أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - صديقي الصيني -هوُ ياو ووو















المزيد.....

صديقي الصيني -هوُ ياو ووو


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعلها كانت من أجمل الذكريات, تلك التي عشناها معا في الجامعة. ففي أواخر السبعينيات من القرن المنصرم, سكنت في الوحدة الأولى من المدينة الجامعية, وكان هذا البناء يطل من الجهة الشمالية على حارة الفتَّالة وجبل قاسيون. ومن على شرفة غرفتي في الطابق السادس, كنت أتناسى حشرجات مدينة دمشق وضجيجها, لأحلم بتغيير العالم الواقعي إلى عالم العدالة والمساواة والحب!.
كان يسكن في الطابق نفسه طالب صيني يدرس اللغة العربية اسمه "هو ياو ووو", وقد لقَّب نفسه بالزهراوي, تيمّنا بأحد علماء الطب العرب, ليخفف عن زملائه عناء لفظ اسمه الحقيقي. كان صديقنا الصيني يعيش كساعة التوقيت, فبرنامج أنشطته اليومية يحسب بالدقائق, ومواعيده لا تخطئ. من هنا كان التكيف والعيش معه في غرفة واحدة, بالنسبة لنا نحن العرب والشرقيين, ضربا من المحال. فهو ينام مثلا في الساعة الحادية عشرة, ويستغرب كيف لا ينام الجميع في هذه الساعة!. وبعد إطفاء الضوء بدقيقة أو دقيقتين على أبعد تقدير, كان شخيره يسمع في طول الممر.
وبعد تنقله بين غرف عدة, وتصاعد شكاوى الطلاب الذين عاشوا معه, قررت استضافته في غرفتي, وقد وجدت نفسي أميل إلى طريقته في تنظيم الوقت, ولأنني لم أكن أحب الحديث عن مشاكل الدراسة مع زملائي طلاب الطب, أو أضيع الوقت في التسلية. وجاء "هو ياو ووو" ليسكن معي على امتداد عام دراسي كامل. كان "هوُ" في السنة الرابعة بقسم اللغة العربية, بمعدل يفوق الثمانين!. وكان يَعرب أي بيت من الشعر, ويلهج بشعر الفرزدق وامرؤ القيس, ويضحك كثيرا عندما يسأل أستاذه عن قاعدة ما في اللغة العربية فيجيبه الأستاذ بجواز الوجهين فيها!.
كانت وجبات الطعام تأتي من الصين, وجلّها من الأعشاب البحرية والأسماك. وكان يقلي أعشابه بمقلاة حديدية صارت بلون الفحم من كثرة الاستعمال, ولو رأتها ربَّة منزل من الطبقة المتوسطة, أو من الفئات الدنيا لحديثي النعمة, لرمتها بما فيها من النافذة. وما إن كانت تنتشر رائحة اليود من المقلاة, حتى يُستنفر الطلاب في الممر ويكيلون لـ "هوُ" اللعنات, ويصيبني منها الكثير باعتباري أعيش مع هذا الحـ...!. وبدوره أيضا, كان يفتح منخريه على اتساعهما ليتشمَّم طبختي المعتادة من "الجز مز" معبراً عن استغرابه ودهشته لتناول مثل هذه الوجبة, ولكنَّه كان يعزِّيني بالدعوة إلى وليمة مع زملائه لتناول لحم الكلاب!. وفي حين كان "الجز مز" يخذلني, فقد كان لطبخة المعكرونة في يوم الخميس الاحتفالي وقعا رائعا عنده, فيردد: "إنها لذيذة"!. وعل ذكر المآكل, فقد زارني صديق سوداني وقتها وتذوَّق "المكدوس", وخلال عدة زيارات لاحقة أتى على مؤونتي منه!. وفي أواسط التسعينيات, وبعد أن صرت أستاذا في جامعة تشرين, وجدته يقف على نافذة المخبر الذي أدرس فيه, ويسألني إن كان لدي من ذلك الطعام الحريف!.
كنت أصطحب الزهراوي لأشتري الخبز من حي الشيخ سعد في المزة. وكان ثمة تنور يخبز فيه رجل بلباس أهل الغوطة التقليدي, فكان سرواله المتسع والمتمايل على إيقاع الرغيف المتراقص بين يدي الخباز المحترف, يثير استغراب الزهراوي, فيتساءل مندهشا, فيما تبدو عيناه مضحكتين, وغير قادرتين على مجاراة دهشته: "هل تحتاج خصيتا الرجل لكل هذا الحجم؟!".
