أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - ربع إمرأة ..















المزيد.....

ربع إمرأة ..


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


لعلها ممن ارتكنوا إلي إرادة القدر وتناست إرادتها , وخبأت إنتكاساتها خلف ستائر القضاء والقدر والمشيئة والقدرة , مدعية أن كل ماحدث وماسيحدث لها مرهون بتلك الإرادة حين حدوثه أو حال امتناع حدوثه , فهي كملايين النساء المقهورات إجتماعياً وحسب مسطرة المفاهيم الدينية للمشايخ وعلماء الدين فإنها عورة وأنها حرمة , وإنها الحرام , ولذلك فقد صنعوا لها في الماضي جناح خاص يسمي الحرملك في قصور الملوك والأمراء والنبلاء , وهكذا تستمر مسيرتها كمسيرة ملايين النسوة المقهورات , لدرجة أنها في أحيان كثيرة تلعن نون النسوة وكافة مرادفاتها ومشتقاتها وتراكيبها اللغوية , واتخذت التمرد علي أنوثتها أسلوب حياة , وبدأت في تفعيل التمرد علي الواقع الكائن به أنوثتها البضة عالية الصبا والنضج الأنثوي بجانب عقلها الوثاب الذي يدير كل الأمور الحياتية الخاصة بها بجزالة ويسر , وحينما تتحدث فكأنما هناك موصلات بين مايدور بعقلها من أفكار ورؤي وتصورات وتاريخ الأشياء والأحداث يتم استجلابه علي طرف لسانها فتتحدث بلاتلعثم أو تردد أو توقف حال اللجلجة في الحديث وهروب المعاني , فهذه إمرأة مصيبتها الوعي بذاتها كأنثي ناضجة , والوعي بواقعها المأزوم والمهووس بنون النسوة , ولها مواقف كثيرة مع هؤلاء المرضي المهوسوون بالنساء مهما علا قدرهم أو ارتفع مؤشرهم في السلم الإجتماعي والوظيفي , ففي نهاية الأمر ينحرف الحديث عن مجالات السياسة والفنون والآداب ليلوي علي عقبيه بألوان مفضوحة من المكر الذي يختبيء خلف ستارته المكشوفة ألوان من المنكرات الإجتماعية والمحرمات الدينية , وهذه الوقائع كانت تجعلها تتشبث بعقيدة التمرد علي ذاتها وعلي واقعها المليء بأحداث مأزومة حتي حينما تزوجت من أحد الأشخاص زواج تقليدي تمت مراسيمه بشروط الواقع وعلي مقياس مسطرة العورة والحرام وارتضت ظنأ منها أنها تمتلك طاقة جبارة من مفردات الذكاء الإجتماعي وتأثيرها العقلي والعاطفي الجميل علي تغيير مفردات الزواج لتنتج مؤسسة أسرية مؤمنة بالشرف العقلي والكرامة العقلية قبل الإيمان المصنوع علي مقياس مسطرة مصنعة تصنيعاً ارتضاه الأوصياء من الأدعياء موظفي السماء , إلا أنها اصطدمت مع عقلية جاهلية لاتؤمن إلابشرف الجسد وكرامة الجسد بلا أدني إعتبارلشرف العقل الذي هو أساس لشرف الجسد وكذلك أساس لكافة التكاليف الدينية بداية من الإيمان بالمعتقد وصولاً لكافة أوامره ونواهيه , فكان الإنفصال الجسدي الذي سبقه الإنفصال الروحي لتبدأ حالة حرب ذكورية معلنة ضدها في طلبها لبيت الطاعة بطريقة وأسلوب مدعي بتماسهما مع الشرع والقانون , مع أن إعلان الطاعة بمثابة لون من ألوان العبودية والإستعباد للرجل الفاقد لشرف وكرامة عقله المريض بجسد الأنثي وكافة عوراتها حتي وإن كانت الأنف أو الأذنين والفم وأصابع اليدين والقدمين لتنتهي بتغمية عين وترك الأخري .. ودخلت محكمة الأسرة لثاني مرة في حياتها فالأولي كانت بشأن إعلام وراثة لوالدها حال وفاته وتركها يتيمة الأب لتشعر بأنها تواجه الدنيا وحدها من غير معين , والأن من غير زوج لتستقبل حملة من الإشاعات من والد طفليها الذي يكمن همه الوحيد في تطليقها من غير خسائر مادية حتي وإن كانت تمس شرف جسده وكرامته قبل شرفه العقلي المفقود , وحتي إن تنازلت عن طفليها وتركت نفقتيهما وكأنها تنازلت عنها بالرغم من كونهما يعيشان معها وهي متنازلة عنهما وعن نفقتيهما لصالح زعيم الأسرة الذكورية الأبوية , وهذه هي فلسفة أصحاب الشرف والكرامة المدعاة ممن يحرمون عمل المرأة واختلاطها بالرجال لدرجة أنهم أرادوا أن تكون أسواق خاصة بالنساء والرجال وصولاً للتعليم ووسائل المواصلات ..
ولذلك فهي مازالت تعاند ذاتها بعد أن حصلت علي حكم بتطليقها خلعاً وتنازلت عن نفقة العدة والمتعة ومؤخر الصداق , لدرجة أنها لم تتحصل علي أي منقولات خاصة بها لأنها لم ترغب في كتابة قائمة منقولات زوجية فانصاع لها الأهل والأقارب في ذلك , وبدأت تشق طريقها في الحياة وهي لاتمتلك شيء من أسباب الحياة , فبدأت تفكر في عمل يدر عليها دخلاً يكفيها وطفليها , وكان لها ما أرادت , ففي ظهيرة أحد أيام أبريل / نيسان دخلت إحدي الشركات متوجهة لرئيس مجلس إدارتها بناء علي توصية من أحد المعارف , فكان لقاءاً مشهوداً له بالأدب الجم والإحترام العميق , وحماية النساء الضعيفات المقهورات من غوائل الزمن وأبالسة البشر ممن يتقنعوا بأقنعة الإنسان ولهم وجوه شيطانية , إلا أنها أحست أحاسيس غريبة ومشاعر مريبة لاتخطئها بحدسها الأنثوي الكاشف والفاضح لأدعياء الطهارة والشرف والعفة والإستقامة , فكلما تحدث رئيس مجلس الإدارة بحديث عن الشرف فكأنها تري بين ثنيات الحديث أنه عديم الشرف , وإذا تحدث عن الكرم شمت رائحة البخل والكزازة , وماهي إلا أيام لم تقترب من حدود الأسبوع فكان أن تأكد لها شيطانية هذا الرجل الدعي للإيمان والذي أراد أن يتزوجها ويرعاها ويعول طفليها شريطة أن يكون هذا الزواج في السر بالرغم من علمها أنه متزوج بأربع نسوة لتكون هي الخامسة أو العاشرة بعقد زواج غير موثق لدي الدولة وغير مضمون العاقبة حسب شرائط المجتمع المهووس بالجنس ومفردات الشرف المزيفة , وذلك في حالة الحمل والولادة , إلا أن إحدي النساء اللاتي كن يعملن بهذه الشركة حذرتها من هذا الرجل الذي بني مسجداً بالشركة واقتطع منه جزءأ ليكون مصلي للنساء العاملات بالشركة , ويقوم بفعل الخيرات إلا أنه بالرغم من ذلك كان يعمل بالدياثة وتاجر نشيط في الرقيق الأبيض , بالرغم من أنه لم ينجب ولن ينجب علي الإطلاق حسب التقارير الطبية الموثقة علمياً , ويستخدم المظاهر الدينية ستار للتخفي عن جرائمه اللاأخلاقية التي يقشعر لها بدن شرفاء العقل والأخلاق والضمير وتذكرت مقولته لها في مكتبه حينما قرر لها أنه مازال نصف رجل , فما كان منها إلا أن ردت عليه مقررة له بأنها : ربع إمرأة ..
, وفي آخر لقاء لها بمكتبه أخرجت سيجارة من حقيبة يدها وأشعلتها ونفثت دخانها بوجهه الذي تعلوه زبيبة الصلاة , وتحدث إليها بصوت الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر محاولاً منعها من التدخين وكأن الدياثة و تجارة الرقيق الأبيض مباحة وحلال ديناً , ولأن التدخين حرام شرعاً !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريم طباعة المصاحف بين الفتوي والفرمان .. والحبر النجس !!
- زيارة سفير إسرائيل لمنزل عكاشة .. والسؤال الجدير بالإجابة !!
- سعيد الشحات ينشر رسالة عن موقف بطولي للعقيد ياسر حسن عصر
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه :
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه : عن نعي ياسر برهامي ل ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة صانع الزعامات ورجل الصف الثاني ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة .. صانع الزعامات ورجل الصف الثا ...
- مقاطع .. والحبر في إصبعه ..
- غيبوبة إرادية
- كرامة الإنسان
- الأدب ومجابهة التطرف والإرهاب .. البعد الغائب
- ثنائية العروبة والإسلام : عوامل التفتت وأدوات الهدم !
- ثنائية العروبة والإسلام .. والقضايا المؤجلة !
- يقتل خاله ليدخل الجنة !
- طريق جبل الحلال : استئصال طريق الغواية
- تفكيك المشهد المصري .. دراسة موجزة ..
- الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!
- عن تصريح رئيس محكمة الجنايات , وضرورة المؤتمر الشعبي العام ! ...
- حالة تصوف فلسفي
- غياب مفهوم العدالة


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - ربع إمرأة ..