أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-














المزيد.....

انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هذا الوهن الظاهر للعيان في رابطتنا الوطنية، يشكل اليوم ظاهرة خطرة، تشير إلى انحدار في القيم والأخلاق كما في العلاقات الاجتماعية ، ويؤشر إلى ضعف لُحمتها ويؤدي إلى بروز ظواهر أدنى حلت محل هذا الرابط الوطني وغدت هوية يُعَّرف بها المواطن...أو يُعَرِف عن نفسه بها، مما يوسع الهوة ويبني الجدران بين المواطن وأخيه المختلف في مذهبه أو إثنيته...التي طفت على السطح ، خاصة بعد خفوت نجم الثورة ...وتسلق الحركات السلفية الإسلاموية أغصان شجرتها ...بعد أن قوض النظام بعنفه ووحشيته آمال وأحلام السوريين الذين حملوا السعفة الأولى مطالبين بالحرية والديموقراطية لوطن استبيح من سلطانية أسدية تسلطت على رقاب الشعب بالقوة العسكرية والأمنية...معتمدة سياسة التطييف وإضعاف الشعور الوطني من خلال ايقاظ النعرات المذهبية والإثنية ...مع ستار قومجي عربي يخفي خلفه أطماع آل الأسد في تكريس سلطانهم وربط الخيوط الأهم بيد " القائد وحاشيته " الموثوق بها وبولائها من خلال الإفساد والفساد والنهب للثروة الوطنية.
عمل الأسد الأب طويلاً منذ تسلمه السلطة بقوة العسكر والأمن على ربط الثروة الوطنية والقوى الفاعلة في الدولة بشخصه، كما جعل الانتماء الوطني يغدو متماهياً مع الولاء للقائد...وحوَّل سوريا إلى "سوريا الأسد" ...فلا غبار إذن على شعار الوريث وأعوانه ...وعلى اعتبار سوريا ملكاً حصريا ..يمكنه إفناء كل معارض ...فصار " الأسد أو نحرق البلد "....و" الله ، بشار، وبس"، كما لعب بالقضية الكردية وزعمائها ..بشكل يضمن له الولاء والنفوذ والعلاقة الطيبة مع تركيا وإيران ــ حسب مسير الريح السياسية التي تخدم بقاءه ــ...ومازال يوظفها في صالح مكاسبه .
لم تكن لتحيا وتعيش هذه الظاهرة لو لم تتواجد في منطقة مؤهلة في تربتها وقابلة للعيش، فالدول العربية الأخرى المحيطة بسورية شجعت وتشجع على بروز الروابط الأدنى من الوطنية، لأن هذا يقوي من سلطانها، ويدعم وجودها القائم أساساً على حملها درع الإسلام ورايته ، وحارسة أمنه وسلامته وانتشاره، فالسعودية حامية " الإسلام السني "، وايران حامية "الإسلام الشيعي "، لكن صراع النفوذ لدى هاتين الدولتين ...جعل هذه الظاهرة تُعَمم وتصب النار في هشيم وعي ضعيف اشتغل عليه النظام الأسدي نصف قرن من الزمان ..وأدخله في عقول وبيوت معظم أبناء الوطن ...مما جعل من الثورة اليوم " ثورة سنة ضد شيعة"! بدلا من ثورة حرية ضد استبداد ...
وحال العراق منذ الاجتياح الأمريكي ليست افضل من حالنا بل أسوأ مع انعكاس الصورة المذهبية ، بعد تسلم المالكي السلطة وارتهانها لإيران...فلا ايران مهتمة بحرية العراق ولا السعودية مهتمة بحرية سورية...وكلاهما ضد الديمقراطية والمساواة بين أبناء الشعب الواحد متعدد الانتماءات المذهبية والإثنية ، وما التحالفات القائمة اليوم بين حزب الله والأسد والنجباء ...وإن بدت ظاهرياً لمقاومة داعش أو النصرة وغيرها ، فداعش السنية ...لاتختلف عن داعش الشيعية ...وكلاهما تعمل لصالح أجندة ونفوذ لاناقة لحرية الشعوب ولا جمل فيها، ولا حتى لتكريس مذهب ما على حساب آخر...بل لتكريس سلطة فارسية، أو روسية...أو سعودية ــ تركية في المنطقة.
ونحن نغرق أكثر وأكثر في وحل مسلسل موتنا لصالح غيرنا...ولا نملك إلا كيل التهم لهذا وذاك...ولهذه الطائفة وتلك...فنقع في شباك المصيدة الطائفية والقومجية...التي تمنح الأسد " كارت بلانش " في حربه على " الإرهاب "!!!، فنخسر محبتنا وعلاقاتنا الوطنية السليمة ...التي عاش وتعايش عليها آباؤنا واجدادنا طويلا ...ونترك الأسد وأعوانه ...وكل قوى النفوذ الخارجية تصطاد في مياهنا العكرة.
فلورنس غزلان ــ باريس 26/11/



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:
- دواعشهم ودواعشنا:
- لماذا ستفشل حربكم على - الدولة الإسلامية- إن لم ....
- ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!
- بين زيت الصبر وزيت النفط فرسخاً صغيراً
- قراءة في مقابلة - أحمد منصور- للجولاني:


المزيد.....




- مصر.. كشف لغز طالبة -خرجت ولم تعد- وما فعله سائق -توك توك- و ...
- عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي -عرض جماجم مصر ...
- كييف مجرد بيدق: الغرب هو من يحدد أهداف صواريخه في روسيا
- أسباب تأخر تطبيع العرب مع دمشق
- لن يكون هناك يوما تاليا لإسرائيل دون خطة لليوم التالي!
- القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا صاروخين باليستيين للحوثيين ...
- وزير الدفاع الصيني: بلدان آسيا والمحيط الهادئ لن تسمح لأي دو ...
- كوريا الجنوبية تحصي 600 بالون محمل بقمامة أرسلتها كوريا الشم ...
- وزير الدفاع الصيني: -كل من يجرؤ على فصل تايوان عن الصين سيسح ...
- دونغ جون: الصين لم تزود قط أطراف النزاع في أوكرانيا بالأسلحة ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-