أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هي السياسة ذاتها: المحاصصة!














المزيد.....

هي السياسة ذاتها: المحاصصة!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


[email protected]
من المعلوم ان تحديد واختيار اشخاص لاداء مهام معينة على مستوى دولة ومجتمع يأتي تلبية لاهداف واستراتيجية وسياسة واضحة ومعلومة. لقد قال لنا كل من العبادي، ومثله الصدر، بان التغيير الذي يريدانه هو "التغيير الوزاري" او "التعديل الوزاري". ودار جل النقاش حول فيما اذا كان التغيير "شامل وكلي" ام "جزئي"، واذا كان جزئيا، هل سيكون حول تغيير خمس ام تسع وزارات؟ وفي النهاية ترك العبادي الامر برمته الى عناية البرلمان للقرار على الوزراء.
لم يقل لنا لا العبادي، الشخص المنتظر منه مشروع "الاصلاح" ولا "قائد" مطلب الاصلاح الصدر، باي تجاه ينشدان التغيير بالضبط؟ ما الذي يريدان تغييره على وجه الدقة؟ اية سياسة يريدان الانقضاض عليها، واية سياسة يريدان تبنيها لتحقيق مطالب المتظاهرين والتي تمحورت حول توفير فرص عمل، توفير الخدمات، توفير الكهرباء، انهاء الفساد وغيره.
الا انه وبعد طول مماطلات، واستهلاك الكثير من الوقت فأن كل "التغيير" او التعديل الوزاري المزعوم جاء ليؤكد شيء واحد لا غير، السياسة القديمة ذاتها: "المحاصصة"! السياسة ذاتها، لا اكثر ولا اقل. والتي لم يتجرأ العبادي نفسه على ان يطرح قائمة مرشحيه للوزراء بنفسه وبلسانه، ويقف مدافعا عنها امام اعين الموافقين والمعارضين من ممثلي البرلمان، خوفا من شركائه ذاتهم. لانه يعرف انهم ذئابا في الدفاع عن "وزاراتهم"، ولا شيء يقلقهم غير حصصهم في توزيع الوزارات، والمناصب الحكومية ومايترتب عليها.
لقد بنيت سياسة وفلسفة الدولة في العراق مابعد 2003 على اساس واحد ومبدأ واحد وهو "المحاصصة". هذا هو هاجس "ساسة الدولة" في العراق الاول الاخير، حلمهم وكابوسهم، هذا ما يجعلهم، كما يقول الانكليز، يتركون فراشهم في الصباح من اجله.
وكل ما يجري من انتخابات، وتغييرات حكومية، وتعديلات وزارية، وتشكيل ائتلافات، وتغيير ائتلافات يتمحور حول هدف واحد لا غير: المحاصصة، حصتي وحصتك! والسبب هو ان الوصول الى وزارات الحكومة، يعني الوصول الى منابع النفط! يعني الوصول الى الثروات، يعني الكومشينات، يعني الفساد والسرقات.
ان كل وزارة بالنسبة لاي حزب هي "رأسمال" هي "استثمار" هي مصدر ثروة ومال، يستطيع من خلاله ان يوسع من دائرة نفوذه داخل المجتمع، يبني بواسطتها شبكات من العلاقات، مع تجار ورجال اعمال، وشركات اجنبية وكومشينات. فمن ذا الذي يفرط برساميله واستثماراته؟ انهم يقاتلون من اجلها وللنهاية!
انها طبيعة العلاقات الرأسمالية في اقتصاد رأسمالية الدولة وما يوفره للطبقة الحاكمة في العراق، فالسيطرة على اقتصاد الدولة يوفر لهم ويضعه تحت اياديهم وتصرفهم دخل الدولة من النفط، والاستفادة من هذا الموقع الحكومي لبناء مصالحهم الاقتصادية الخاصة يجعلهم بين ليلة وضحاها يتحولون الى اصحاب ملايين. والامثلة كثيرة. فكلنا نقرأ هذه الايام عن ملايين الدولارات التي جناها حسين الشهرستاني جراء موقعه كوزير للنفط في العراق. لو لم يكن في هذا الموقع الحكومي، كيف كان سيتسنى له ان يضع ملايين الدولارات في حسابه؟ وهكذا ينطبق الامر على كافة الوزارات، والا من اين اكتسب العراق سمعة وموقع الدول الاكثر فسادا في العالم؟ ان نهب المال العام اصبح "مهنة"، اختصاص،"مهارات" هائلة بنيت في الثلاثة عشر سنة الاخيرة.
لكننا نعرف هذا كله. الا ان ما يجب التوقف عنده حقا وفعلا هو ان يردد المتظاهرون الان بانهم يريدون "التغيير الوزاري" و"التعديل الوزاري"، بل وانهم يمضون الى الطلب من العبادي ان يصر على تعديلاته الوزارية؟.
المتظاهرون الذين خرجوا من اجل فرص العمل والكهرباء والقضاء على الفساد، وقعوا في الفخ، وابتلعوا الطعم. اصبحت هموم الاحزاب الحاكمة وهمومها هي همومهم! واصبحت حلول الطبقة الحاكمة لمشاكلها ذاتها، وكأنها تحمل حلا للجماهير ومطاليبها. وشتان ما بين الاثنين. لقد نجحت الاحزاب الحكومية والتها الاعلامية المخادعة في تسويق الاوهام وكأنها حلول!
سواء تغيرت الوجوه او لم تتغير، فباخر المطاف، من اين سيأتي العبادي باناس غير تلك التي تقدمها الاحزاب الشريكة، انه لم يجرؤ على ان يطرح وبشكل شفهي ما كان كتبه في مظروفه! فهل يجرؤ على ان يجلب "غريبا" الى حلبة المتصارعين على المال والسلطة.
ان المطاليب باقية في مكانها. رفعت في تظاهرات 2008، وفي 2011، والتي لازالت ترفع لحد الان، وستظل ترفع من جديد. انها مطاليب الناس، انها حاجاتهم، وحياتهم تلك التي هي تحت السؤال في ظل حكومات دولة مابعد 2003 وسياساتها المحاصصاتية.
ولكن لنقلها مرة اخرى، ان لم تشعر الحكومة بالضغط من الجماهير الى الحد الذي يجبرها على الادراك بان سياستها "المحاصصاتية" ستنقلب عليها وبالا، وان خسائرها ستكون جراء اتباع هذه السياسة، هي اكثر من منافعها، فانها لن تكف عن سياساتها المحاصصاتية ابدا.
ان حكمة وهدف تأسيس دولة الرفاه او دولة الخدمات في اوربا منذ اواسط الاربعينات القرن الماضي ولحد الان كان ببساطة هو الحفاظ على النظام الرأسمالي عبر اعطاء حصة للجماهير. من هناك جاءت السياسات الاجتماعية المتعلقة بتوفير الصحة المجانية والتعليم المجاني، والضمان الاجتماعي والخ، لان الطبقة الرأسمالية الحاكمة في تلك البلدان ادركت بانها ان لم تتنازل عن بعض من مصالحها، فانها ستخسر كل شيء، ستقلب الجماهير الطاولة في وجهها! وقالوا بصريح العبارة: ان لم نعطيهم الاصلاح، سيعطونا الثورة!
وهذا هو قلب فكرة مطلب الاصلاح، التغيير في سياسات الدولة الاجتماعية وليس النكتة السمجة "التغيير الوزاري" و" التعديل الوزاري" دون ان نعرف: تغيير باي اتجاه وتغيير باي شيء..



