أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - قراءة في رواية -المطرودون- للأديب معمر بختاوي














المزيد.....

قراءة في رواية -المطرودون- للأديب معمر بختاوي


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


المتخيل السردي
قراءة في رواية "المطرودون" للأديب معمر بختاوي
د. محمد يوب.

1- مقدمة
"أهكذا تهزمنا الأيام ضدا على إرادتنا؟أهكذا نكون ضحية لمن بيدهم قرار الطرد ويتحكمون في مصيرنا؟ أينتصر قرار الموت أم قرار الحياة؟هم الذين يحددون"
بهذه العبارات القاسية و المؤلمة يستهل الأديب معمر بختاوي رواية "المطرودون"؛ التي اختصر فيها مجمل تاريخ المغاربة الذين طردتهم الحكومة الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي؛ورمت بهم إلى الحدود المغربية الجزائرية في ظروف قاهرة و قاسية؛ "دون متاع؛أوغطاء وسط برد قاس" تصرف أرعن طائش لم يعرف له المحللون أي تفسير؛ ولم يجد له السياسيون أي مبرر؛ سوى أن مَن قام بهذا الفعل المنكر القبيح؛عبر فيه عن غل وحقد في نفسه الأمارة بالسوء؛ بعيدا عن منطق العقل؛ وأخلاقيات الكائن البشري المبصر والمتمعن في حقيقة الحياة.

2- دلالة المكان المتغير
تهتم الدراسات النقدية بالمكان باعتباره عنصرا قصصيا يرتقي بكونه مجرد إطار تتنزل فيه الأحداث؛ليقترن بوظائف يضطلع بها في نسيج السرد وفي علاقته المتشابكة مع عناصر السرد الروائي كالوصف و الزمان و الأشخاص وتشخيص مؤثثات الفضاء الروائي الأخرى.
وفي رواية "المطرودن" للأديب معمر بختاوي نجد للمكان أهمية كبيرة؛ لأنه هو محور الرواية وبؤرة الحديث فيها؛ لأن الشخصيات فيها عاشت في مكان/الجزائر وهو المكان المركزي لتجد نفسها في مكان آخر غريب ومتنوع ،حيث إننا عندما نقرأ رواية "المطرودون" نشعر وكأننا نقلب صفحات من التاريخ المأساوي لفئة عريضة من المغاربة الذين ولدوا وعاشوا في الجزائر؛ في أحضان أسرهم وعائلاتهم؛لكن في لحظة من الزمن وجدوا أنفسهم في مكان غير المكان؛ بقرار سادي متهور؛ قضى فيه على آمال وأحلام فئة عريضة من مخلوقات بشرية؛ استأنست دفء الأسرة وحنان الأهل لتجد نفسها في لحظة طيش خارج الزمان وخارج المكان؛على حدود المغرب ليزحفوا في أمن وأمام إلى أحضان المغاربة في وجدة وفي أماكن أخرى في المغرب..
والمكان في الرواية يظهر ضمنيا من خلال العنوان، ومن خلال اللوحة المؤثثة للغلاف؛ حيث "المطرودون" مطرودين من مكان ما؛ وهو مدينة "وهران" وبالضبط من "حي حمرية" حيث "بدأ البوليس و الدرك والجيش بترحيل الناس عبر أفواج؛ في حراسة مشددة؛ ومن لم ينصع للأوامر ضُرب بعنف وقسوة" ليجدوا أنفسهم على الحدود ليبدأ المكان الجديد ويرتكن المكان القديم في الذاكرة؛ ويصبح مجرد منبع لاسترجاع الذكريات؛ يستقي منها السارد عالمه المتخيل الذي اختمر جيدا في الذهن ثم نقله أدبا بعدما كان واقعا حقيقيا؛ إنها ذكرياته في الجزائر التي حل بها المغاربة من أجل الدفاع عنها ضمن جيش التحرير في ثلاثينيات القرن الماضي.
لقد تحول المكان في رواية "المطرودون" من مجرد فضاء لأحداث الرواية ولشخصياتها إلى قضية إنسانية ووطنية... حيث أصبح المكان بطلا أساسيا في الرواية؛ بطلا حيا ينمو ويتطور بتطور الأحداث والشخصيات؛ والمساعد في هذه الحركية وهذه الحيوية هو لغة السرد المتحركة التي تتبع الشخصيات وهي تصف المكان في كل تجلياته؛ وتحول الجماد إلى كائن حي فيه روح وأحاسيس إنسانية؛ لقد تحولت وهران في الرواية إلى فراغ مفزع لا أثر فيه للحياة بعدما كانت مصدر السعادة لسكانها من المغاربة والجزائريين.

