|
تفعيل دور المقاومة الايرانية يخدم السلام في المنطقة
فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 20:10
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ليست هنالك فترة او مرحلة من التأريخ المعاصر ترينا صراعات و حروب مفتعلة في منطقة الشرق الاوسط کما نشهد ذلك في هذه المرحلة الغريبة و الفريدة من نوعها، حيث ان من أهم سماتها إنشغال شعوب المنطقة ببعضها و إستبدال الاعداء الخارجيين لشعوب المنطقة و العالم بأعداء وهميين تم صناعتهم و إعدادهم من أجل أهداف و غايات خاصة معادية للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة خصوصا و العالم عموما. خلال أکثر من 36 عاما، شهدت المنطقة أحداثا و تطوراتا ملفتة للنظر بفعل السياسات التي إتبعها النظام الايراني تجاه دول المنطقة، خصوصا بعدما بدأت تعبث بالامن الاجتماعي لهذه الدول من خلال زعمها بأن الطائفة الشيعية يتعرضون لظلم و يجب نصرتهم"وهي کلـمة حق يراد بها باطل"، وقد بدأت تتدخل بطرق مختلفة إتجهت في خطها العام لتوسيع الهوة بين الشيعة في بلدان المنطقة و بين بقية المکونات و الاطياف الاجتماعية الاخرى. إنتباه دول المنطقة لهذا الخطر کان باکرا ولکن لم تولي القضية الاهتمام الذي تستحقه و ظلت تتصرف بطريقة دون المستوى المطلوب، حتى وجدت نفسها وقد صار نظام الملالي في إيران صاحب الامر في سوريا و العراق و لبنان و اليمن، فيما لم تکف طهران و الجماعات و الاحزاب و الميليشيات المتطرفة التابعة لها في هذه الدول عن إطلاق المزاعم بشأن مظلومية الشيعة في البحرين و سعيهم المستمر لخلق بلبلة في هذا البلد بالاضافة الى تطلعاتهم بشأن السعودية بنفس الاتجاه، ولذلك فقد صحت دول المنطقة على حرب الابادة و عمليات التغيير الديموغرافي العراق ضد المکون السني و نفس الامر في سوريا، وذلك ماسيلقي ظلاله بالضرورة على الاوضاع في المنطقة و يهدد أمنها و استقرارها بکل قوة. الحروب الجارية في العراق و سوريا و اليمن، هي کلها حروب مفتعلة تتعلق بصورة أو بأخرى بالنفوذ الايراني في هذه الدول و المساعي التي تبذلها من أجل فرض شروطها و إملاءاتها على هذه الدول و بالتالي أن تصبح طرفا و أمرا واقعا في داخل هذه الدول، وحتى ان عملية"عاصفة الحزم"، التي إنطلقت على أثر الانقلاب المشبوه الذي قامت به جماعة الحوثي بدفع و دعم و تحريض من إيران ضد الشرعية في اليمن، قد جاءت بعد أن طفح الکيل و عيل الصبر بدول المنطقة من المغامرات و الاستفزازات الايرانية المستمرة التي لاتضع لأمن و استقرار و مصلحة الشعوب في التعايش السلمي من أي إعتبار، لکن الذي يبدو واضحا هو أن"عاصفة الحزم"، و مع ضرورته القصوى من أجل التصدي لنفوذ و هيمنة و دور إيران المثير للقلق في المنطقة، فإنها لم و لن تفي بهدفها و غايتها المرجوة منها مالم يتم تفعيل و تنشيط العامل الايراني فيها من خلال مبادرة دول المنطقة و کرد فعل منطقي على تدخلات طهران السافرة في الشٶون الداخلية لدول المنطقة، على دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل شرعي، وسوف تشهد المنطقة بدء مرحلة جديدة نشهد فيها ليس إنحسار النفوذ الايراني في المنطقة فقط وانما حتى التغيير الکبير و الجذري في إيران نفسها بما يتلائم و يتفق مع طموحات و أماني الشعب الايراني و شعوب المنطقة. الملاحظة المهمة التي يجب الانتباه إليها جيدا و أخذها بنظر الاعتبار، ان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، هي معارضة وطنية إيرانية أصيلة تجسد آمال و تطلعات الشع الايراني وهي تعبر أيضا عن إرادته، بمعنى انها ليست معارضة او أحزاب مفتعلة و مصنعة لأغراض و أهداف مشبوهة کما هو الحال مع التنظيمات و الاحزاب و الميليشيات الشيعية المصنعة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و مهمتها تنفيذ أجندة إيرانية مضرة بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، ومن هنا فإن الاعتراف بهذه المقاومة و التعاون معها هو الاعتراف بأمر واقع وليس مستجد طارئ او مفتعل، وان تکثيف و تقوية العلاقة مع هذه المقاومة هو أمر يخدم مصلحة شعوب المنطقة و يساهم في التمهيد لسلام و أمن و استقرار حقيقي فيها.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النار التي ستحرق نظام الملالي
-
رأس أفعى التطرف الاسلامي في طهران
-
الزلزال الکبير
-
من أجل درء خطر التطرف الاسلامي
-
التيار الذي سيطيح بملالي إيران
-
فهم ظاهرة التطرف الاسلامي و مکافحته
-
دور له أهميته و إعتباره
-
الاصلاح المستحيل
-
إنتهاکات مستمرة..مالعمل إذن؟
-
المعاني المتداعية من سقوط النظام الايراني
-
المرأة الإيرانية في ظل همجية الملالي
-
إنه عصر الحرية و نهاية الاستبداد
-
رسالة صريحة للمجتمع الدولي
-
إنهاء التطرف الاسلامي ضمان لعالم ينعم بالسلام و الامن و التس
...
-
الملف الذي يرعب ملالي إيران
-
يبقى عرابا لداعش و بٶرة للتطرف و الارهاب
-
آخر مرحلة من عمر نظام الملالي
-
التغيير قدر لإيران
-
نظام يسير بإتجاه الهاوية
-
الازمة بديلا عن الثورة
المزيد.....
-
شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا
...
-
تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم
...
-
الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا
...
-
حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
-
3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز
...
-
جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا
...
-
الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم
...
-
الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال
...
-
مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة
المزيد.....
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
-
سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
/ دلير زنكنة
-
أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
/ سمير الأمير
-
فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|