أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية














المزيد.....

لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 23:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في هذا المقال القصير اود تناول أهمية وثورية شعار "لا شيعية ولا سنية - دولة.. دولة مدنية". هذا الشعار الذي رفعته الجماهير المتظاهرة منذ اواخر تموز لهذا العام، ولحد الان، يجب وبكل استحقاق ان يكون الهدف التي تعمل الجماهير للوصول اليه لبناء دولة مدنية في العراق.
ان هذا الشعار لم يرفع من قبل اقلية مضطهدة دينيا، او اقلية غير دينية، بل من قبل الاكثرية التي كانت قد صنفت وعرفت بانها "شيعية". الاكثرية التي لم يكن نصيبها غير الحرمان والفقر وانعدام الامان.
ان الجماهير برفعها هذا الشعار، اماطت اللثام عن حقيقة احزاب الاسلامي السياسي الشيعي والسني. فتحت اسم نظام المحاصصة، جري السعي للتغطية على تقسيم اكثر شراسة واكثر قساوة وهو تقسيم الحصص والمنافع بين طبقة في السلطة السياسية لديها القدرة على التحكم في صرف موارد الدولة. وطبقة مليونية واسعة تعاني البطالة، او البطالة المقنعة، والمحرومة من ابسط الخدمات ومقومات الحياة الطبيعية للانسان.
ان شعار "لا شيعية ولاسنية" يكشف كذب الاحزاب التي تدعي الدفاع عن الطائفة وهو يسحب البساط من تحت اقدامها. ان الجماهير التي رفعت هذا الشعار تجادلهم، باسم من تحكمون؟ وعن اية طائفة تدافعون؟ ان من تصنفونهم بالـ"شيعة" او "السنة" لا يريدون دولة احزاب اسلامية او طائفية. بل يريدون دولة تؤمن لهم فرص العمل، ضمان معيشة للعاطلين منهم عن العمل، توفر لهم الصحة، والتعليم لاولادهم وبناتهم، الخدمات والكهرباء والماء والنظافة، وباختصار مستلزمات حياة طبيعية لاي انسان يعيش في هذا القرن.
من المؤكد ان شعار لا شيعية ولا سنية قد لا يضيف المزيد من الرغيف على مائدة الاسرة الفقيرة، قد لا يعني المزيد من فرص العمل، ولا يعني حياة اقتصادية افضل. ولكنه بالتاكيد يعني نهاية الاحتراب والقتل على اساس طائفي. يعني حفظ ارواح حياة الناس التي قتلت لا لذنب الا انها وجدت في الطائفة "الخطأ" في الزمان والمكان "الخطأ".
ان هذا الشعار يعني المطالبة بالتوقف عن استخدام "الطائفة" كدرع وكحصن يحتمي خلفه اولئك المتاجرون بالسياسة و الدين والطائفة. يعني المطالبة بالكف عن ارهاب الناس باستخدام الدين كسلاح في المعركة، وكأن مايؤرقهم هو الدين، وليس الصراع حول المصالح والمنافع والقوة والثروة والسلطة، وهو ما يدور حوله الصراع.
اضافة الى الفقر والحرمان، فان القتل وانعدام الامان كانت سمة هذه المرحلة الطائفية, ان ظهور داعش، ومن قبلها القاعدة، ولد على اساس التقابل الطائفي داخل الاسلام السياسي الشيعي- السني. فاذ كان ظهور داعش تم على اساس دولة اسلامية سنية، فان وجود الحشد الشعبي لا يقبل باقل من دولة تحكمها الاحزاب الشيعية.
ان شعار "لاشيعية ولاسنية"، هو شعار ثوري، وهو ليس مرفوعا بوجه السلطة الحاكمة في العراق فحسب، بل انه موجه الى ايران ايضا.وهو ايضا موجه ضد الاحزاب السنية ومن يقف خلفها من السعودية وتركيا. انه بشكل اعم، وقوف ضد الاسلام السياسي الذي اما ان يكون سنيا، او شيعيا.
الا ان هذا ليس نهاية مطاف مطاليبنا، ان ازالة الهويات الطائفية من طريقنا، انما هو لتمهيد السبيل لتعريف جديد للبشر ليس على اساس ديني. فان المواطنة المتساوية الحقوق، بغض النظر عن الدين و المذهب والعقيدة والجنس لهو حق مدني شرعته الشرائع المدنية منذ اكثر من قرنين من الزمن. الا انه لفي غاية الاهمية، ان نجتاز هذه "المرحلة الطائفية" لانها واحدة من اكثر المراحل السوداوية في تاريخ الجماهير في العراق، التي فرقت ولازالت البشر على اساس طائفي، ولازالت تحصد كل يوم ارواح الناس سواء من داعش التي تريد تاسيس دولة الخلافة الاسلامية، او الاحزاب الاسلامية الشيعية التي تريد اقامة دولتها.
لنكرر ولنرفع مرة اخرى شعار الجماهير الحي: لا شيعية ولاسنية، دولة.. دولة مدنية من اجل حماية حياة وامن وسلامة البشر من اخطار الطائفية، التي كنا ولازلنا نعيش ويلاتها كل يوم.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العفوية والتنظيم
- دخول الميلشيات الشيعية الى ساحات الاحتجاجات ينقل التظاهرات ا ...
- من الربيع العربي الى الصيف العراقي، وايصال الجماهير الى تحقي ...
- وثيقة رمضان: واسطورة السلم المجتمعي
- نادية محمود - عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- بمناسبة مرور عام على احتلال داعش: لنصعد النضال ضد كلا طرفي ا ...
- العلمانية ام الحرب الطائفية؟
- نضال عمال شركات الأسمنت في العراق ضد شركة لافارج
- عمال شركة سمنت كربلاء جبهة من صف عالمي!
- التظاهرات العمالية الاخيرة في العراق: حماية الصناعة الوطنية ...
- حجاب الاطفال الاجباري و-الخطاب الالهي- للمجاميع الشيعية
- الحرب في اليمن: دروس جديدة، قديمة!
- لحماية حياة النساء وحقوق المرأة يجب فصل الدين عن الدولة
- هجوم باريس.... وحرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- كلمة حول الزيارة الاربعينية: طقس ديني ام عمل سياسي صرف؟ (3)
- من زيارة الاربعين : هل ممارسة الطقس الديني امر ديني ام سياسي ...
- كلمة حول الزيارة الاربعينية: طقس ديني ام عمل سياسي صرف؟
- داعش، مشهد اجرامي جديد في مسرح الصراع -الشيعي- السني-!
- القانون الجعفري و استذكار - الشيوعية كفر و الحاد-!
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري.. هجمة جديدة لاسلمة المجتمع في ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية