فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 26 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لايمکن أن نعزو مشاکل و أزمات المنطقة الى نظام الملالي في إيران لوحده، لکن هنالك إتفاق بين المراقبين السياسيين من إن أهم و أخطر المشاکل التي تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، لها علاقة بشکل أو بآخر بطهران.
المشکلة الدينية ببعدها المتشدد و عمقها الطائفي المتطرف، لها علاقة جدلية قوية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إنه و قبل تأسيس هذا النظام لم تکن المشکلة الدينية بهذه القوة من التأثير في الاحداث و التطورات في المنطقة، بل يمکن القول بأن المشکلة الدينية و الفتنة الطائفية المرادفة لها، تستمد قوتها و ديموتها من من طهران، فهي تمثل القطب الذي يدور حوله رحى التشدد الديني و التعصب الطائفي.
الملفت للنظر، هو إن النظام الايراني و من أجل صيرورته مرکزا للتشدد الديني و تصدير الفتنة الطائفية، فإنه قد ثبت ثلاثة مواد في دستوره هي المواد 3 و 11 و 154، تنص على دعم التطرف الديني و تشجيع الارهاب تحت غطاء الوحدة الاسلامية و نصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من القادة و المسٶولين في النظام، بنفوذ طهران في 4 بلدان عربية، يبين بإن ليس هنالك من جناح أو تيار في النظام بإمکانه التخلي عن هذه الاستراتيجية التي يقوم و يعتمد عليها النظام، وبعد أکثر من 36 عاما على تأسيس هذا النظام، فإن الإصرار على المضي قدما في إبقاء جذوة التشدد الديني و التعصب الطائفي متقدة في المنطقة.
هذه المشکلة التي هددت و تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة لايمکن إيجاد حلول شافية و وافية لها مع بقاء هذا النظام و إن الذين يسعون لتبرير بقاء و إستمرار هذا النظام من خلال الإيحاء بأن هناك دولا أخرى في المنطقة متورطة بدعم التطرف الديني و الارهاب، إنما هو کلام غير منطقي و يناقض الحقيقة ذلك إن هذه الدول کانت موجودة قبل تأسيس هذا النظام ولکن في نفس الوقت لم تکن هنالك مشکلة التشدد الديني و التعصب الطائفي، ولهذا فإن أصل و أساس المشکلة في طهران و من هناك فقط يمکن إيجاد حل جذري و حاسم لهذه المشکلة.
الحل الوحيد الذي يمکن الرکون إليه و الاعتماد عليه، هو التغيير الجذري و الحقيقي في طهران و إنهاء دور و وجود هذا النظام الذي أرهق و قمع شعبه و أدخل المنطقة في بحار من الدماء و حومة من المشاکل المستعصية، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الايرانية و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية من جانب دول المنطقة و العالم، وعاجلا أم آجلا سوف يفرض هذا المطلب نفسه على المنطقة و العالم.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