أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - المتخيل السردي: قراءة في رواية المطرودون للأديب معمر بختاوي














المزيد.....

المتخيل السردي: قراءة في رواية المطرودون للأديب معمر بختاوي


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


المتخيل السردي
قراءة في رواية المطرودون
للأديب معمر بختاوي
1- مقدمة
"أهكذا تهزمنا الأيام ضدا على إرادتنا؟أهكذا نكون ضحية لمن بيدهم قرار الطرد ويتحكمون في مصيرنا؟أينتصر قرار الموت أم قرار الحياة؟هم الذين يحددون"
بهذه العبارات القاسية و المؤلمة يستهل الأديب معمر بختاوي رواية "المطرودون"؛ التي اختصر فيها مجمل تاريخ المغاربة الذين طردتهم الحكومة الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي؛و رمت بهم إلى الحدود المغربية الجزائرية في ظروف قاهرة و قاسية؛"دون متاع؛أوغطاء وسط برد قاس" تصرف أرعن طائش لم يعرف له المحللون أي تفسير؛ ولم يجد له السياسيون أي مبرر؛ سوى أن مَن قام بهذا الفعل المنكر القبيح؛عبر فيه عن غل وحقد في نفسه الأمارة بالسوء؛بعيدا عن منطق العقل؛وأخلاقيات الكائن البشري المبصر و المتمعن في حقيقة الحياة.
2- دلالة المكان المتغير
تهتم الدراسات النقدية بالمكان باعتباره عنصرا قصصيا يرتقي بكونه مجرد إطار تتنزل فيه الأحداث؛ليقترن بوظائف يضطلع بها في نسيج السرد وفي علاقته المتشابكة مع عناصر السرد الروائي كالوصف و الزمان و الأشخاص وتشخيص مؤثثات الفضاء الروائي الأخرى.
وفي رواية "المطرودن" للأديب معمر بختاوي نجد للمكان أهمية كبيرة؛ لأنه هو محور الرواية وبؤرة الحديث فيها؛ لأن الشخصيات فيها عاشت في مكان/الجزائر وهو المكان المركزي لتجد نفسها في مكان آخر غريب ومتنوع ،حيث إننا عندما نقرأ رواية "المطرودون" نشعر وكأننا نقلب صفحات من التاريخ المأساوي لفئة عريضة من المغاربة الذين ولدوا وعاشوا في الجزائر؛ في أحضان أسرهم وعائلاتهم؛لكن في لحظة من الزمن وجدوا أنفسهم في مكان غير المكان؛بقرار سادي متهور؛ قضى فيه على آمال وأحلام فئة عريضة من مخلوقات بشرية؛ استأنست دفء الأسرة وحنان الأهل لتجد نفسها في لحظة طيش خارج الزمان وخارج المكان؛على حدود المغرب ليزحفوا في أمن وأمام إلى أحضان المغاربة في وجدة وفي أماكن أخرى في المغرب..
والمكان في الرواية يظهر ضمنيا من خلال العنوان؛و من خلال اللوحة المؤثثة للغلاف؛حيث "المطرودون"مطرودين من مكان ما؛ وهو مدينة "وهران" وبالضبط من "حي حمرية" حيث "بدأ البوليس و الدرك و الجيش بترحيل الناس عبر أفواج؛في حراسة مشددة؛ومن لم ينصع للأوامر ضُرب بعنف وقسوة" ليجدوا أنفسهم على الحدود ليبدأ المكان الجديد ويرتكن المكان القديم في الذاكرة؛ويصبح مجرد منبع لاسترجاع الذكريات؛يستقي منها السارد عالمه المتخيل الذي اختمر جيدا في الذهن ثم نقله أدبا بعدما كان واقعا حقيقيا؛إنها ذكرياته في الجزائر التي حل بها المغاربة من أجل الدفاع عنها ضمن جيش التحرير في ثلاثينيات القرن الماضي.
لقد تحول المكان في رواية "المطرودون" من مجرد فضاء لأحداث الرواية ولشخصياتها إلى قضية إنسانية ووطنية...حيث أصبح المكان بطلا أساسيا في الرواية؛بطلا حيا ينمو ويتطور بتطور الأحداث و الشخصيات؛و المساعد في هذه الحركية وهذه الحيوية هو لغة السرد المتحركة التي تتبع الشخصيات وهي تصف المكان في كل تجلياته؛وتحول الجماد إلى كائن حي فيه روح وأحاسيس إنسانية؛لقد تحولت وهران في الرواية إلى فراغ مفزع لا أثر فيه للحياة بعدما كانت مصدر السعادة لسكانها من المغاربة و الجزائريين.
3- الرواية كفن للزمن
إن الرواية هي فن الزمن؛وفي رواية "المطرودون" يبدو أن الزمن فيها طويل؛زمن ممتد في الوجود يسكن السارد ولا يغادره لحظة من اللحظات؛نحس وكأن أثر الزمن بادية على الأحداث و على الشخصيات و على الفضاءات المحيطة بهذه الشخصيات.
و الزمن كذلك من المؤثثات الأساسية في الرواية يسكن الشخصيات وتسكنه؛يتصف بالبقاء و البطء؛وكأنه الحياة متباطئة ومتراخية؛تجد الأحداث أمام مرأى من عين السارد و من عيون الشخصيات المساعدة على تقديم أدوار هذه المشاهد الروائية.
فالزمن هنا في الرواية وجودي ينطلق من الحاضر لاستحضار الماضي؛واستشراف المستقبل؛حيث هذا الزمن الأخير يطول ويتمدد بشكل سرمدي.يتمدد ليُزمنن الأحداث فتتأثر به الشخصيات؛فيصبح شيئا محسوسا ملموسا تسمع الشخصيات حركاته الوهمية التي تراها في غيرها من الشخصيات؛وفي الفضاء الذي تعيش فيه.
وأخيرا نقول بأن رواية "المطرودون" هي عبارة عن رواية تستقي أحداثها من التاريخي المعيش الذي عاشته فئة من المغاربة الذين هاجر أجدادهم من المغرب إلى الجزائر للدفاع عن العرض وعن الأرض؛لكن الحكم الجائر الأرعن الذي صدر في حق المغاربة بطردهم شر طردة؛و التنكيل بهم وهتك عرضهم كان هو جزاؤهم وهو ثمن المعروف الذي قدمه أجدادهم لتحرير أرض الجزائر؛وكانت الرواية بمتابة توثيق أدبي حي وحيوي أفضل من سلسلة كتب في التاريخ.
محمد يوب
ناقد أدبي