رآني الزهراوي مرة استعرض عضلاتي على الشرفة, مقلدا لاعبي كمال الأجسام, مع أن عضلاتي المعروضة لم تكن تُميَّز على مسافة عدة أمتار, فصاح قائلا:" إنك رمز الجوع في العالم الثالث"!. وحدث مرة أن عجز أحد أصدقائي, الذي جاءنا في زيارة, عن لفظ اسمه الصيني, والذي يتطلب ترديد ثلاثة واوات دفعة واحدة... وبعد أن أعياه الأمر, صاح به الزهراوي:"عليك أن تتعلم النُباح أولاً!".
لم يكن أحد يستطيع استفزاز الزهراوي, حتى ولو وجَّه إليه أقذع الشتائم. وكان يرد الشتيمة باللغة العربية الفصحى, وبطريقة تجعلها سلسة التقبل ومهضومة؛ فالشتائم بالنسبة له لم تكن سوى ألفاظ غير محملة بالمعاني السيئة. وربما كان ذلك يدفع البعض لتكرار شتمه والتسلي معه, كأجنبي, بهذه الطريقة!. أمر واحد كان يستفز الزهراوي إلى أقصى حد, وهو الدفاع عن الاتحاد السوفييتي. فجأة كان يتحول إلى شيطان ماوي حقيقي, فيدير ظهره للطاولة, بعد أن يلقي نظارتيه الطبيتين على الكتاب المفتوح أمامه, ويجلس بالمقلوب مسندا مرفقيه على ظهر الكرسي, وتنتفخ أوداجه, ويتحول لونه إلى الأزرق البنفسجي, وتجهد عيناه دون جدوى لتصبحا مستديرتين, ويخرج الزبد من فمه... كل ذلك ليبرهن لمحدثه على "السلوك الإمبريالي" في السياسة السوفييتية!. وكان يعرِّج في خطابه المحفوظ عن ظهر قلب على "عصابة الأربعة" التي حكمت الصين بعد وفاة "ماو تسي تونغ" في الستينيات, ومنهم أرملة "ماو". وقد تمسَّكت بتلابيب نقطة ضعفه هذه, فصرت أعود للنقر على وترها كلما مللت الحياة معه, أو أردت إزعاجه لسبب ما عدواني في نفسي!.
وعندما أمرض, كان "الزهراوي" يفتح حقيبة مملوءة بمستحضرات الأعشاب الطبية, ويغلي منها ما يناسب المرض الذي شخَّصه, ويساعده في ذلك صديقي الحمصي الملقَّب بـ"الدكر" (سافر إلى فرنسا في بعثة ولم يعد), والذي كان يسهر عليَّ كأم حنونة, ويستعرض مواهبه في الشعر, مشكلا مع الصيني فريقا عُكاظيا حقيقيا!. كان "الدكر" من ريف مدينة حمص, وطباعه أقرب إلى طباع البدو العرب الايجابية, فشهامته لا حدود لها, وكرامته فوق أي شيء. كان ذلك الريفي الذي جاء إلى دمشق بفكرة مسبقة تتعلق بـ"انحلال" أهلها خلقيا!. ففي أحد دروس التدريب العسكري, حيث لا تتواجد الزميلات, وبالتالي يتم التعبير عن الذكورة بصورتها الخام, لم يستطع "الدكر" احتمال سخافة أحد الطلبة الشوام, فقفز نحوه بسرعة البرق, ونجا الأخير من الخنق بصعوبة!. ولم يكن "الدكر" يشعر بمثل هذا الشعور تجاه حسناوات المدينة من الطالبات, فلم تنجُ أية واحدة منهن من قصائده الغزلية الرائعة!.
وفي معسكر التدريب الجامعي في "الديماس" كنا عشرة طلاب في الخيمة, خمسة من السُّنة, بما فيهم "الدكر", وخمسة من الأقليات الإسلامية الأخرى والمسيحيين. وعندما حاول ذوو الاتجاهات الإسلامية استقطابه لينام في صف الخمسة, ويستيقظ ليصلي الفجر جماعة, أبى "الدكر" إلاَّ أن ينام في الجهة المقابلة, واضطر "مطانيوس" للنوم في جهة المصلين!. وقال لي "الدكر", المتديِّن, بأنه يشتم رائحة سياسية من تلك الشعائر والفرائض الدينية, وصدق في حسِّه. ومع ذلك, كان "زعيم" الجماعة يدعوه مرارا للصلاة, وهو يوجِّه ضوء المصباح الكهربائي إلى عينيه, بينما يتقلَّب "الدكر" من جهة إلى أخرى كالممسوس!. كانت صلاة الفجر الفرصة الوحيدة, باعتبار أن النشاطات الدينية محظورة في وضح النهار.