-3الرواية كفن للزمن
إن الرواية هي فن الزمن؛ وفي رواية "المطرودون" يبدو أن الزمن فيها طويل؛ زمن ممتد في الوجود يسكن السارد ولا يغادره لحظة من اللحظات؛ نحس وكأن أثر الزمن بادية على الأحداث وعلى الشخصيات وعلى الفضاءات المحيطة بهذه الشخصيات.
و الزمن كذلك من المؤثثات الأساسية في الرواية يسكن الشخصيات وتسكنه؛ يتصف بالبقاء والبطء؛ وكأنه الحياة متباطئة ومتراخية؛ تجد الأحداث أمام مرأى من عين السارد و من عيون الشخصيات المساعدة على تقديم أدوار هذه المشاهد الروائية.
فالزمن هنا في الرواية وجودي ينطلق من الحاضر لاستحضار الماضي؛ واستشراف المستقبل؛ حيث هذا الزمن الأخير يطول ويتمدد بشكل سرمدي يتمدد ليُزمن الأحداث فتتأثر به الشخصيات؛ فيصبح شيئا محسوسا ملموسا تسمع الشخصيات حركاته الوهمية التي تراها في غيرها من الشخصيات؛ وفي الفضاء الذي تعيش فيه.
وأخيرا نقول بأن رواية "المطرودون" هي عبارة عن رواية تستقي أحداثها من التاريخي المعيش الذي عاشته فئة من المغاربة الذين هاجر أجدادهم من المغرب إلى الجزائر للدفاع عن العرض وعن الأرض؛ لكن الحكم الجائر الأرعن الذي صدر في حق المغاربة بطردهم شر طردة؛ والتنكيل بهم وهتك عرضهم كان هو جزاؤهم وهو ثمن المعروف الذي قدمه أجدادهم لتحرير أرض الجزائر؛ وكانت الرواية بمثابة توثيق أدبي حيّ وحيوّي أفضل من سلسلة كتب في التاريخ.



#محمد_يوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرية القصة القصيرة
- تقاطعات الواقعي والخيالي
- نسقية المتن القصصي القصير
- القصة القصيرة والتقطيع السينمائي: قراءة في (زمن عبد الرؤوف) ...
- الرواية والهُوية
- الأدباء المثليون...النص والمنهج؛ أي قراءة؟
- القصة القصيرة السفر في الفضاء الورقي
- القصة القصيرة برائحة العطر
- التراث النقدي عند العرب وعملية المثاقفة
- حالة مابعد التخلف
- نظرية التخييل من الفلسفة إلى البلاغة
- اسم العربة...تاريخانية الرواية
- وهم الأصول
- نقد وحشي
- اتحاد الفيسبوكيين العرب
- فلسفة الفعل التواصلي عند هابرماس
- نظرية التلقي والتأويل في النقد الأدبي عند العرب
- حالة ما بعد الحداثة
- تُخمة
- دينامية النص القصصي وسلطة الأشياء قراءة في -موال على البال- ...


المزيد.....




- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...
- -حول تعريف البطل الحقيقي-.. إليكم ما نعرفه عن فيلم -درويش- و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - قراءة في رواية -المطرودون- للأديب معمر بختاوي