أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - هي والبحر ..














المزيد.....

هي والبحر ..


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 00:08
المحور: الادب والفن
    



تهادت في مشيتها الواثقة لتلتقي به وتصافحه وتعانقه بحرارة مشبوبة للقاء , وما أن وصلت حتي اقتربت منه وجلست علي صخرة من صخوره واستقبلته بشوق لايدانيه شوق وهمست إليه , فانفرجت أساريره وتبسم بإشراق , فسرت اساريرها حينما رأته بل شاهدته وشاهدت إنفراجة اساريره , وكأنه عشيقها الأوحد الذي لايوجد عشيق غيره , وحبيبها المتفرد الذي لايدانيه حسبيب , ولما لا ؟ : فهو من تشكوا إلي أمواجه الرائحة الغادية , ولا تغادره لمكان آخر لكي تشي وشاية للواشين والحاسدين , وتبث همومها وأسرارها لمحاراته وأصدافه , ولا تأمل في لؤلؤه , فمن إمتلكت البحر فقد إمتلكت مايحتويه , وهي علي درجة من الرضا والقناعة التامة بقبوله لها عشيقة وحبيبة وصديقة مخلصة , فماذا تريد منه غير ذلك ؟!
واستأذنت من البحر بلطف العشيقة وتودد الحبيبة بأن تقيم وتسكن بجواره طوال حياتها , فوافق البحر وأذن لها , فشرعت في بناء كوخ حجري من حجارة البحر الجميلة من بقايا المرجان , وزينته بالأصداف والمحار , وجعلت بابه في وجه باب البحر , وصنعت كوات صغيرة دائرية تري منها القمر حال ولادته وحتي إكتماله بدراً , وإلي أن يولد من جديد إنتظاراً لإكتماله بدراً كاملاً , فلها مع إكتمال القمر , والبحر والأمواج ونسائم البحر في شهر مارس آذار حكايا وحكايا لاتنتهي ولاتمل من حكاياها للبحر ووشوشتهالأصدافه ومحاراته , ولأنها عاشقة والهة فيحق لها أن تعشق كل الحالات التي يكون عليها البحر سواء في الليالي المقمرة أو الليالي ذات النجوم الزاهرة أو الليالي المظلمة الحالكة , فهي في هذه الليالي تسرح بخيالاتها وتسافر إلي أماكن بعيدة في سراديب الروح , وحشايا القلب , وتفتش في أقبية العقل وبراحاته اللانهائية , فتجد أنها في هذه الليالي وكأنها تتهيأ للولادة من جديد لتكون عروساً للبحر , ليست كأي عروس , وبالفعل هي كذلك , فمن حقها أن تتهادي في مشيتها وتتمايل بخطوها كتمايل موجات البحر في الرواح والعودة , وهي سامقة باسقة كغصن بان نضج واكتمل بنيانه وصار علي قوة وقدرة واحتمال , فلا تهن به رياح , ولا تقدر عليه أنواء أو أعاصير , وقدماها الحسناوان المقدودان وكأنهما شمع مصبوب بقالب منحوت من الروعة والإبداع وهما ثابتتان ثبوت الجبال الشم الرواسي وخصر منحوت منحول يفصل مابين الاعلي بعقل واع مستنير بإستنارات مبدعة مستوعبة للإنسان واحتياجات روحه وعقله وجسده , ولما هو موجود , وماذا يريد ؟, وكأنها محددة أهدافها في الحياة بعناية فائقة , كمن توقن بأنها ستحقق ما حددته من مطالب أو أهداف , وهي علي قدر من الوعي للتفرقة بين المطالب والأهداف , فليس كل مطلب هدف , وليس كل هدف مطلب , فالأهداف لديها تحتاج إلي رؤية متعاظمة حسب قيمة الهدف بالنسبة لها , وحسب أمثولته ومقارناته بالقيم والمثل العليا , ونصفها الآخر لم يكن ينظر إليه علي أنه مستودع للشرف والكرامة , لأنها أيقنت أن الشرف يبدأ من العقل وينتهي إليه , ومن لايمتلك شرف عقله , فحتماً سيفتقد شرف بمفهوم آخر مرهون علي ناصية نزوات ورغبات وشهوات الغير منتمين لقائمة شرفاء العقل , ولكنها أرادت أن تعلن عن حبها وهيامها وعشقها اللامحدود للبحر وعبقه وتاريخها معه وكأنها حورية من حورياته , متخذة قراراً بأن تكون راهبة عاشقة للبحر لتتخذ من كوخها البحري سكناً مواجهاً لوجه البحر تتأمل ملامحه وتقرأ طالعه وتهسهس إليه ليلاً وتهمس له نهاراً وتبث بأسرارها وكوامنها إليه , فهو وحده الجدير بهذا القلب , وهو وحده صاحب الإستحقاق الأول والأخير للإقتران بعقلها وروحها , فهل سيستمر هذا الخلود أم ستشي وشايات الواشين ووسوسة الشياطين لإفساد ماتم بينها وبين البحر ؟!
مازالت تتمني وتتمني أن لايعلم بأمرها واش , ولا بعشقها كاره , وهاهي وكأنه همها الأوحد الحفاظ علي البحر والسر !



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألبوم صور
- إلي .. كمال طارق خلوي .. .. .. !؟
- كٌن أنت ..
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- ربع إمرأة ..
- تحريم طباعة المصاحف بين الفتوي والفرمان .. والحبر النجس !!
- زيارة سفير إسرائيل لمنزل عكاشة .. والسؤال الجدير بالإجابة !!
- سعيد الشحات ينشر رسالة عن موقف بطولي للعقيد ياسر حسن عصر
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه :
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه : عن نعي ياسر برهامي ل ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة صانع الزعامات ورجل الصف الثاني ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة .. صانع الزعامات ورجل الصف الثا ...
- مقاطع .. والحبر في إصبعه ..
- غيبوبة إرادية
- كرامة الإنسان
- الأدب ومجابهة التطرف والإرهاب .. البعد الغائب
- ثنائية العروبة والإسلام : عوامل التفتت وأدوات الهدم !


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - هي والبحر ..