أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - الأدباء المثليون...النص والمنهج؛ أي قراءة؟














المزيد.....

الأدباء المثليون...النص والمنهج؛ أي قراءة؟


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 01:26
المحور: الادب والفن
    


الأدباء المثليون
النص والمنهج؛ أي قراءة؟
1- تمهيد
في حديث مع أحد الأصدقاء؛ قلت له إنني أفكر في كتابة مقال عن المنهج النقدي الذي يتناول أدب المثليين؛ رد علي قائلا: (بعيد عنك .. نفسيات مريضة .. اللهم احفظنا من كل سوء) حينها علمت أنني سأدخل في مغامرة غير محسوبة؛ حيث إذا كان صديقي المثقف لم يتقبل الكتابة عن هذا الموضوع؛ فما بالك بقراء آخرين بسيطي المعرفة.
2- المثلية؛ تصورات ومفاهيم
يعتبر الشذوذ الجنسي أو المثلية؛ من الاضطرابات السلوكية والنفسية؛ وهي ليست وليدة ظروف العصر وتعقيداته؛ وإنما تعود إلى عصور قديمة قدم الكائن البشري. وقديما كان الناس يفسرون الظاهرة بأنها تعود إلى وجود أرواح شريرة تدخل الجسم البشري؛ مما يسبب اضطرابات نفسية وسلوكية مختلفة عن سلوكيات أفراد المجتمع؛ تستدعي تدخل رجال الدين والمشعوذين للعلاج بواسطة الأعشاب والأدعية المناسبة لكل حالة؛ وفي حال عدم تماثلهم للعلاج يسجنون المصابين في الأضرحة أو يحكمون عليهم بالموت حرقا.
لكن في القرن السادس عشر بدأت تعلو بعض الأصوات التي تعتبر أن هذه الحالات بأنها مرضية وليست مُسوسٌ شيطانية؛ ومن أهم الباحثين الذين اعتبروها حالة مرضية نذكر الطبيب الألماني جوهان وييرjohan weyer مؤكدا على النظرية العلمية في تفسير الأمراض النفسية والعقلية؛ وبعده بدأت الحركات الاصلاحية الطبية مع فيليب بينيل phillipe binel الذي فك الأمراض النفسيين من أغلالهم وأدخلهم المستشفى وعاملهم معاملة حسنة؛ ثم توالت الأبحاث النفسية للشذوذ الجنسي؛ وخاصة في القرن التاسع عشر والقرن العشرين؛ وفسرته تفسيرا علميا؛ قد يكون مرضا عضويا يردُّ السلوك الشاذ إلى أسباب عضوية انحصرت في أمرين هما: تلف في الأنسجة أو اختلال كيميائي في المخ؛ أو أسباب نفسية التي ترد السلوك الشاذ إلى التعلم المنحرف؛ أي تعلم أنماط منحرفة من السلوك. وهناك من يرجع السبب إلى خلل مؤقت يحدثُ في أعصاب المثليين في فترات مختلفة يتخلصون منها بإرخاء جسدهم بهدوء ودون مقاومة لمساعدة أعصابهم على العودة لحالتها الطبيعية.
وترتبط المثلية دوما بالرذيلة المحرمة عرفا وشرعا؛ ومن يمارسها يعتبر منبوذا أخلاقيا في مجتمعه؛ مما يجعله متواريا عن الأنظار؛ يعيش في الهامش ودائما معرض للسخرية اللاذعة؛ وكثيرا ما يتعرض للاعتداء اللفظي والجسدي.
3- أنواع المثلية الجنسية
• المثليون: يمارسون الجنس مع نوعهم (ذكر+ ذكر) و (أنثى + أنثى)
• الأسوياء والمثليون
• زنا المحارم: يقوم أحد أفراد الأسرة الواحدة بممارسة الجنس مع عضو آخر فيها.
• الشذوذ الجنسي مع الحيوانات
• الشذوذ الجنسي باستخدام الأدوات المتاحة لتلبية الرغبة
• الشذوذ الماشوسي: رغبة أحد الطرفين وعشقه في التعذيب أثناء الممارسة الجنسية.
• الشذوذ السادي: التعذيب الذي يمارسه أحد الطرفين تجاه الطرف الثاني أثناء الممارسة الجنسية.
• الغلمانيات: ممارسة الجنس مع الأطفال.
• الشذوذ الجنسي مع الكبار من النساء والرجال
• الشذوذ الجنسي السيكولوجي: أن يولد الطفل وفيه العضوين الذكر و الأنثى فتكون لديه الرغبة في تغيير الجنس من الذكر إلى الأنثى أو العكس.

