أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في العراق!














المزيد.....

قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في العراق!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 21:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في اللحظة الاخيرة من مناقشة ايرادات بلدية بغداد حشرت فقرة لمنع بيع واستيراد وتصنيع (ونسي ان يقول القانون استهلاك) المشروبات الكحولية في العراق يوم امس السبت المصادف 22- اكتوبر. هذا القرار يسري على وسط وجنوب العراق باستثناء كردستان. المدافعين عن هذا القانون يقولون انه يتناغم والدستور، والمخالفين يقولون انه يخرق الحريات المدنية والشخصية.
اصدار هذا القانون في هذه الايام بالذات، وفي اللحظة الاخيرة من مناقشات البرلمان، و"الدولة" في حرب مع داعش، يعني تمرير القانون في غفلة من الناس، من قبل برلمان اقل ما يقال عنه انه فاسد من الرأس الى اخمص الاقدام. في وقت يوجه الجميع انظاره الى الموصل وكركوك التي شهدت اول عملية لتدشين ستراتيجية حرب العصابات من قبل داعش بعد دنو مشروع دولتها الاسلامية من الانهيار، والاعناق مشرئبة الى هذا الصراع الدموي بين داعش وهجمتها الارهابية الاخيرة، ينشغل البرلمان العراقي ويتذكر "فجأة" ان شرب المشروبات الكحولية يتناقض مع الدستور، وانه يجب حماية الدستور.
ان التوقيت ليس صدفة، والنية مبيتة اساسا، للهجوم والانقضاض على حقوق وحريات المجتمع في اية لحظة يتمكنوا فيها من فرض سياستهم المشؤومة. لان النية مبيتة بتأسيس دولة اسلامية في العراق.
ان قانون منع المشروبات يؤسس ويدق ركنا جديدا من اركان دولة اسلامية في وسط وجنوب العراق. المسالة ليست حماية فقرات الدستور وعدم تشريع ما يخالفها. وتذكرها في هذه اللحظة من اوضاع الحرب والاعمال الارهابية وانشغال الناس بمصير الموصل ومصير المجتمع ما بعد داعش.
انهم لم يتذكروا فجأة بأن التجارة واستهلاك المشروبات تتناقض مع الاسلام، فالدستور يقول ايضا باحترام الحريات الشخصية، فلماذا لا يراعوا هذه الفقرة ان كان الدستور واحترام الدستور هو مايهمهم؟ ولماذا اختاروا هذه الفقرة دون غيرها. ان اختيار الدفاع عن هذه الفقرة او تلك، هي سياسة، والا الدستور ليس القرآن ليكون "حمال أوجه"!
الحكومة وحشديها الشعبي الشيعي والوطني السني اللذين يحاربان داعش، لانها "لاتمثل الاسلام"، داعش التي تحرم الشراب، بل وتقتل البشر اذا ما دخن احدهم سيكارة، يعيدون وبالقانون، ما يفعله داعش بالضبط!.
ان منع المشروبات وفرض الحجاب هما الرايات الاكثر صارخة على هوية دولة اسلامية.
العراق ليس مجتمع اسلاميا. وليس هنالك مجتمعات اسلامية، هنالك دول اسلامية، دول تحتاج الى قوانين ودساتير وميليشيات، ومحاكم وعقوبات بالقتل وتحميق اعلامي حتى تفرض نمطها الاسلامي في المجتمع. منع المشروبات يدخل العراق رسميا في قائمة الدولة الاسلامية: ايران والسودان وافغانستان وباكستان وليبيا وغيرها.
الناس لن تكف عن الشرب، وهذا ما يفسر زيادة عدد السياح من وسط وجنوب العراق لكردستان في عيد الاضحى الماضي بنسبة 500% مقارنة بالعام الماضي ،وخلال اسبوع واحد فقط من شهر ايلول وصل ربع مليون مواطن، ليتنفسوا بحرية وليشربوا كما طاب لهم في مدينتين فقط في كردستان. الان ومع صدور هذا القانون ستتحول كردستان الى رئة يتنفس منها المواطنين في العراق. بسبب حاجة ورغبة الناس في الشرب.
كلما امعنت الدولة في اسلاميتها، انما تحفر قبرها بايديها، فامر تناول المشروبات الروحية أمر شخصي، ولا شأن للدولة به. الدولة لا دين لها. ان ارادوا استخدام الدين لتبرير وجودهم ولاعطائهم الشرعية لفرض سلطتهم قوانينهم الاسلامية على المجتمع، لايوجد حلين او خيارين لهذا الموضوع: بل حل وخيار واحد: خلعهم من السلطة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تحرير الموصل- لانهاء داعش ام ادامة الصراعات في المنطقة!
- العمال والبطالة ومرحلة ما بعد داعش!
- ثالوث الارهاب والفساد والطائفية- مرحلة ما بعد داعش: الموصل ن ...
- الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!
- هي فوضى! سياسة المحاصصة = سياسة اللا محاسبة!
- عمال النفط والحشد الشعبي..
- الفرح قضية سياسية! الاهوار بين الفرح الشعبي والغضب الاسلامي ...
- الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!
- ما العمل لوقف نزيف الدم بين قطبي الطائفية والارهاب!
- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي: حرية رأس المال وتقييد العم ...
- سعداء بتحرير الفلوجة من داعش، ولكن!
- -الحرس الثوري العراقي- ومرحلة مابعد داعش!
- بعض النقاط والاسئلة حول التقرير الختامي لمؤتمر الحقوق والحري ...
- -برلمان- لومبين وشقاوات!
- في اليوم الاول من ايار، ماذا تقول الطبقة العاملة في العراق؟
- دولة شيزوفيرنيا!
- عمار الحكيم.. و.. -أحبك مثل اخوي-!
- هي السياسة ذاتها: المحاصصة!
- التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في العراق!