إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 21:59
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الجماهير بمفردها
في اللحظة التي فقد نظام الاسنبداد والنهب والفساد ( الديكتاتورية العسكرية ) رأسه ( حسني مبارك ) وفقد ظهيره السياسي المنظم ( الحزب الوطني ) تقدمت الأحزاب والقوى السياسية الرسمية ، وفي مقدمتها جماعة الإخوان إلى المجلس العسكري ، ليختار من بينهم ظهيرا سياسيا ، يحل محل الحزب الوطني ، فانتخب الإخوان والسلفية الوهابية ( الجهادية والدعوية ) إلى أن ينتج رأسا جديدا ، يعيد ترميم نظامه الذي تشقق شقوقا طولية وعرضية ، فاستعان بالسلفية الوهابية ( الدعوية ) في نصب الكمائن والأفخاخ لجماعة الإخوان ، وأضاء إشارة خضراء ، للقوى المناوئة للدولة الدينية ، التي اصطفت في جبهة الإنقاذ ، لتسقط مشروع الإخوان ، في موجة جماهيرية غاضبة ، وتبق على السلفية الوهابية ( الدعوية ) دون الجهادية ، تحت هيمنة الديكتاتورية العسكرية ، لتنتج رأسا جديدا ، يعيد بناء نظام الاستبداد والنهب والفساد ، الذي هوت عليه مطرقة الجماهير ، في هباتها المتتالية ، منذ 25 يتاير 2011 ، أثخنته بالجراح ، أصابته بالدوار ، كشفت علله وأمراضه الهيكلية المزمنة ، ولم يبق إلا أن ترفعه من جهاز التنفس الإصطناعي ، وتشيع جثته إلى مقبرة التاريخ ومزابله ..
في هذا السياق نرى : أن أية دعوة لخروج الجماهير ، مطرقة جديدة تهوى على رأس نظام الاستبداد والنهب والفساد ، وأن الوجود الجماهيري في الساحات الثورية ، البيئة المواتية ، لبناء تنظيما وهيئة أركان للثورة والأمـة ، دون فعلا إرادويا أو تأمريا ..
فالوجود الجماهيري يسبق الوعي والتنظيم الجماهيري ، الذي لن ينضج ويتشكل في هيئات وأبنية وسياقات وأنساق إلا في وجود الجماهير ..
وليس من المجازفة القول : الوجود الاجتماعي يسبق الوعي والتنظيم الاجتماعي .. الوجود الجماهيري يختصر سنوات ومسافات وأزمنة ضوئية ، من القهر والفقر والبؤس والشقاء والحرمان ..
الجماهير صانعة التاريخ والحاضر والمستقبل
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