أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مهاجر - العودة ... قصة قصيرة















المزيد.....

العودة ... قصة قصيرة


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


العودة

-

فى اللحظة التى اتخذت فيها قرار العودة, عينت بان الخطوة الاولى هى ان تصعد الى العلا, وانت كنت تعلم علم اليقين بان الصعود الى القمة امر محفوف بالمخاطر دائما وابدا, فلم التعجل؟ وهى كذلك قمة بل هى قمة القمم وتاج الملوك وسقف الامنيات النبيلة لكنك تصر على المضى قدما ولا تدرى متى ستصل اليها. وانت تمضى بعزم اكيد وتتجاهل كل العوائق وكل المحاذير وكل مطبات السفر لانك تامل فى النجاح والانجاز الكبير. والامل يغرى بالمخاطرة ويعطل خلق التحوط, لحسن حظك. وانا اعرفك تمام المعرفة واعلم ان ايمانك بالهدف هو زادك الذى لا ينضب وتصميمك هو سلاحك المتحفز دوما لمنازلة اعظم التحديات واكثر المخاطر هولا والحاق الهزيمة بها

هى كذلك اتت اليك بطوع ارادتها واعانتك على حزم الحقائب ولوازم الرحلة الطويلة. وهى نفسها التى شهدت لها انت وانا وكل الاصدقاء بانها شهمة وكريمة وطيبة المعشر. ولا غرو فانك لم تندهش حين عرضت عليك خدماتها عن طيب خاطر وبلا شروط. والشئ الوحيد الذى طلبته منك هو البوصلة لانها الهادى والمعين الفعال والقادر على ان يقدم لها الاسعاف العاجل عند مفارق الطرق المبهمة او حين ضبابية الرؤيا

وحين تحركت رفيقتك نحو الهدف عبست وشخص بصرها الى الافق البعيد وغابت جثتك الضخمة عن شعورها. وفى لحظة نادرة تبدل حالها وعادت الى سيرتها الاولى فبرقت ابتسامة الاشراق والرضى وكست وجهها كله. وفى ذلك الحين عاد الى نفسك اطمئنانها المعهود وايمانها بان الرفيقة ستوصلك الى مرامك مهما كلف ذلك من عناء ومشقة


وفى لحظة ما لكزتك يد البالونة فاهتزت فرائصك لكنها سريعا ما استدركت الامر فاعادتك الى حال الطمأنينة والبستك ثوب الوقار الذى سقط. وتبسمت البالونة ضاحكة وقالت لك

لماذا جفلت؟ الم تحدثها بكل التفاصيل؟

ورفعت المركبة عنقها وادارت وجهها وحدقت فيك مليا وانت بدورك ركزت بصرك فى عينيها الحلوتين فوجدت ان البسمة ظلت مرسومة على وجهها الجميل الاخاذ. وحدقت فيك مرة اخرى وتحدثت عيناها وردت مقلتاك عليها وابلغتها رسالتك الرقيقة. ولما لمحت قسمات السكينة على وجهها قلت لها

التفاصيل تهمنا جميعا بالطبع لكن ليس ضروريا ان يخرج المرء كل ما فى جعبته

ولانها كانت تتوقع منك مثل هذا الرد الهلامى فانها لم تك مستعجلة فى الكلام, فحدقت فى البدء مليا فى الافق البعيد فتدبرت امرها بتؤدة ثم قالت

التفاصيل مهمة لى لكن بالنسبة لك فانى اعرف ان الاهم هو الهدف

نعم كانت بدايتك هى البداية الصحيحة لانك فى المقام الاول حددت الهدف. وما دام المرء يعرف الهدف جيدا ويعرف تماما اين المنبع و اين المصب وما هى المعالم البارزة فان امر التفاصيل يصبح دوما فى متناول اليد. وها هى البالونة تحلق بك وتسلك مسارا مبهما ولم تطلب منك سوى مدها بالمزيد من المعلومات. ولو كانت البالونة سائق عربة اجرة فان الذى يهمها اكثر من غيره هو معرفة المعالم البارزة والاتجاهات والطرق الرئيسية لكنها سوف لن ترهق نفسها بحفظ المداخل ومواقع المنازل. واخبرتك رفيقتك بان الذى يشغل بالها فى تلك اللحظات هو معرفة مسارات الاقمار والكواكب والنجوم والمجرات والشهب والنيازك. وعندها لم تتردد البتة فحدثتها بما عندك واذاك شعرت بانك انجزت قسطا كبيرا من المهمة. وتركتها تتحدث وتسترسل فى الحديث وبينما كانت هى مشغولة بالثرثرة, وهبت انت لنفسك الفرصة لكى تحلم


وهمهم صوتك فظننته صوتا مجلجلا يعلو على كل الاصوات المنسابة لكن الاثير تواطأ معك وحمل كلماتك الى العشيقة التى كانت مشاعرها مهيئة تماما لاستقبال رسائلك. وكان الصوت يقول

على رسلك لا تتلهفنى يا حبيبنى فانها حتما ستاخذنى اليك. اشتياقى اليك هو البوصلة والمركبة تعلم ذلك. وبوصلتى تستمد طاقتها من نبع حبنا الكبير. والبالونة ليست وحدها بل كل نساء العالم يدركن بان هواك تيمنى واقعدنى عن الاستمتاع بحياة انت بعيدة عنها. وفى اللحظة التى وصلت فيها الى هناك وادركت اننى فى غربة كتبت سيرة حبنا الكبير باحرف من نور تلألأت على صفحات السماء وابتسمت سطورها المنقوشة على اجساد المزن

وانت تشعر الان ان البالونة تتوقف كثيرا لكن هذا طبعها فلا تقلق. وهى رزينة لا مستهترة ولا حمقاء وهى تسير الهوينى اذا اردات وتخب فى اوقات اخرى. ولما ابصرت ايادى البوصلة تتهادى ذات اليمين وذات اليسار, اثلج صدرك اذ تاكدت من انها تعمل بكل طاقتها وتستمد نورها من عينى محبوبتك الرائعتين

ويعلو همسك فيحمل الاثير كلماته من جديد

لا زاد الا زاد استقيته من مقلتيك. وعيناك درتان سماويتان نقيتان فيهما منبع الالهام وفيهما الشهد الملكى الذى لا ينضب. والالق المنثال على الان هو ثمار الهيام حين لاحت بوادر الوصال, والدمع الذى اهرق من قبل هو ثمار الشوق حين كان يضايقنى شبح الانقطاع والغربة

والان يزداد شوقى اليك فاشعر بان عينيك مشمولتين بالبريق الساحر الذى عهدته دوما والدفء الدفاق. وانى اشعر ان الصبا جعل ينمو ويستطيل ويمد الى حبال الوصال. ومن فرط لهفتى جعلت اشد ثم اشد الحبال. جنون الضياع يحاصرتى ويجعلنى بصيلة فى مهب رياح الخرافة

ويهجم عليك الشعاع المتين القويم فيقطع عليك حبل افكارك. ويدغدغ الصبا نبضات قلبك. وهل كنت غرا وقتها؟ هلا اعترف, اعترف الان, هل كن غرا؟ فلا ضير فى الاعتراف. وحين قررت السفر اطعت مزاجك وتركت له الحبل على القارب فلم تمهلك روحك الامارة لكى تلتقط انفاسك. واذ يشتد الشوق الى المحبوبة ويزداد الصبا وينمو ويشب ويترعرع ويصبح بطلا وتكبر البطولة فى كل يوم وفى كل ثانية, تقرع انت اجراس الاستغاثة!!! وفى زمن ما كنتما معا فى سقف واحد ومع ذلك كنت تتوق اليها صباح مساء بل كان شوقك يولد من جديد حين يغيب ذاك الطرف عنك اوتغفل العين عنه. وترتفع حمى الهيام ويشتد اوارها كلما تحركت عقارب الثوانى. انت تريد الوصال, تاتى هى اليك, تمضى انت اليها, لا فرق, انت لن ترتوى ابدا من نبع الوصال

الذكريات هى, كل الذكريات, وهى كانت ومازالت ذكريات غضة اشجارها حبلى بالامانى وازاهرها بضة. والعطور تفوح منها وتجدد دماءها من عبق عشيقتك الاستوائى الفتان. ثمل انت لانك اسير عطرها الاخاذ. وانت لا تنفك تنشق العبق الاتى من بعيد وهو سليل عطرك نفسه الذى تركته بمعية الشموع عند الرحيل. وهى مليكة الشموع التى كانت تطرد عنك وحشية شتاء الغربة الممقوت

واليك بعض احرف كان قد خطاها يراعك وقد حفظتها وحفطها كذلك كل الاصدقاء عن ظهر قلب

ماء الذكريات رحيق وردك. وحين اتنفس عبير الذكرى ياخذنى ذلك الرهط ويزج بى داخل دهاليز روحك الزكية. وتاريخ الانبات يبدا عندك. وقد غرست نبتتى فى اديمك الاصيل وسقيتها من نبع روحك الدفاق. وفى اشجار جنتنا تستظل سيرتنا العطرة, طاهرة مصونة لا يقربها حاسد ولا عاذل رعديد

زاد الحب اقطفه من شجرة وارفة, زيتونة شامخة تنهل من نبع هوانا الطاهر. وفى كل يوم يذهلنى نماء الحب. وهى دهشة تتجدد فى كل ثانية بل فى كل جزيئ صغير صغير من جزيئ الثانية. وهى دهشة الذ من دهشة الطفل الغرير وهى مشبعة بالعذوبة والنضارة والبراءة فى اسمى معانيها. دهشة معدنها من ذهب سماوى اصيل لا يصدا ولا يشيخ ولا ينفك يبهر باستمرار. ذهب لا تؤذيه نار الحرمان بل تزكيه وتصقله وتقويه

والبالونة حثت خطاها لما شعرت بقلقك يتنامى. اما انا فقد حاورتك بعد ذلك وابتدرت حوارى بالسؤال

