية العليا.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي
- لا تتحقق السيادة إلا في ظل الديمقراطية
- انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - زراعة الياسمين في بلاد واق الواق