أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين














المزيد.....

التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 23:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وعد عمار الحكيم الذي تولى منصب رئاسة التحالف الاسلامي الشيعي قبل فترة وجيزة اخوته الاعداء في العملية السياسية، بأن تحالفه سيقدم ورقة سياسية لتسوية تاريخية حسب وصفه بعد الانتهاء من معركة الموصل.
ان التحالف الشيعي الذي يقوده الحيكم اليوم، يحاول تدارك الامور، وانقاذ سفينة سلطة الاسلام الشيعي بعد ان كاد يغرق في ١٠ حزيران ٢٠١٤. ان الحكيم الذي يريد ان يصور لنا، بأن التسوية التاريخية التي يحاول ان يبرمها مع حلفائه في العملية السياسية، بأنها تسوية تاريخية لصالح المجتمع ولصالح الجماهير التي أنهكها الصراع السياسي الذي هو صراع على السرقة والنهب والنفوذ والسلطة.
ان تلك التسوية التاريخية التي يوعد به الحكيم، هي محاولة من التحالف الشيعي لتقديم تنازلات سياسية الى اخوته في العملية السياسية بعد الانتهاء من معركة الموصل. وهذا يعني بأن التحالف الشيعي وصل الى نقطة بأنه لن يتمكن من تهشيم عظم الاخوة الاعداء وحسم السلطة السياسية لصالحه، مثلما حاول المالكي في ولايته الاخيرة، بملاحقة الهاشمي والعيساوي والعلواني بتهم الارهاب وضرب احتجاجات المنطقة الغربية وتصعيد الصراع مع القوميين الاكراد. وطوال ما يقارب عقد ونصف من الزمن، لم يستطع لا الطرف العروبي الذي تقمص روح داعش والقاعدة، واستحضر كل الاشباح الاسلامية من القرون الهجرية من اعادة امتيازاته ونفوذه الذي فقدها بحراب غزو واحتلال العراق، ولا الطرف الاسلامي الشيعي استطاع تهشيم عظام الطرف القومي العروبي واعلان دولة عراق اسلامية جعفرية بامتياز، على غرار الجمهورية الاسلامية في ايران بولاية الفقيه او بدونها. وبين الطرفين العروبي والشيعي، توقفت عقارب زمن الكردايتي اي القومي الكردي، وبات ينتظر الحسم الاقليمي، وبعد ذلك سيحاول تعقب مسار مصالحه التي اصبحت في مهب الريح.
وعشية بدء معركة الموصل حاولت جميع تلك الاطراف من لوي اذرع بعضها ببعدها الاقليمي لكنها لم تصل الى حسم امورها. ان معركة الموصل لن تكون اكثر من محطة لالتقاء المصالح، لكن الانتهاء منها سيكون نقطة انطلاق جديدة لصراع سياسي جديد. ان بوس اللحى بين الخزعلي والصدر والعامري، وتقبيل الخدود بين العبادي والبرزاني والحكيم، والعناق بين الجبوري ومعصوم، لن يستمر طويلا بعد الانتهاء من سيناريو داعش. وكل شيء من اجل المعركة او التخلص من داعش سيتحول الى كل شيء من اجل اعادة تقسيم الحصص من السلطة والامتيازات. أن الحكيم لم يكشف عن ورقته السياسية، والتي لن تكون أكثر من اعادة انتاج المحاصصة بين نصيب السلطة والنفوذ والامتيازات بين الكتل القومية والطائفية. وأيا كانت ورقته السياسية، فلا شيء فيها سيذكر من نصيب للعمال وعموم المحرومين في المجتمع.
لا داعي ان نكرر عن حجم السرقات والنهب الذي حدث في ظل استحواذ الاسلام السياسي الشيعي على السلطة السياسية في العراق طوال أكثر من عشرة سنوات، ولا داعي ان نذكر مجددا عما وصل اليه العراق في نسبة البطالة والامية وانحطاط الميدان الصحي وانعدام الخدمات، وتغيير أتجاه البلد نحو دكتاتورية اسلامية فاشية. وعندما يتواطأ رئيس مجلس النواب من الحزب الاسلامي السني مع نواب الاسلام الشيعي بتمرير مسودة قانون حظر المشروبات الكحولية، فليس هناك مشكلة في تسوية سياسية وتأريخيه على حساب الطبقة العاملة المليونية في العراق باسرها وابنائها، وعندما لا يعترض الى الان اي من النواب على استقطاعات المعاشات بنسبة 4.8٪ من رواتب العمال والموظفين في موازنة 2017، فيجب ان نعرف بأن التسوية التاريخية ستكون على حساب الطبقة العاملة والمحرومين في المجتمع.
بالنسبة لنا، نحن العمال الشيوعيين فان التسوية التاريخية، هي اعادة تعريف هوية الانسان على اساس هويته الانسانية، وبسن دستور علماني، وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، وتحقيق ضمان بطالة، والغاء التعذيب في السجون وإطلاق سراح جميع الموقوفين، واعادة المحاكم للمدانين بتهم الارهاب وبجلسات علنية، وتحويل جميع المتورطين بجرائم طائفية وقتل اي انسان الى المحاكم، وحل جميع المليشيات بما فيها الحشد الشعبي، والغاء المادة ٤ ارهاب، وتوفير الخدمات الصحية المجانية والخدمات الاجتماعية، وتقديم التعويضات المادية والمعنوية للمتضررين من عصابات داعش في جميع انحاء العراق دون استثناء، والغاء سياسة التقشف، والغاء جميع امتيازات الرئاسات الثلاثة، وتحديد رواتب ومعاشات مجلس النواب والوزراء وكل الرئاسات بما يعادل راتب عامل ماهر. وبغير ذلك فأن التسوية التاريخية للحكيم وغيرها ليس الا تتويج لحكم طائفي قومي، وافقار العمال والموظفين، وقمع للحريات المدنية والفردية.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...
- سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العرا ...
- الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين