أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟














المزيد.....

الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 00:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



يحذر هادي العامري من امر تقسيم العراق الى ثلاث دول. لماذا يحذر العامري من امر التقسيم؟ ثلاثة عشر عاما عمل حزب العامري ومن لف لفهم وبشكل حثيث على تقسيم المجتمع في العراق على اساس طائفي وقومي "شيعة في الجنوب، سنة في المناطق الغربية، وكرد في الشمال".
منذ اللحظة الاولى لاعادة "تأسيس" دولة العراق، اقيمت على اساس "المحاصصة": حصة شيعية وحصة سنية وحصة كردية. حصص ليست ولن تكون بكافية ابدا لاي كان! ثلاثة عشر سنة من السيناريو الاسود الذي جروا المجتمع فيه الى التقاتل والمحاربة على اساس طائفي وبثوا فيها ما بثوا من السموم الطائفية من اعلى سلطة في الدولة الى الاطفال الابرياء. وسعوا وبشكل حثيث على اعادة "بناء الانسان" الطائفي في العراق ودفعه لتكون نمط تفكير للمواطن، يخشى العامري الان من تقسيم العراق!
أسسوا الدستور على اساس طائفي، وعرفوا المجتمع على اساس "مكونات" وقوانين طائفية شملت الحقوق والشؤون الاسرية وفق قوانين طائفية، ضاربين عرض الحائط كل القوانين المدنية التي حكمت مواطني العراق على اساس المواطنة، وابتدعوا القوانين الطائفية لتقسيم المجتمع في العراق، والآن يحذر العامري من تقسيم العراق. حين وقفت المرجعية الشيعية الى جانب الاحزاب الشيعية، من اجل ترجيح كفتها، ضد "المكونات" الاخرى، لم يكن الا لتكريس الهوية الطائفية الشيعية للدولة الحاكمة في العراق، كايديولوجية لها. يحذرون الان من تقسيم العراق ويتباكون على "وحدته"!!.
ان تصفية الوزراء في الايام الاخيرة باعتبارهم "فاسدين" (اخراج وزراء الدفاع والمالية) في حكومة وبرلمان هما اساسا ينضحان فسادا، بل وتقام عليهم الدعاوى بالفساد وبالاستجوابات من قبل نواب يعلنون جهارا بانهم هم انفسهم مرتشون وفاسدون، ضد وزير الدفاع وهو سني، ووزير المالية وهو كردي، غير الاحتماء بتلك الهوية الطائفية "الشيعية".
الصراعات على من سيحرر الموصل اصبحت حامية، في خضم الصراع على من سيكون له اليد العليا، والحصة الاكبر في مرحلة ما بعد تحرير الموصل. الان، ولم تحرر الموصل بعد، كل يفكر ويخطط ويترصد بحثا عما ستكون عليه حصته بعد التحرير، الحشد الشعبي يريد منع البيشمركة، ويحذر بـ "أن التقرب من الموصل يعني اللعب بالنار" والبيشمركة ترى انها قد بدأت بعملياتها بالتمهيد لاستعادة الموصل، والعبادي يدعو الاخيرة الى الابتعاد.
التحرك نحو تحرير الموصل، لاخراج داعش، ودحر مشروع دولة "الخلافة الاسلامية" السنية، لن يسدل الستار على الصراع السني – الشيعي! الارضية التي خلقت داعش، ارضية المحاصصة لازال يجري تخصيبها واروائها كل يوم، من قبل العامري وحلفائه الشيعة، مقابل وامام السنة بعشائرهم واطيافهم، الذين يمسكون بالطرف الاخر من العصا. كلاهم يقومون فعلا وعملا بـ"رسم الحدود بالدم" كما لوح بذلك الناطق الرسمي للحشد الشعبي.
لن تقوم قائمة لدولة "عراق موحد" والعمل يجري ليلا ونهارا من قبل تلك القوى "الخائفة من التقسيم!!!" على تعزيزالهوية الطائفية. ان التقسيم امر واقع. انه تحصيل حاصل. الخطاب والسياسة والستراتيجية والعمل العسكري تحت رايات وهويات طائفية، هو تقسيم! وتقسيم على اساس طائفي وقومي، وهو تقسيم جغرافي بالنتيجة. تقسيم سكان العراق على اساس شيعي وسني وكردي! لا يمكن "التحذير" من التقسيم وفي نفس الوقت القيام على تكريسه في كل يوم وكل ساعة. انها شيزوفيرنيا!
ولكن اذا كان الساسة مصابون بالشيزوفيرنيا، نحن لا نعاني من هذا المرض! فاما الوحدة واما التقسيم. لا يوجد منطقة وسطى! مع الطائفية لا يمكن ان توجد وحدة، لا وحدة مع الطائفية. لان الطائفية تعني تقسيم وبشكل مكلف وباهظ الثمن من ارواح الشباب والاسر التي راحت اكباش فداء لاحزاب العامري وغيره من الشيعة والسنة. الوحدة الحقيقية تكون فقط وفقط بوجود دولة علمانية، لا تعرف البشر على اساس طائفي، ولا على اساس ديني، ولا على اساس قومي، بل على اساس مواطنة. اما تعريف البشر وتقسيمهم، بل تحويلهم بعضهم ضد بعض، هو تقسيم والتقسيم بعينه!
فلا تحذر يا هادي العامري من امر، وانت ترتكبه في كل خطوة من خطواتك.
اما ما يتبقى علينا فعله، نحن الاصحاء، هو ان نقرر: هل نحن مع الوحدة ام مع التقسيم؟



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!
- هي فوضى! سياسة المحاصصة = سياسة اللا محاسبة!
- عمال النفط والحشد الشعبي..
- الفرح قضية سياسية! الاهوار بين الفرح الشعبي والغضب الاسلامي ...
- الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!
- ما العمل لوقف نزيف الدم بين قطبي الطائفية والارهاب!
- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي: حرية رأس المال وتقييد العم ...
- سعداء بتحرير الفلوجة من داعش، ولكن!
- -الحرس الثوري العراقي- ومرحلة مابعد داعش!
- بعض النقاط والاسئلة حول التقرير الختامي لمؤتمر الحقوق والحري ...
- -برلمان- لومبين وشقاوات!
- في اليوم الاول من ايار، ماذا تقول الطبقة العاملة في العراق؟
- دولة شيزوفيرنيا!
- عمار الحكيم.. و.. -أحبك مثل اخوي-!
- هي السياسة ذاتها: المحاصصة!
- التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!
- مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟
- تعيين الوزراء في العراق ب-ارسال سيرته الذاتية واجراء مقابلة- ...
- من -الاصلاحات- الى حكومة - تكنوقراط- الى - الكتلة العابرة-!
- من -الموزائيك العراقي- الى -الكتلة التاريخية-!


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