أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - الحريري الذي مات














المزيد.....

الحريري الذي مات


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في لحظات ما, عندما تسيطر اللاجدوى, ويتعمق الإحباط, تصبح الكتابة ترفا وسفسطة. ولعله من الأفضل أن توقد شمعة لراحة نفسك أولا, لتتذكر أنك مازلت على قيد الحياة, وأن دورك لم يأتِ بعد على قائمة الظلاميين مهما اختلفت تلاوينهم الأيديولوجية.
اغتيل الحريري بلؤم فاضح, وقد تجرد قاتلوه من كل رحمة, فكان عليه أن يموت وتموت معه الحياة في أقصى دائرة يمكن افتعالها. فماذا فعل ذلك "المجرم" حتى يُنسف بهذه الطريقة؟ وإذا جانبنا السياسة قليلا, فإن الجانب الإنساني التصالحي فيه هو الذي كان يجب أن يصفى! فالحريري رجل أعمال طموح وغني, لكنه عرف كيف يقوم بواجبه دوما تجاه وطنه, ولعل مساهمته النبيلة في تعليم عشرات الآلاف من الدارسين في مختلف المراحل الدراسية لتشهد على ذلك. وهو بذلك قام بما لم تستطعه دول وحكومات تضن على العلم أيما ضنين, بينما تبذر أموال رعاياها على أتفه الحاجات والممارسات.
لعل الحريري نقيض لكل أولئك الذين جمعوا ثرواتهم بطريقة النهب المنظم, مستغلين صدفة امتطائهم لشعوبهم المغلوبة على أمرها, هؤلاء الذين لا تعرف قلوبهم الرحمة ولا البر, ويختبئون في زوايا التاريخ العاتمة. فكيف وأن الحريري لاعب سياسي بهذه المهارة, وطامح إلى دور لا يلغي الأوطان ولا يقزِّمها, إنما تسمو به ويسمو معها؟.
لم أكن أعتقد بأنني سأكتب يوما عن الحريري بهذه الطريقة, مع أنني كنت معجبا بطريقته البسيطة في الإقناع. ولم أحبذ يوما مظاهر الغنى, أو أود التعرف على الأغنياء؛ لأن الجانب الآخر من اللوحة, حيث الفقر والظلم, كان يستولي على مخيلتي. ولكن الحريري, بالفعل, كبر عندما سُفك دمه, واتضحت نبالته, التي لم يرثها, أكثر فأكثر. ولم يكن بحاجة إلى أن يسطو على سلطة ما بالحديد والنار, ليكون معتبرا.
ننحدر من درجة إلى أخرى, وننفث العنف من كل الحواس, بينما نحبس عقولنا ورغباتنا الحقة في تلافيف أدمغتنا, ونعيش مجد القبيلة وقيمها: فالرحمة والتسامح... ضعف وتخاذل, والحب... حرام, والعقلانية والتنمية مؤجلتان حتى تحرير الأرض, والتي يبدو أنها لن تتحرر إلا منا, وليس بنا. كل هذا والعالم يرتقي نحو هامات العلم والمعرفة, متسلحا بالعقل والقيم الإنسانية المشتركة.
أيكون اغتيال الحريري ضربة اليائس الأخيرة, أم أنها لعبة الدم القديمة, والتي يراد لها أن تتكرر وتسود, حيث القاتل بريء وحامل للنعش؟ ألسنا مسؤولين جميعا عما يحدث, أم سنبقى شهودا إلى أن نصير شهداء؟.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - الحريري الذي مات