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار
- الشخصية الثائرة والبعد التراجيدي في رواية - الثائر- للأديب م ...
- القصة القصيرة جدا في ضوء نظرية الجذمور
- جمالية السرد النسائي
- قراءة في كتاب -نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا- للدكتور ح ...
- جمالية الفوضى في ديوان -صمت يساقط أكثر-لعزيزة رحموني
- الوصف و الدلالة قراءة في كتابات الأديب إدريس الجرماطي
- المضمر الخفي و المشترك الثقافي في القصة القصيرة جدا
- عتبات القصة القصيرة جدا
- فائض المعنى في المجموعة القصصية - سرير الدهشة- للأديب محمد أ ...
- جمالية السرد العجائبي في - موتى يقلقون المدينة - للقاص السور ...
- النص الأدبي: المعنى و المبنى
- التباينات الخطابية في رواية أمريكانلي للأديب صنع الله إبراهي ...
- شقائق النعمان
- القصة القصيرة جدا الفهم...الإفهام...الإقناع...الاقتناع
- السخرية السوداء في-وطن وسجائر... بالتقسيط-للقاص أحمد السقال
- تقويض بنية اللغة في “مرايا” للقاص سعيد رضواني
- الرمز في الشعر المغربي المعاصر
- حدود السرد وحدود السيناريو في -كائنات من غبار-للروائي هشام ب ...
- مستويات الرؤية إلى العالم في القصة المغربية المعاصرة


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - المتخيل السردي: قراءة في رواية المطرودون للأديب معمر بختاوي