أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية














المزيد.....

مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 23:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في هذه الايام يصعد نجم مجلس النواب العراقي، ويحتل كل المشاهد السياسية، وتطغي صورته حتى على الحرب على داعش، وبات يجذب مشاهد فصوله المسرحية عدد اكبر من المتابعين والمشاهدين.
قبل البدء بتشريح فصول هذه المسرحية والى اين يريد ان يصل مجلس النواب العراقي بتضليله للجماهير التي اصبحت بين كماشه الافقار والعوز بفضل صندوق النقد الدولي وحرامية المنطقة الخضراء، نطرح السؤال، اليس من الاصول والمعتاد وحسب كل قوانين الدنيا، بأن من يوجه اليه تهمة صرف الاموال دون وجه حق او اخفائها او هناك نقص في ميزانية المؤسسة المعنية لأسباب ليست واضحة للراي العام والمؤسسات النيابية، ان يتم تحويل المتهم او المسؤول عن ذلك النقص الى القضاء، مثلما ظهر مع وزير الدفاع وبعده مع وزير المالية اثناء استجوابه في المجلس غير الموقر؟ ام الاكتفاء باستجواب الوزير المعني ومن ثم اقالته او سحب الثقة عنه لأسدال الستار على المسرحية؟
انها لعبة ذكية يلعبها مجلس النواب العراقي، فالوزير له حق ان يسرق وينهب، وعندما تفوح رائحته، يكتفي مجلس النواب باستجوابه بشكل مسرحي، ومن ثم يحجب الثقة عنه او يقيله! ما أسهل اللصوصية في "العراق الجديد" وما أسهل حياة وزرائنا وكل المسؤولين الذين قذفتهم رياح الغزو والاحتلال علينا، وما أسهل الحصول على الاموال. لقد فهمنا هناك اتفاقيات بين الدول لإقامة مناطق للتجارة الحرة، مثل اتفاقية النافتا بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة الامريكية، والاتفاقية الاخيرة التي ابرمها اوباما مع ١١ دولة عبر المحيط الهادي، ولكن البرجوازية اللصوصية في العراق ان جاز التعبير اوجدت شيئا جديدا في الاقتصاد الرأسمالي، ولم تتوصل اليها لا النظرية الكنزية ولا مدرسة شيكاغوا مبتكري سياسة الليبرالية الجديدة، انها "اللصوصية الحرة". اي ان اي مسؤول حكومي بإمكانه ان يسرق وينهب دون اية محاسبة، ليصبح العراق بدل من ان يكون بلد جذب الاستثمارات حسب امنيات صندوق النقد الدولي، ليكون بلد جذب الحرامية واللصوص من كل حدب وصوب. وبهذه المناسبة نود ان نبين للقارئ ان سبب توتر وزير الدفاع عندما كان يستجوب في البرلمان، وسبب ارتياح وابتسامات وزير المالية الذي كان يجلس في نفس مقعد وزير الدفاع، هو ان الاول تمرد على قائمته "السنية" واصبح من "الانبطاحيين" للشيعة حسب التعريفات الجديدة في الادب السياسي لدولة القانون التي يقودها المالكي. وفي "العراق الجديد" من ليس لديه ظهر فيضرب على بطنه كما يقول المثل المصري، وتحديدا تحت الحزام، بينما كان وزير المالي يرد بشكل غير مقنع على الاسئلة الحرجة حول صرف مليون وثمانمائة ألف دولار على تذاكر الطائرات لأفراد حمايته خلال سنة، وبدلات الايجار لسكن الوزير الذي تجاوز مئات الألاف من الدولار سنويا، بمنتهى الارتياح، بل كان يستمد المتعة من اجوبته لأنه يدرك ان حزبه في التحالف الكردستاني لن يتركه لوحده، ومهما كانت التهم ومهما كانت الاجوبة غير مقنعة، فلن يستطيع احد ان يمس شعرة من راسه. اليس هذا هو قانون المحاصصة ومن يحاول انتهاكه عليه ان يبحث عن قبر لنفسه.
ولنعود الى مجلس النواب، الذي مع السلطة التشريعية التي هي الحكومة والقضاء يشكلون فريق متكامل ومتناغم ومتجانس يشبه فريق كرة الطائرة. فالحكومة ترفع "تسرق" ومجلس النواب يكبس "يضيف الشرعية بشكل مباشر وغير مباشر على اللصوص وسرقات وزراء الحكومة ويمرر صفقاتها"، والقضاء يصد الضربات "يبرء الفاسدين اما لعدم كفاية الادلة، او لا توجد ادلة من الاساس". ولهذا لم يقدم اي من الوزيرين المذكورين الى القضاء، لأنه ليس هناك اي دليل من الاساس وليس هناك من يقدم شكوى ضدهما.
واخيرا يتهموننا نحن الشيوعيين بأننا لا نؤمن بالديمقراطية، ولا نؤمن بالانتخابات، ولذلك نشن حملة دعائية وتحريضية بشكل مستمر ضد مجلس النواب. واليكم جوابنا، نحن مع الانتخابات الحرة، ومع كل المؤسسات النيابية التي تنبثق عن الانتخابات. والنقطة الاخرى نحن مع المساواة التي هي اوسع من الديمقراطية، فالتجربة على الاقل في "العراق الجديد" علمت الجميع بأنها اي الديمقراطية، حكم اقلية اللصوص والحرامية ضد الاغلبية المطلقة للجماهير. ومن يعتقد ان الانتخابات المقبلة ستغير، او تطيح بهؤلاء اللصوص لمجرد ان الجماهير لا تريدهم او لا ترغب بهم او لان لديهم ملفات وسجلات بالفساد والقتل والنهب، فهو اما من المستفيدين من هذه الاوضاع، سواء كان موظف في أحد هذه المؤسسات الفاسدة او واحد من حاشية الاقلام المأجورة، او انه يحاول ان يرى انفه عنوة بشكل كامل بدون مرآة. اي بعبارة اخرى عندما تكون هناك مساواة اقتصادية بين البشر في العراق، وعندما اقلية من حرامية ونهابة الثالوث الفاسد مجلس النواب والحكومة والقضاء، ليس باستطاعتهم ان يملكوا الثروات التي سرقوها ويكونوا متساويين مثل بقية الجماهير، عندئذ وفقط من الممكن الاطاحة بالثالوث المذكور. ان الديمقراطية في الحقيقة التي اعموا اعيننا بها طوال هذه السنوات، ليس أكثر من ابرام الاتفاقات بين الكتل القومية والطائفية بالخفاء، وبعد ذلك يأتي دور مجلس النواب كي يمررها، خادعا بذلك الجماهير، ومصورا في نفس الوقت انها تمرر بشكل ديمقراطي. الم يفعلوا كذلك مع استقطاعات رواتب العمال والموظفين، وخصخصة الكهرباء، وفرض الضرائب. الم يغض النظر ولم يناقش المجلس اين ذهب فائض الميزانية وقدره ٢٠ مليار دولار التي أعلنها المالكي في منتصف ولايته الثانية، دون ان يسأل عليه حتى أشرف شرفاء مجلس النواب بقديمه وجديده. وعندما قلنا بأن راتب عضو مجلس النواب يجب ان يساوي راتب العامل الماهر، ويكون نفس المجلس النواب له دور السلطة التنفيذية، عندئذ فقط يتحول مجلس النواب من مؤسسة طفيلية، جسد طفيلي في المجتمع الى مؤسسة عاملة. وعندها تصبح الانتخابات والمؤسسات النيابية لها معنى، والديمقراطية يكون لها معنى، بمشاركة الاغلبية من الجماهير في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية