أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الجرس والخرس














المزيد.....

الجرس والخرس


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 17:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجَرَسْ والخَرَسْ
د. طلال الشريف
في مسرحية "الجَرَسْ والخَرَسْ" يتبين مدى الاستهتار بصوت قرع الجرس من الأصحاء واستمرار الطرش ليس لدى الصم البكم فقط بل الأخطر هو هذا التماهي والتعود على الطرش من السميعة والبرامين في مدرسة الصم والبكم.
ناظر المدرسة يرفض التقاعد وترك موقعه بكل الطرق ويتآمر على كل من هو قادم للنظارة الجديدة للمدرسة مع بداية كل عام دراسي جديد.
في العام الماضي طرد أمين السر بعد أن شك في علاقته بالمدرس الكفء القوي المرشح لنظارة المدرسة وعاقب مدير المشاريع الأكفأ لأنه تصور أنه قد شرب القهوة مع من يحظى بفرصة التعيين للنظارة.
الخرسان والطرشان في المدرسة أصبحوا محترفين في معرفة دَقَة الجرس دون سماعها عندما يرون بواب المدرسة الأبكم الأصم ينظر لساعته ويقترب من حبل الجرس ليسحبه إلى الأسفل عدة مرات والسميعة الآخرون في المدرسة لا يعيرون صوت الجرس اهتماما.
في نهاية العام الشهير مات الناظر التاريخي للمدرسة دون معرفة أسباب الموت المفاجئ وقرر الأستاذ الحاكي السامع الوحيد في الفصل أن يأخذ تلاميذه الصم البكم في رحلة استكشاف لجبل الجليد الذي قيل أنه قد تسبب بوفاة الناظر التاريخي ولكن من أين أتى هذا الجليد المزعوم فهم في بلد ليس به جليد ومناخهم متوسطي ويبعد عن سيبيريا آلاف الكيلومترات.
ذهب الاستاذ وتلامذته يجمعون الأدلة ويتحرون كل المشبوهين عن انهيار الجبل الجليدي الذي قتل ناظرهم السابق ومكثوا طويلا يتأملون ويحللون كل شاردة وواردة وعلم الناظر الحالي برحلتهم قبل الإنطلاق حين استأذنوا منه وسارت الأحداث والبُكم والصُم فرحين برحلتهم الاستكشافية فهم مثل الأصحاء يعرفون أن الحياة عبارة عن اكتشاف واستكشاف والناظر لا يعير ذلك اهتماما.
كان الاستاذ وتلامذته في واد والناظر في واد آخر، هم منشغلون في رحلتهم لا يعرفون على وجه الدقة كيف انهار الجبل الجليدي الافتراضي وكان الناظر منهمكا في موضوع بعيد عما يسعون إليه ، كان هو منشغلا في استعراض كل الطرق والحيل لعدم تمكين الناظر الجديد وهو الذي كان صديقه قبل أن تتهيأ الظروف ليصبح على وشك النظارة الجديدة.
وقبل بداية التحضير لاحتفالات العام الجديد وصل الناظر المتمترس في المدرسة لفكرة شبه مضمونة لمنع الناظرالمرشح الجديد فقام بفصله من المدرسة قبل مدة واستمر يحاربه خارج المدرسة لأنه الأكفأ وقبل الاحتفال بالعام الجديد بأيام شعر الناظر أن المسؤولين عن التعليم يرددون اسم المدرس الكفء وهم من يستطيعون تعيينه مكانه حيث انتهت صلاحياته وقد يستدعون هذا المدرس الكفء للوظيفة من جديد.
قرر الناظر أن يكشر عن أنيابه بعد أن ضاق الخناق عليه لترك النظارة وبدأ يهذي ويخبط يمنة وشمالا لا يعرف ماذا يفعل وسار في الشوارع هائما يتهم التلامذة والمدرسين بعدم الولاء عمال على بطال ويقطع عن المدرسة الماء والكهرباء والدواء.
قبل الاحتفال بالعام الدراسي الجديد بأيام قليلة والاستاذ الحاكي والسامع الوحيد وتلامذته يُحضِرون متاعهم للعودة من رحلة استكشاف جبل الجليد وبينما كانوا يقطعون الشارع للجهة الأخرى جاءت سيارة مسرعة لتدهس الاستاذ وبعضا من تلامذته فتوفي الاستاذ الشاهد الوحبد وذهب الناظر الهاذي للإحتفال ليقول ما يشاء ولا أحد من الخُرْس يستطيع الكلام فالحاكي السامع قد مات والآن يستطيع الناظر توزيع الاتهامات كيفما يريد .. حلم مزعج صحاني من نومي.
17/11/2016م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة الرئيس .. البطولة في وقت اللا بطولة انتحار
- عباس أصبح خطرا على السلم الأهلي والأمن القومي
- التيار الإصلاحي محطات علي طريق الوطنية الفلسطينية -فتح-
- مخيمات اللاجئين عصية علي الكسر
- عباس يغرد خارج السرب
- المؤتمر السابع ليس حلا .. أوقفوا السياف
- ما يحدث في فتح ثورة
- واحد صفر لصالح دحلان
- الضرب بيد من حديد صاروخ فشنك من مخازن الأنظمة الفاسدة فاحذرو ...
- الرئيس لم يسمع كلمة إرحل
- ارحل يا عباس ... ارحل
- المؤتمر السابع لحركة فتح ورسالة دحلان
- فتح واجتماعها الموسع في 29 أيلول
- لماذا الدعوة لمؤتمر وطني الآن ؟
- رئيس مسحور
- تحيا مصر
- عباس يبيع العرب لصالح من ؟
- أنا لست مع الانتخابات أيا كانت الآن
- مأساة جديدة تحضر للشعب الفلسطيني
- المحكمة الدستورية وترقيات حماس .. لماذا؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الجرس والخرس