أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - رواتبهم بايديكم!














المزيد.....

رواتبهم بايديكم!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤكد عمال النفط وعمال في قطاعات اخرى، ومنظماتهم العمالية في احتجاجاتهم هذه الايام ضد سلم الرواتب، بان الوقوف ضد عقود جولات التراخيص مع الشركات النفطية الاجنبية هو الحل في انهاء سياسة التقشف، حيث سيؤمن بقاء الاموال في ميزانية العراق بدلا من سرقتها من قبل الشركات الاجنبية. يعلل العمال ذلك بـ:

اولا: لم يكن لتلك الشركات ضرورة بالاساس، وان ما تستطيع استخراجه وتصديره بامكان الشركات العراقية القيام به. وان القرار الذي اتخذه الشهرستاني وزير النفط انذاك، جاء عن قلة ثقته بالكوادر العراقية على زيادة انتاج النفط، وانه كان عليه ان يحسن الظن بهم وبقدراتهم. خاصة وان كلفة الشركات العراقية هي فقط 1.5 دولار في حين ان الشركات الاجنبية تقاضي الحكومة العراقية ب 20 دولار عن كلفة استخراج نفس البرميل.

ثانيا: ان الحكومة العراقية تدفع الى تلك الشركات حوالي 21 مليار دولار في العام بدلا عن المصاريف التشغيلية والاستثمارية كرواتب وحمايات واكل ومواد عينية واحالات لشركات صديقة واتصالات ومصاريف شخصية. اضافة الى مصاريف اخرى تتحملها الدولة مثل النقل من محطة العزل الى المستودعات والضخ في منافذ التصدير، الامر الذي يزيد من التكاليف.

ثالثا: بعد انخفاض اسعار النفط ووصولها الى سعر 40 دولار،فان الدخل المتبقي عن سعر برميل النفط الواحد حاليا الذي يدخل الى ميزانية الدولة هو 20 دولار فقط، اما ال20 دولار الاخرى تدفع ككلف استخراج للنفط. لذا، يعبر العمال عن تذمرهم وسخطهم على هذه الشركات بالقول بان كل الشركات والعقود النفطية خسرت بعد انخفاض اسعار النفط في العالم، الا ارباح الشركات المتعاقد معها في العراق بقيت على حالها ولم تتأثر، بسبب ان العقود تنص على نسبة ارباح وتكاليف ثابتة بغض النظر عن سعر البيع.

رابعا: خطل التصور بان سيكون بمقدور العراق في 2020 تصدير 6.9 مليون برميل يوميا، حسبما تنص عليه العقود، حاليا ولا في الخمس سنوات القادمة لعدم وجود البنية التحتية لذلك على الخزن والتصريف.

من الواضح حين كانت اسعار النفط 100 دولار للبرميل الواحد، ومع تصدير العراق ل3.5 برميل يوميا لم يكن نصيب الجماهير في العراق غير انعدام الخدمات، وازمة الكهرباء، والبطالة، والكوليرا، والفيضانات. مقابل ذلك لم تتأثر قيد شعرة لا الرواتب والمصاريف الخيالية للطبقة الحاكمة في العراق ولم تتأثر ارباح الشركات الاجنبية في النفط باي شكل من الاشكال مع انخفاض اسعار النفط.

الا ان دخول رواتب 4 ملايين موظف وعامل حكومي تتعرض الى هجمة شرسة. ومع استمرار انخفاض اسعار النفط، ومع استمرار نهب الشركات، وبقاء مصاريف الطبقة الحاكمة كما هي، فان الازمة لن تمس كما هي الان، على حد تعبير احد عمال النفط " لحم الانسان في العراق" بل ستصل الى "عظمه".


الا ان المسالة كلها لا تكمن في سياسة التقشف التي يرى العمال انها حدثت بسبب عقود التراخيص، او انخفاض اسعار النفط ، بل بسياسة اقتصاد السوق التي يتبناها العراق الان وهي سياسة السوق الحر. فعلى امتداد هذه الاعوام سعى هذا التوجه الى ان يضع نفسه على الخريطة السياسية فمرة رفع دعم الدولة عن منتوجات النفط، ومرة اتخاذ خطوات باتجاه ايقاف البطاقة التموينية، والان تحديد سلم الرواتب. ان التيار المناصر لاقتصاد السوق والذي يمثله الشهرستاني وحزب الدعوة والعبادي ينادي بالدفع نحو الخصخصة وبيع القطاع الحكومي وتقليص دور الدولة في التدخل للاجابة على حاجات المواطنين، وترك المواطن بمواجهة السوق فيما اذا الاستجابة الى مطاليبه. من هنا تصبح سياسة التقشف تحصيل حاصل مع انخفاض اسعار النفط.

