أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان














المزيد.....

حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان
-
محمد مهاجر
-

علاوة على الحرب المنظمة التي تشنها الحكومة السودانية وحلفاؤها من الجنجويد على سكان إقليمي دارفور وكردفان في غرب السودان، فان سكان هذه المناطق ظلوا يعانون من الحروبات القبلية اللتي ظلت تزهق أرواح المئات كلما اندلعت، وقد ظلت تنشب بإستمرار وبعنف متزايد طوال عقد ونيف. والحكومة لم تكتفي بضحايا حربها المنظمة بل ظلت تغذي الصراعات القبلية و تقف بعد ذلك وقفة المتفرج. وإذا أخذنا في الحسبان مئات الآلاف ممن قتلهم الجيش وملايين المشردين داخلياً وخارجيا ، فان الباب يصبح مفتوحا لاتهام المزيد من أولي الأمر في السودان بتنفيذ إبادة جماعية في هذه المناطق

الصراعات القبلية في السودان، شأنها شأن رصيفاتها في أفريقيا جنوب الصحراء، ظلت تنشأ أساسا بدافع الإستحوذ على الموارد والسلطة. والمؤلم أن مناطق الصراعات القبلية في السودان، خاصة في الغرب، غنية بالمعادن والنفط والثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية، ومع ذلك يعاني سكان هذه المناطق من الفقر والحرمان من الخدمات الاساسية. وبالرغم من أنهم يدفعون الضرائب والزكوات، إلا أنهم لا يحصلون في مقابل ذلك على الكهرباء وإلاتصالات والتعليم والخدمات الصحية. فلا الحكومة تركت الناس ليستخدموا أموالهم لتشييد المدارس وبناء المراكز الصحية ولا هي قامت بواجبها المرتجى

ظلت السلطة في السودان محتكرة من قبل نخب قليلة من مثقفي الوسط ومتنفذيه، وهم أغنياء من كبار موظفي الدولة وكبار التجار الذين يتركزون أساسا في مدن الوسط الكبرى. وفي المقابل فإن المنتجين من سكان الأرياف هم فقراء لا يجنون فوائد عادلة نظير انتاجهم لان المتحكم في الانتاج هم جامعي الضرائب والمرتشين وتجار الجملة والمصدرين، وهم من النخب الحاكمة والمقربين منهم. والسلطة في السودان ظلت خلال أغلب الست عقود الأخيرة ، ديكاتورية وظالمة.

نظام البشير الحاكم عمد إلى إضعاف الجيش لكي تظل يد أجهزة الأمن والميليشيات هي اليد العليا. لهذا فإن الأمن في الأرياف توفره الميليشيات لا الجيش. والمؤلم أن الحكومة أعلنت أنها ستنشر قواتها لكي تمنع نشوب الصراع القبلي الأخير في دارفور، لكنها لم تفعل، والنتيجة هي تدمير وحرق قرى وقتل مئات السودانيين. وخلال هذا الصراع إتضح للقرويين في تلك المناطق انهم نالوا جزاء سنمار حين سمحوا للنخبة الحاكمة بأن تستفيد من ثرواتهم الحيوانية والزراعية والمعدنية.

في ظل حكومات ما بعد الاستقلال وخاصة الحكومة الحالية، أصبح اهل الريف يفضلون حمل السلاح من أجل الدفاع عن أنفسهم من غارات الحكومة والميليشيات والمعتدين. وحين اكتشف النفط والمعادن الثمينة في غرب السودان أصبح الأمر نغمة لا نعمة تنزلت على سكان تلك المناطق. واصبحت القبيلة تحاول الاستئثار بتلك الموارد الموجودة في ارضها كاستئثارها من قبل بالمرعى. وبهذا أصبحت حدود الوطن هي حدود أرض القبيلة والهوية الرئيسية هي هوية القبيلة.

أرض السودان يجري بها النيل أطول نهر في العالم وهي غنية بمياه الأمطار كذلك، ومع ذلك فإن نصف السكان فقط ، وعددهم 33 مليون، يحصلون على مياه شرب نقية. كذلك فإن 30% من الأطفال لايدخلون المدارس و 37% فقط من هؤلاء يواصلون التعليم إلى المرحلة الثانوية. وفي الأرياف تنعدم المستشفيات والمراكز الصحية والقابلات ويزيد معدل وفيات الأطفال الصغار عن المعدل القومي وهو 9%. كل هذه الأرقام لا تزعج الحكومة لان المسؤولين فيها محصنين في قصورهم الفارهة في الخرطوم ولا يهمهم انسان الريف. وفي مصر تضع الحكومات خطط للاسكان والتنمية الزراعية. ونجد أن الغالبية العظمى من السكان يسكنون قرب شريط النيل، وهو بطول 22% من الطول الاجمالي الذي يقع معظمه في السودان، ويستخدمون مياهه للزراعة. المسألة إذن مسألة تخطيط وتنفيذ جيدين، فلا يعقل أن يعيش 80 مليون على مساحة صغيرة بسلام وعلى الجانب الأخر نجد أن اصحاب الحظ الأكبر من المياه والاراضي الزراعية الخصبة يتقاتلون من أجل مرعى

على الجانب الأخر يقع واجب كبير على مثقفي قبائل الغرب وهو توعية أهلهم بدلا من التحالف مع النخب الحاكمة التي لا تعطيهم سوى فتات المائدة. و إذا لم يتغير الحال فإن صراع القبائل سيستمر لأن كل قبيلة لا تريد أن تضيع ما عندها من موارد من أجل وعد من الحكومة بالتنمية هو في الحقيقة سراب
-




#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهاب ..... قصة قصيرة
- ليس لدى البشير ما يفتخر به
- لمياء .... قصة قصيرة
- صداقة ..... قصة قصيرة
- لا إنتخابات ولا تفاوض يقوي النظام
- أم أيمن ... قصة قصيرة
- بعض مشاكل تطبيق البنائية
- كرسى
- ارهاب من يحارب الفساد
- حول عدم جدية الحكومة السودانية فى محاربة الفساد
- عهد ... قصة قصيرة
- الفساد فى الاراضى والعقارات وغسل الاموال
- الجهادية والجنجويد والحروب الاهلية
- تحديات العمل الجماعى
- عن جرائم استغلال النفوذ فى السودان
- المسالة ليست اضافة سنة دراسية الى مرحلة الاساس
- فوضى مقصودة
- تخطيط اجتماعى ام تخريب للمجتمع
- التعليم الاجتماعى والنمذجة
- النزاع النفسى الداخلى وضرورة حله


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان