أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر ميغيل مالذونالدو ..ونظام العمل المأجور














المزيد.....

الشاعر ميغيل مالذونالدو ..ونظام العمل المأجور


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


مظلتان لشخص واحد
الشاعرميغيل مالذوناذو / نظام العمل المأجور..
مقداد مسعود
من حدائق الفراهيدي في البصرة ،قطفت (كتاب الحرف الحزينة ) للشاعر ميغيل مالذوناذو هذا الديوان ليس مريضا بالفرجة على مايجري في العالم ، ولايرفع راية آيدلوجية ولايستروح غيبيات لايراها سوى الشاعر ، ولايدعي ّ بطولة ..بإختصار مفيد ، هو ديوان الذين يبيعون قوة سواعدهم كل اليوم في نظام العمل المأجور ..هذا ديواننا نحن الكادحين ..هو ديواني كعامل وديوان أصدقائي الحرفيين الذين أقتسم معهم الأمل المثلوم والهزائم الناصعة ، أصعب مافي هذا الديوان وضوحه البليغ وتدفقه العذب ..لغته البسيطة تتعاضد مع شخصيات تشبهها ،فالشعر هنا ليس تنويعا للقول، والشاعر ليس متورطا بالتأويل النصي ،بل هو منشغل بتنظيم الجملة الشعرية وتخليصها من زخارف المجاز والكناية والإستعارة ..بإختصار منحاز للمهمشين والمسحوقات إجتماعيا ..الشاعر يحصّن قصيدته من فايروس الهوس الجمالي المتعارف عليه ، يجعل قصيدته أقل شعرية !! ليريحها من كل المسؤوليات الكلامية التي تثقل كاهلها ..القصائد هنا بسيطة وفي الوقت نفسه لايمكن اتهاهمها إنها مشحونة بلغة التوصيل..إذن مايقوم به الشاعر ، يستحق من فعل القراءة : فطنة التذوق المتمهل ....قصائد هذا الديوان أشبه بألبوم صور للمحذوفين / للمحذوفات من قائمة الحفل ، لكن لايمكن للحفل ان يقام وينجح دون جهودهم / جهودهن : ساعي بريد / صانع فحم / عتّال / إسكافي / حافظ أرشيف / خيّاطة / كاتب إداريّ/ عمّال بناء /عامل مياوم / سائق شاحنة / السيدة التي تغسل ثياب الآخرين / اللامرئيّون / جامع القمامة / صانع الزجاج / اللاتي يبعن شعرهن ّ / اللاتي ينظفن المنازل / بائعة الحلويات المتجولة / الذين يؤجرون أنفسهم لمختبرات الأدوية / معاون المعاون / بائع البالونات / البائع الجوّال / بائع الموسوعات / أمينة الصندوق / الحدّاد / الحارس الليلي / عامل المنجم / الخطاط / غاسل الصحون ..وهناك أيضا : الأعمال المفقودة / الاعمال الدائمة / المتنكر لأسباب دعائية ..من هذه العنوانات يتشكل ديوان ميغيل مالذونالذو ،فهو يتحدث عن بشر يتصدون لشراسة أسباب الحياة اليومية بالكدح المستلب ، والشاعر لايطلي تجاعيد غربتهم وأغترابهم بزبدة ماوراء الغيم..ولايضّمد جراحهم بلافتات سياسية ..ولايجعلهم يتقهقرون بماض ٍ من اليوتوبيا الزائفة ، هؤلاء لاماض يلتفتون خلفه ولا ينتظرون مستقبلاً يسعدهم ، كل أوقاتهم هو الحاضر الذي بين منعطف وأخر في حيواتهم يطلق أفقا من ذئاب نحو سواعدهم / سواعدهن ..يبدأ الديوان (الحِرف الحزينة ) وينتهي بقصيدة قصيرة ( أصحاب العمل اللئيمون )..
(ذوو الحِرف الحزينة
يتردد أبناؤهم في الإجابة
عن السؤال المزعج الذي يطرح عليهم دوماً
ماذا يعمل والدك ؟
يعلمون جيداَ
أنّهم سيقبلون بأيّ عمل ٍ آخر
مقابل الأجر ذاته
يتحوّلون إلى حكماء
حين يتوقفّون عن لوم الآخرين
الذين لايحبون أعمالهم / 9)
أما القصيدة الأخيرة فهي :
(أصحاب العمل اللئيمون
فقط يستحقّون العرض
في عناوين القصائد
أبداً لن يكون لهم
أي بيت شعر 76)
ها نحن أمام شعر بإنحياز طبقي وفي الوقت نفسه فنحن أمام شعر غير مؤدلج ، أعني الغلبة للفني في القصيدة وليس للفكرة ..
من قصيدة (صانع الزجاج ) نلتقط الاسطر الاخيرة
(يواصل العمل حتى ينغرس الزجاج
في أحشائه
عيناه أيضاً
أصبحتا زجاجاً
إحداها ماعادت تنفع
لأي منظر طبيعي 43)
ومن قصيدة (المتنكّر لأسباب دعائيّة ) اليكم / اليكن ..الأسطر التالية
:(إن تعثّر
تعذّر عليه النهوض
وتحوّل لسلحفاة ألقيت على ظهرها
على المارّة أن يساعدوه
المارّة المعجبين بالتنكّر 51)
الشاعر ميغيل مالذونالذو ..لايذكرني بغير الشاعر يانيس ريتسوس ، والروائيين : إيتالو كالفينو ..و إدواردو غاليانو..وهذه الثريا المبدعة تنتمي لمشعلي الحرائق ..
*ميغيل مالذوناذو/ كتاب الحرف الحزينة / ترجمة غدير أبو سنينة / دار أثر/ المملكة العربية السعودية – الدمام/ ط1/ 2016



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة خاتون سلمى : صيانة الحلم بوجيز القول / (عانقت امرأة ...
- صدأ ..في الماء / الدكتورة فوزية الدريع في روايتها (صلوات على ...
- شربل داغر ورسائل رامبو
- بتوقيت الشمعة السادسة والعشرين الشاعر مصطفى عبدالله من خلال ...
- الصوت كشخصية سالبة / ليلى العثمان في روايتها (خذها لاأريدها)
- الشيوعي... في الرواية الكويتية
- الشاعرة / الدكتورة سندس صدّيق بكر : إداء شعري رخيم
- الأب بنسخته الرديئة..
- ألمسني حتى أراك / التمويل الذاتي في رواية محمود عبد الوهاب( ...
- سرد السيراميك
- من أحلام الرماد ..إلى ثيابها ماء. الشاعرة سلامة الصالحي
- المكتبة الأهلية ..و(صدى صرخة) للقاص محمد خضير
- الشاعر منذر خضير.. يتوارى عن المنزل والغابة
- بوكوفسكي
- لا أثر للحمام في الصنوبر. إبراهيم البهرزي في روايته ( لا أبط ...
- تمهيد قراءة. السرد التشكيلي في المملكة السوداء / للتشكيلي وا ...
- نص المراهطة
- إنتهاك الفضاء الشخصي. (شتائم مجانية) للشاعرة مريم العطار
- أخت الأنا ميسلون هادي في ..(سعيدة هانم)
- ميسلون هادي...(حلم وردي فاتح اللون)


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر ميغيل مالذونالدو ..ونظام العمل المأجور