كما مرت اقتصاديات معظم ان لم يكن كل دول العالم منذ ثمانيات القرن المنصرم ومرت به البلدان العربية في الثمانينات، والتي شهدنا فيها مظاهرات الخبز في الاردن والمغرب وفي مصر فيما اطلق عليه بسياسات الانفتاح، حيث جرى بيع القطاع العام الى القطاع الخاص.واعتبر هذا النمط الاقتصادي من تقليص دور الدولة اقتصاديا، نافعا وضروريا لتقليص دورها السياسي ايضا، خاصة في دول تعاني من الديكتاتوريات. لذلك فان قرار الشهرستاني بفتح حقوق النفط لم يأتي لقلة ثقته بالعمال، بل هو ضمن توجه اوسع لفتح السوق العراقي امام الرأسمال العالمي.

لقد بدأت "حزمة " التحولات السياسية الديمقراطية في العراق منذ عام 2005، والمحاولات جارية الان لـ"تحرير" الاقتصاد. الان تكمن المسالة في الامر التالي:الى اي حد نتمكن من وضع ضغط على الحكومات، سواء كانت تسير على نهج رأسمالية الدولة او السوق الحر، حتى تستجيب للمطاليب.

ففي اخر المطاف،ان تلك الطبقة ستحسب الربح والخسارة في كل لحظة. ان كانت الاعتراضات ستكلفها وجودها، فانها لابد ان ترضخ للاصلاح. والذي لا يرضى بالاصلاح عليه ان يتوقع الثورة. لذلك حين ناشدت في مقالتي السابقة بان الاعتراضات الجماهيرية في ساحة التحرير وفي الساحات الاخرى عليها ان تتكاتف مع الحركة العمالية ومع نضال عمال النفط بالدرجة الاساس، فذلك لامر واضح ومعلوم هو ان الضرر الاقتصادي للحكومة سيدفعها الى التنازل عن بعض من مصالحها مقابل الحفاظ على موقعها ومكانتها. خاصة واخذا بنظر الاعتبار ان النفط هو الذي يشكل المصدر الاساسي لميزانية الدولة، فلابد وان تصغي الحكومة لمطاليب هذا القطاع. لقد كانت صيحة عمال النفط واضحة ودقيقة وطبقية: ان رواتبهم بايدينا.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى كل الغاضبين على الذين وضعوا العلم الفرنسي على بروفايلاته ...
- هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟
- قانون الاحزاب والشفافية المالية في العراق
- رسالة الى د.فارس كمال نظمي حول لقاء وفد من المدنيين مقتدى ال ...
- قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!
- قانون الاحزاب في العراق لمصلحة من؟ وضد من؟
- مقترحان عمليان لممثل اليعقوبي حول التظاهرات الجارية في العرا ...
- كلمة في بدء العام الدراسي الجديد
- الكوليرا والماء النقي وحلول الحكومة الشيعية
- لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية
- حول العفوية والتنظيم
- دخول الميلشيات الشيعية الى ساحات الاحتجاجات ينقل التظاهرات ا ...
- من الربيع العربي الى الصيف العراقي، وايصال الجماهير الى تحقي ...
- وثيقة رمضان: واسطورة السلم المجتمعي
- نادية محمود - عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- بمناسبة مرور عام على احتلال داعش: لنصعد النضال ضد كلا طرفي ا ...
- العلمانية ام الحرب الطائفية؟
- نضال عمال شركات الأسمنت في العراق ضد شركة لافارج
- عمال شركة سمنت كربلاء جبهة من صف عالمي!
- التظاهرات العمالية الاخيرة في العراق: حماية الصناعة الوطنية ...


المزيد.....




- صاحب العينين الحمراوتين.. شاهد لحظة رصد مصور لـ-الطائر الشيط ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون فو ...
- زاخاروفا تعلق على رفض بريطانيا حضور تنصيب بوتين
- شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر صور دباباته عند الجانب الفلسطيني ...
- الإعلام العبري: السلطات المصرية أغلقت معبر رفح بالإسمنت (صور ...
- -شينخوا-: أكثر من 10 ضحايا بين قتيل وجريح بهجوم في جنوب غرب ...
- -تم التلاعب بنا-.. إسرائيل محبطة من الولايات المتحدة بشأن مح ...
- شي جين بينغ يذكر الناتو بجريمة عمرها ربع قرن خالدة في أذهان ...
- ماذا يأمل العرب من بوتين خلال فترته الرئاسية الجديدة؟.. خبر ...
- في اليوم العالمي للربو.. لمحة عن المرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - رواتبهم بايديكم!