هل قلت لها بانها نضرة كنضارة النساء الحوامل؟

لا. كان ذلك فى وقت سابق للرحلة وكنت امدحها حينئذ فاستطابت نظمى فتوقفت لكى ترد على فتوقفت بدورى عن الكلام. الثرثرة هى جبلتها فلا تعجب يا صاح لكنها حلوة الحديث. وفى البدء شعرت ان الوقت يمضى سريعا لكن المسافة التى قطعناها لم تك قد بلغت مرمى قبلة. والبالونة شعرت بلهفتى فتحدثت مرة اخرى وثرثرت كثيرا. وهى كانت تريد ان تؤانس وحشتى وتخفف ضجرى لكن الزمن كان عدوى الاول. واخبرتها مرارا لكنها ابت ان تشاركنى ذلك الشعور لانها لا تفهم معيار الزمن ولا تعبأ به. سرعة السلحفاة كانت تدمر اعصابى. هذا هو مصدر قلقى واقسم ان اطرائى لها لم يبلغ منزلة الغزل. لا اشك فيك ولكنى اخشى التسرب واخشى غيرة النساء

وماذا كان سيحدث لو كانت استطابت الحديث معك واستمرأت التسكع فى ازقتك؟

لا فأل الا حب فتاتى

وفى ختام الحوار عبرت لك عن خشيتى من غواية الثعبان المندس بين ثنايا جناح البالونة الايسر على الرغم من اننى كنت اقدر شعورك بايادى الشوق التى كادت تمزق احشائك

والبالونة تمضى بسرعة. وانت تريد المزيد من التعجيل. انت تريد سرعة بساط الريح الذى يطوى المسافات طيا. واحيانا تكون البالونة عبثية واحيانا تكون مشاكسة لكن هون عليك فانها معطاءة وخيرة واهل للثقة. ولا تجزع فالقلق يبدد الطاقة ولا طائل منه. ولا تستجدى المستحيل فالاستجداء مغامرة قد تهرق ماء الوجه ثم لا تجنى منها بعض نقير


نضرة الوجه بهية الطلة طلقة المحيا ومدهشة هى شمس الاصيل. وفى هذه اللحظة تتدحرج فتاة الذهب الى الاسفل وتتبسم بعذوبة وروعة ثم تلوح بكفها الرقيق وهى تودعك. والليل شد رحاله وازمع على الهجوم. والليل حين ياتى فانه يقتحم المكان اقتحاما مرعبا لا يمكن تجنبه ولا مقاومته. والليل فى الغربة وحش ارعن, وانت تعرف ذلك. وشتاء الغربة طويل وخشن ورياحه تعوى ليلا وتخربش فى الصباح. شتاء وغربة وحزن وشوق كانت تنهال عليك طبقاتها كل يوم. طبقات كثيفة من الرعب, طبقات فوقها طبقات

وكان لزاما عليك ان تهزم القلق. وهو قلق جد مشروع لان البالونة اوصلتك الى مكان ما فاهدتك ريشتين ثم طلبت منك ان تشرع فورا فى الهبوط. وانت لم تجزع بل تمسكت بالريشتين جيدا وتمكنت من استخدامهما لكى تهبط بسلام. وهى ذهبت الى حال سبيلها لانها لا تستطيع النزول فهى بلا ارجل

وانت ايها الرابضة فى اريكتك الوثيرة اتركى البوم الصور جانبا وتيممى شطر الصوت الاتى اليك وستعرفينه من سيماء رنينه الماثل بين يديك. هل شعرت به الان؟ اقتربى اكثر فاكثر وهيئى مشاعرك كلها. والبسى ثوب البشر الوثير فقد دنت ساعة العودة. وانا اعرف قصة حبكما واحس بان التوق يقرب الحبيب اليك اكثر فاكثر. هو يشتاق اليك كثيرا ويهمهم بكلمات تقول

مشوار العودة يا حبيبتى اكتمل
وذا سماءك الاكليل مصدق لما اتى به الحلم
عائد اليك تقودنى جحافل الصبا الدفاق كشعلة من جدائل العبير
ونسمتان شقيتان من ندى ممراح تشاكسان فى الشكيمة اليتيمة
وقالتا بان موكب الحبور موعد بالسحق والذر فى عاصفة الضياع
لكنها كانت دعابة الرفاق
-



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرد ..... قصة قصيرة
- هل ستؤدى المفاوضات الى سلام دائم فى السودان؟
- فى السودان يخلى سبيل سارق الملايين وتجلد من تلبس البنطال
- رئيس افريقيا .... قصة قصيرة
- صباحي ..... قصة قصيرة
- ميت ....... قصة قصيرة
- التغيير ...... ... قصة قصيرة
- سلحفاة ... قصة قصيرة
- إجراءات جديدة للتضييق على الاقليات في السودان
- وعل وبجعة
- كشف القناع .... قصة قصيرة
- حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان
- شهاب ..... قصة قصيرة
- ليس لدى البشير ما يفتخر به
- لمياء .... قصة قصيرة
- صداقة ..... قصة قصيرة
- لا إنتخابات ولا تفاوض يقوي النظام
- أم أيمن ... قصة قصيرة
- بعض مشاكل تطبيق البنائية
- كرسى


المزيد.....




- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مهاجر - العودة ... قصة قصيرة