أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - جمالية تداخل الأجناس والبحث عن فائض المعنى














المزيد.....

جمالية تداخل الأجناس والبحث عن فائض المعنى


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 05:48
المحور: الادب والفن
    


جمالية تداخل الأجناس والبحث عن فائض المعنى
قراءة في
"اشتغالات الفائض"
للأديبة: هدى أبلان
1- نصوص عابرة للتجنيس
إذا كنا حريصين على نقاء النوع الأدبي؛ فإن أول ما يلفت انتباهنا عندما نقرأ "اشتغالات الفائض" للأديبة "هدى أبلان" هوعدم تجنيسها لهذا العمل الأدبي؛فهو عبارة عن نصوص إبداعية مكثفة لم تخضع لقبضة التجنيس؛فهو عمل يجمع بين القصة القصيرة جدا و الومضة الشعرية و الشذرة الفلسفية...؛حيث إننا ونحن نتتبع تفاصيل هذه النصوص؛لا نفهم حدود العلاقة بينها وبين الجنس الأدبي الذي تنتمي إليه؛ولم نتمكن كذلك من القبض على أشكال الإرغام التي يمارسها الجنس الأدبي على هذه النصوص.
وعلى العموم لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه النصوص وهي تَعبر الأجناس؛ بل ينبغي أن نشرع في محاورتها؛ فنقول بأنها نصوص إبداعية حاولت تشييد نموذج أجناسي جديد؛اكتشفته الأديبة "هدى أبلان" في هذه المجموعة الأدبية دون الإعلان عن التسمية.
إنها نصوص جامعة تمزج كل أشكال التعبير الأدبية؛مما يجعلها مكتنزة وعميقة في رؤاها الفكرية وحقولها الدلالية؛إنها نصوص فائضة المبنى؛وفائضة المعنى؛تبحث لها عن قارئ حقيقي متمعن في ما تخفيه من مضمرات نصية وتناصية ودلالية و تخاطبية.
كل نص من هذه النصوص الإبداعية العشرة هو عبارة عن"نظام لغوي يعبر عن ذاته" ولا يأخذ مصداقيته من محاكاته الدقيقة للواقع؛ولا من نسق فكري سابق عليه؛وإنما يأخذها من انسجامه مع نفسه وتناميه وفق قوانينه التي تشكل بها،وهي قوانين مبنية على ترابط الجمل بعضها ببعض وفق حتمية الخطية؛حيث اللفظة تكون مع لفظة أخرى منسجمة معها لبناء الجملة ثم بناء التركيب وأخيرا بناء التعبير إلى أن يستوي النص ويؤدي المعنى.
2- عتمة اللغة وفائض المعنى
مثلما في دماغ الإنسان ظاهر وباطن وشعور ولا شعور؛ فقد أصبح للغة كذلك ظاهرا وباطنا فالقارئ العادي يكتفي بظاهر النص و القارئ الناقد يبحث عميقا في باطن النص لكشف غموضه وإنارة عتمته فكل قارئ يأخذ منه ما يسد نهمه المعرفي ويترك ما لا يراه لقارئ آخر قادر على الغوص عميقا في باطن النص و الانتقال من المرئي إلى اللامرئي ومن المقول إلى المسكوت عنه.
وهكذا يصير هذا الباطن هو جوهر الكتابة لأن جماليتها ليس في وضوحها وإنما في عتمتها؛ وفي شدة العتمة تظهر كوة في النفق منها يتسلل القارئ ويستل لب الموضوع ورحيقه لأن الإبداع الحقيقي ليس في ظاهر النص وإنما في جوهره وفي جوهر النص يكمن فائض المعنى.
وهذه الأعمال الإبداعية هي خلاصة تجارب حياتية اختمرت في ذهن الكاتبة ثم نقلتها على صفحات هذا العمل الأدبي المعنون ب "اشتغالات الفائض" وجمال هذه النصوص في فوضاها ولذتها في عنفها أثناء تلقيها وأثناء تأويلها لأنها نصوص عصية على الفهم منذ الوهلة الأولى لأنها تروم جانب الفكر عند الإنسان وتستفز قدراته العقلية و المعرفية ومستواه القرائي و المعرفي لآن الشخصية الخفية وراءها هي شخصية ورقية متوارية عن الأنظار؛ تكتفي بمقول القول وما يحتويه من دلالات؛كما أن سلطة الشخصية الكاتبة تبدو حاضرة وقوية ؛مهيمنة على المقاطع الأدبية ومتحكمة في المعاني خوفا عليها من التشظي.
و الصفة البارزة في النصوص المشكلة لاشتغالات الفائض؛هي صفة الانفتاح الشديد على أشكال تعبيرية مختلفة؛خلقت منها محفلا أجناسيا متدفقا؛استوعب كافة الأجناس التعبيرية؛وهذا يبدو من خلال عملية الحفر الشديدة في عتمة الحياة مستفيدة من مقروئية الأديبة "هدى أبلان" التي اخترقت بها العتمة لتكشف ما تحتويه الحياة لتعرضها للنور؛وتكون بمتابة الدروس و العبر التي تمهد الطريق للقارئ لفهم مغاليق الحياة.
إن الرشح الابداعي في كتابة "هدى أبلان" فياض ساعد على تدفق الكتابة الأدبية عندها إلى حد فيض المعنى؛فكانت الحاجة ملحة إلى تأمل خاص عسى أن يظفر القارئ من هذا العمل الإبداعي بندف تشكل الوعي بنوع الكتابة عندها وبنوايا الكاتبة؛و تشكل كذلك ذروة العتمة و الغموض؛إلى درجة أننا يمكن اعتبارها بأنها لوحة إبداعية تم تشكيل قسماتها بألوان غاية في التجريد و غاية في الغرابة.
كما أن اشتغالات الفائض بحكم تكثيفها هي عبارة عن علامة مركبة تعبر عن موضوعها بطريقة مواربة؛تقول أشياء وتترك أشياء كامنة بين السطور؛تحفز المتلقي على مزيد من القراءة؛وعلى القارئ/الناقد تتبع النصوص الابداعية المكثفة ودراستها أولا على مستوى الشكل/المورفولوجيا morphologie ؛ثم بعد ذلك يدرس شكل المحتوى؛الذي يتخذ طابعا نحوياsyntaxique بدراسة الألفاظ باعتبارها تشكيلة من الجمل و الأدوات المعجمية؛ تُكَون مجموعة من الدلالات المترابطة فيما بينها؛من أجل إنتاج المعنى.
و اللغة هنا تتصف بصفة النمو والحركية؛تتحرك بشكل هارموني متوازن؛يراعي البنية الصرفية؛وترتيب الفونيمات ضمن سياق تركيبي معين؛ويحافظ على العلاقات النحوية الوظيفية حيث الأفعال تقدم وظيفة داخل الجملة؛وتؤدي المعنى المناسب لها؛حينها تصبج اللغة مولدة تؤدي المعنى الدلالي الذي يستفز القارئ ويدفعه إلى إعادة القراءة و التأويل.
محمد يوب
ناقد أدبي



