أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - وهم الأصول














المزيد.....

وهم الأصول


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 12:57
المحور: الادب والفن
    


وهم الأصول
-----------
هناك قناعة راسخة في أذهان كثير من النقاد العرب أن السرد القصصي له أصول ثابتة في التراث العربي؛ وهو موجود في حكايات ألف ليلة و ليلة ؛ ومقامات بديع الزمان الهمداني؛ وفي السرد التاريخي؛ وفي الحكاية الشعبية الشفوية؛ والمكتوبة.....وبهكذا تصور يرتمون بشكل أورتودكسي في أحضان التراث؛ ويعيشون وهم الأصول؛ ومن بين هؤلاء النقاد نجد الدكتور عبد الله إبراهيم الذي مازال يبحث عن القصة في التراث العربي القديم عند الجاحظ وغيره.
حقيقة إن السردية العربية لم تعرف مصطلح (السرد القصصي) بالمعنى الحديث وإنما عرفت مصطلحا آخرهو (قَص) بفتح القاف، وهي مشتقة من قَص يقُص قصا وقصصا؛ بمعنى أورد، ولها كذلك معنى؛ (الخبر) أي أورد الخبر؛ إن القصة انطلاقا من هذا المنظور وردت في التراث العربي بمعنى؛ ذكر الخبر وتتبعه؛ حيث القاص هو الذي يأتي بالخبر وينقله بواسطة سردياته.
وأغلب الدراسات التي كتبت حول السرد القصصي؛ ظلت لوقت طويل وثيقة الصلة بصراع التأويلات الأيديولجية على عمق لاهوتي فيه كثير من التأثر بالدراسات الفقهية؛ القائمة على أسس ومبادئ الرواية و السند و اللوازم الضرورية لفعل الحكي القديم.
والقصة هنا تختلف عن القصة الفنية التي تتغير طرق كتابتها حسب تغير البنية السوسيوثقافية لكل مجتمع وحسب ما تفرضه تحولات المزاج الفكري العام و ثقافة الكاتب. وقد اطلع عليها العرب عندما انفتحوا على السرديات الغربية؛ فتحورت اللفظة إلى القصة بكسر القاف و أصبحت تعني الكتابة القصصية. وكانت حاجة الأدباء العرب إلى مثل هذا النوع من الكتابة ملحة وخاصة بعد التحولات التي رافقت الوعي العربي منذ هزيمة 1967 وما لحق بالعالم العربي من انكسارات وخيبات؛ فضلا عن تأثير تيار الوعي وتقنيات السرد الحديثة التي عززت الانقلاب إلى الداخل وجعلت القاص (يغني غناء مباشرا مسموعا لأنه يصف حالة عقله؛ وعواطفه وانفعالاته إزاء العالم و الأشياء)
وإذا تتبعنا (القصة ) عبر العالم نجدها تتجدد بحسب ما تفرضه مستجدات العصر وما توحي به اجتهادات كتابها الذين ثاروا على أسلافهم الذين بقوا مخلصين لسيستيم الكتابة الواحدة؛ حيث إن هناك من الكتاب الذين بقوا مخلصين للقولة المشهورة (الكاتب لا يكتب إلا رواية واحدة) أي أن صيرورة زمن الكتابة ظلت عاجزة عن مسايرة أشكال الكتابة القصصية المتجددة؛ كما أن القصة إبداع ينبغي أن يفجر الطوطيم ويكسر النموذج الذي يحنط العمل القصصي ويقتله وكأن الكتابة القصصية ممارسة دينية كهنوتية لا تستقيم إلا إذا كانت مخلصة لعباءة الجاحظ وقداسة التراث.
محمد يوب



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد وحشي
- اتحاد الفيسبوكيين العرب
- فلسفة الفعل التواصلي عند هابرماس
- نظرية التلقي والتأويل في النقد الأدبي عند العرب
- حالة ما بعد الحداثة
- تُخمة
- دينامية النص القصصي وسلطة الأشياء قراءة في -موال على البال- ...
- بناء الشخصية الروائية قراءة في رواية الرهائن للأديب محمد صوف
- صدى سيرة ذاتية 1
- جغرافية اللغة وأسلوبية المكان
- يارا وأخواتها -------------
- سوق النخاسة
- رسالة إلى الرفيق الأسفل
- بائعة الهوى على أبواب الليل
- السردية العربية بين الأصالة والمعاصرة
- المفارقة في القصة القصيرة جدا
- جمالية تداخل الأجناس والبحث عن فائض المعنى
- المتخيل السردي: قراءة في رواية المطرودون للأديب معمر بختاوي
- الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار
- الشخصية الثائرة والبعد التراجيدي في رواية - الثائر- للأديب م ...


المزيد.....




- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - وهم الأصول