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!
- مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟
- تعيين الوزراء في العراق ب-ارسال سيرته الذاتية واجراء مقابلة- ...
- من -الاصلاحات- الى حكومة - تكنوقراط- الى - الكتلة العابرة-!
- من -الموزائيك العراقي- الى -الكتلة التاريخية-!
- التغيير من الاعلى والتغيير من الاسفل!
- التغيير.. اي تغيير؟
- تنويع الاقتصاد العراقي، ام ازالة هذا النظام الاقتصادي؟
- حول الفساد، النهب و-الحصانة القانونية-!
- هل هو -فساد- ام -نهب- منظم لطبقة رأسمالية حاكمة؟
- -التمكين- ضد البربرية!
- عمال الصناعات النسيجية في العراق وسياسة التمويل الذاتي
- عمال شركات التمويل الذاتي بين تأمين مستوى المعيشة والمحاصصة ...
- -قواريرهم- ونساءنا؟
- لمن تصغي الحكومة؟ للمتظاهرين ام لصندوق النقد الدولي؟
- رواتبهم بايديكم!
- الى كل الغاضبين على الذين وضعوا العلم الفرنسي على بروفايلاته ...
- هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟
- قانون الاحزاب والشفافية المالية في العراق
- رسالة الى د.فارس كمال نظمي حول لقاء وفد من المدنيين مقتدى ال ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هي السياسة ذاتها: المحاصصة!