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتخيل السردي: قراءة في رواية المطرودون للأديب معمر بختاوي
- الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار
- الشخصية الثائرة والبعد التراجيدي في رواية - الثائر- للأديب م ...
- القصة القصيرة جدا في ضوء نظرية الجذمور
- جمالية السرد النسائي
- قراءة في كتاب -نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا- للدكتور ح ...
- جمالية الفوضى في ديوان -صمت يساقط أكثر-لعزيزة رحموني
- الوصف و الدلالة قراءة في كتابات الأديب إدريس الجرماطي
- المضمر الخفي و المشترك الثقافي في القصة القصيرة جدا
- عتبات القصة القصيرة جدا
- فائض المعنى في المجموعة القصصية - سرير الدهشة- للأديب محمد أ ...
- جمالية السرد العجائبي في - موتى يقلقون المدينة - للقاص السور ...
- النص الأدبي: المعنى و المبنى
- التباينات الخطابية في رواية أمريكانلي للأديب صنع الله إبراهي ...
- شقائق النعمان
- القصة القصيرة جدا الفهم...الإفهام...الإقناع...الاقتناع
- السخرية السوداء في-وطن وسجائر... بالتقسيط-للقاص أحمد السقال
- تقويض بنية اللغة في “مرايا” للقاص سعيد رضواني
- الرمز في الشعر المغربي المعاصر
- حدود السرد وحدود السيناريو في -كائنات من غبار-للروائي هشام ب ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - جمالية تداخل الأجناس والبحث عن فائض المعنى