4- المثلية والإبداع الأدبي
إن هناك ارتباطا بين الصحة النفسية والإبداع الأدبي؛ إلى درجة أن هناك من يقول بأن المرض النفسي والعقلي يستهدف المُبدعين؛ ففي أوربا الحديثة استطاع أدباؤها فضح أنفسهم؛ واعترافهم باستسلامهم لنوازعهم الشاذة مثلما فعل جان جيني الذي عبر عن تدمره من المجتمع ومن القهر والعهر الاجتماعي الذي عانى منه كثيرا ودفع به إلى الافصاح عن حقائق كثيرة لم يستطع أدباء آخرون التعبير عنها؛ وبالرغم من شذوذه فإن تاريخ الأدب العالمي سجله من بين الأدباء العظام الذين عرفهم التاريخ. وفي أدبنا العربي هناك ما يعرف بالغلمانيات أي الأدب الذي كتب عن الغلمان؛ كما نجد عند أبي نواس وغيره من الشعراء.

و تتصف كتابة الشواذ باختيار الألفاظ الناعمة المكسوة بالمشاعر الإنسانية التي تستدرج اهتمام القراء وتدفعهم إلى الاعتراف بكتاباتهم؛ وفي كثير من الأحيان يكتبون عن الفئات المضطهدة والمقموعة رغبة منهم في كسب المزيد من القراء؛ وكسب تعاطفهم مع كتاباتهم.
و هناك من يرى بأن المثلية في الإبداع تأتي من مثلية المبدع نفسه حيث إنه يستسلم لنوازعه الخاصة؛ وهوى نفسه دون أن يحس أو يشعر فيها بأدنى عيب أو غضاضة؛ وهو بهذا يقدم أدبا مسموما يحمل بذورا منحرفة وفكرا هشا ولايحمل رسالة فريدة وسامية ويعتبر أدباً غير سوي نظرا لفكره غير الطبيعي.
المنهج وآليات التعاطي مع أدب المثليين
كما جاء في ما سبق إن المثلي هو الإنسان المخالف والمختلف في هيئته وشكله وأفعاله وحركاته؛ قد يلقى نوعا من القبول والاستحسان وقد يلقى رفضا واستهجانا عندما يرفضه المجتمع وأفراده.
هذه نظرة الإنسان العادي؛ لكن نظرة الناقد تختلف؛ فهو يصطف الى جانب النص؛ ينظر إلى الأعمال الأدبية باعتبارها إبداعا مختلفا يكتب عن معاناة شخصية يعبر عن ألم وحزن مثليته يفصح عن مكنونات نفسه المريضة بفصاحة مبينة تبهرنا بصدقتيها وبفكرها الغريب.
إن الناقد الأدبي لا يهتم بفلسفة المثلية في كتابات الأديب المثلي كقضية مقنعه؛ وإنما يتعامل مع الكتابة الأدبية كنص خارج ذات المؤلف؛ إنه لا يجهد نفسه و يهدر وقته في تنظيف جلابيب الأدباء المثليين؛ وإنما يهتم بدراسة الأعمال الإبداعية بمناهج نقدية وآليات إجرائية تتلاءم والنص المدروس.
محمد يوب
ناقد أدبي



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة القصيرة السفر في الفضاء الورقي
- القصة القصيرة برائحة العطر
- التراث النقدي عند العرب وعملية المثاقفة
- حالة مابعد التخلف
- نظرية التخييل من الفلسفة إلى البلاغة
- اسم العربة...تاريخانية الرواية
- وهم الأصول
- نقد وحشي
- اتحاد الفيسبوكيين العرب
- فلسفة الفعل التواصلي عند هابرماس
- نظرية التلقي والتأويل في النقد الأدبي عند العرب
- حالة ما بعد الحداثة
- تُخمة
- دينامية النص القصصي وسلطة الأشياء قراءة في -موال على البال- ...
- بناء الشخصية الروائية قراءة في رواية الرهائن للأديب محمد صوف
- صدى سيرة ذاتية 1
- جغرافية اللغة وأسلوبية المكان
- يارا وأخواتها -------------
- سوق النخاسة
- رسالة إلى الرفيق الأسفل


المزيد.....




- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - الأدباء المثليون...النص والمنهج؛ أي قراءة؟