كنت أتقاضى منحة مقدارها ثلاثمائة ليرة سورية, أنفق ثلثها للطعام, وأقدم ثلثها كمعونة لأهلي, وأترفَّه بثلثها الآخر ثقافيا, فأشتري الصحف والمجلات والكتب!. وكان انتظار صدور الدوريات والصحف من المتع الرائعة. فكان "ملحق الثورة الثقافي", الذي لا يربطه بالحالي سوى الاسم, يمتعك بدهشة شعر نزيه أبو عفش, وسوداوية قصص ذكريا تامر, ومستجدات نظريات النقد الأدبي, والمعارك الثقافية التي كان يتألق فيها المرحومان ممدوح عدوان وبوعلي ياسين...وغيرهم, وتجتمع كلها على صفحاته في تشكيلة رائعة. كما تأخذك مجلة "الآداب الأجنبية" إلى عوالم شعر "بابلو نيرودا" و "ت.س أليوت". وكان للصحف اللبنانية, وخاصة السفير" دورها الهام أيضا, قبل أن تتحول إلى نسخة معدَّلة من صحيفتنا "تشرين"!. وكنت أقرأ أي كتاب يختاره لي أصدقائي الأكثر ثقافة. ولم أكن أفهم إلا القليل مما أقرأه, ولكن القراءة كانت نوعا من الواجب, باعتباري كنت مرشَّحا لمنصب مثقَّفٍ, أو سجينٍ سياسي محتمل!.
وكنت أحل مشاكل اللباس بالذهاب كل عدة أشهر إلى محلات البالة في محيط ساحة المرجة, فأنتقي منها ما يناسبني شكلا ومضمونا, وأهمها بنطال الجينز الذي يشكل مع ذقني غير المحلوقة وشعري المنفوش (لم يتبق منه شيء تقريبا) النمط التقليدي لمبتدئ في عالم الثقافة.
وفي مقصف "الأرزوني" في الجامعة القديمة, أو في مقصف كلية الآداب, كانت حلقات النقاش لا تتوقف, حيث يجتمع ممثلو كل التيارات السياسية اليسارية السورية وحشد من المخبرين. وكان للفلسطينيين حضور لافت, وخاصة من أعضاء الجبهتين الشعبية والديمقراطية وأنصارهما. وكان من المتعارف عليه بأن الحوار ممكن مع كل الأطراف, ماعدا "البكداشيين", إذ أنك ستكتشف عمالتك للمخابرات الأميركية بعد فترة وجيزة من النقاش!. وكان للمرأة حضورها أيضا ممثلة ببعض الطالبات المهتمات, ولإحداهن فضل في تنشئتي الثقافية والنضالية!. فكانت تخرجني من جحري بصعوبة, حسب تعبيرها, للمشاركة في نقاش ما في بيت أحد الفلسطينيين في مخيم اليرموك أو الحجر الأسود؛ وذلك لأنني لم أكن أشارك في النقاشات والسهرات إلاَّ مساء يوم الخميس, بعد تناولي لطبخة المعكرونة آنفة الذكر!. كانت علاقتنا مثالا للصداقة الحقة والمشاعر النبيلة المصعَّدة, ومن النوع الذي يصعب وجوده أو تكراره في الحياة. وانتهى الأمر بصديقتي هذه لاجئة سياسية في غابات النرويج!.
ولم أنجُ في تلك الفترة من الغرام, رغم عقائديتي المفرطة!. فقد نجحت "ع" الحمصية, بقوامها النحيل وعنقها الطويلة, وحجابها البسيط, في ترويضي, غير عارفة بأن ما جذبني إليها هو عقائديتي نفسها, كونها كانت تمثل امرأة طيبة من الطبقات الفقيرة التي كنت أناضل لأجلها. كانت مشاوير المساءات اللطيفة, وأغنيات فيروز الحالمة بصوت "ع" المبحوح, مشكاة حياتي في تلك الفترة. وما زلت إلى الآن أشعر بحذر دفين عندما يتحدثون عن تحرر المرأة, مخافة أن يرتبط ذلك بانقراض مثل ذاك الحجاب, فأفقد متعتي في النظر إلى رأس كل امرأة يتغمَّد بمثله!.
في هذه الأثناء, كان الصراع يزداد احتداما بين "الإخوان المسلمين" والسلطة. وبينما كان الانقسام في المجتمع السوري طبقيا, أو بين الريف والمدينة, في أوائل السبعينيات, فإنه صار يتحوَّل إلى استقطابات طائفية بعدها. ولعبت ممارسات "سرايا الدفاع" دورا طليعيا في ذلك. وفي بداية الثمانينيات, وبعد حسم الصراع الدموي لصالح السلطة, دخلت سوريا مرحلة جديدة, هي سُبات بالفعل, وخوف جمَّد المجتمع, واستمر ذلك حتى أواخر التسعينيات من القرن المنصرم, حيث لاحت بوادر مرحلة جديدة, لم تتأسس بعد.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي
- لا تتحقق السيادة إلا في ظل الديمقراطية
- انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها
- طلب انتساب
- التديُّن العُصابي والتديُّن الراقي
- عن الأستاذ الجامعي مرة أخرى


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - صديقي الصيني -هوُ ياو ووو