|
توافق الأزمة
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 18:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توافق الازمة طالما اصوات المدافع تسمع والحشد الشعبي مقيد فان جميع القوى السياسية والدينية في العراق متوافقين ولو بالحد الادنى ، لكي لا يجري الطعن من الخلف ، وإن كان هذا التوافق يعطي ارتياحا لأكثر من سبب ، فهو توافق مفرح للشعب العراقي ، وهو توافق يدل على ذكاء وعلى حسن التصرف (وليس حسن النية) في الازمات ، وهو موقف ايجابي للاميركان لأنه يبين جدوى الدورات التي ركز عليها الجانب الامريكي في تدريب العراقيين على كيفية ادارة الازمات ، وهو ايضا مؤشر ايجابي للمستقبل وإن كان لا يمثل اي ضمان في المجال السياسي المبني على الخداع والغلبة. الا ان ما يحزن ويصيب بالاحباط ان الاعلان منذ وقت مبكر للبدء بالعمليات العسكرية لتحرير الموصل والتصعيد الاعلامي ونشر معلومات التحشد ونسب المشاركة للتحالفات العسكرية الاقليمية والدولية جعل داعش يخطط للابتعاد عن المواجهة ، وهذا امر متوقع لأننا نعلم ان داعش ليس لها القدرة على المواجهة العسكرية في حروب الجيوش النظامية بل ان قدراتها تكمن في معارك العصابات ( اضرب واهرب او Hit and Run) ، لذلك وكما نشر قبل اسبوع من بدء المعارك وما نشاهده بوضوح الان ، إن داعش خطط ونفذ انسحاب مبرمج وتدريجي من الموصل في وقت مبكر قبل المعركة ويبدو ان هذا ما كانت ترغب به اميركا تكتيكيا ، لأنها تريد تقليص مستوى المواجهة حفاظا على قواتها العسكرية وتقليل خسائرها الى اقل ما يمكن ، وهذا امر منطقي ويتوافق مع طموحات اميركا اليوم ، ذلك لأن حصادها في هذه المعارك سياسي يتعلق بالانتخابات الامريكية المستعرة الان وهو اهم من المواحهات العسكرية والوطنية في العراق ، وهو على عكس ما يريده العراقيين او بالاحرى ايران ممثلة بالحشد الشعبي والحرس الوطني الايراني الذي يريد حربا لا خسارة فيها مادام هناك فرصة للقضاء على شوكة السنة في العراق لأنهم يشكلون مصدر قلق وحراك وحاضنة سلبية في وجه طموحات ايران التي تريد احياء وفرض واقع الهلال الخصيب الذي يربط ايران مع شمال الشرق الاوسط العربي . وتعتبر هذه المعركة فرصة ذهبية بعد ان كان اصطياد السنة على اساس انتمائهم وولائهم للبعث واعتبارهم جميعا بعثيين ، الا ان هذا المبرر ، عفى عليه الزمن واستهلك ليصبح الان السنة جميعهم داعش . من ناحية اخرى فاننا لايمكن ان نغفل او ننكر الحس الوطني للعراقيين ولا مجال للمزايدات في وصف المشاعر والدوافع العراقية الحقيقية لتحرير الموصل لأن الغيرة العراقية لا تقارن مع القذارات السياسية ولا يمكن مقارنة الشعور الوطني وحب الارض وحماية العرض بما يخطط له السياسيون والغرباء القادمون مع الاحتلال والمرتبطة مصالحهم بالخارج . فلا زال في العراق مقاتلين تغلب روحهم الوطنية على الفتن والطائفية ، ولكن ومع الاسف فان هذه الانتصارات والتضحيات يجني ثمارها السياسيين والزعماء الدينيين الذين يتاجرون بدماء وغيرة الشعب العراقي ، لذلك فأن ما ينتظر العراق ما بعد تحرير الموصل اخطر بكثير من ما يصوره الاعلام او ما يصفه السياسيين من تفاؤل كاذب يرقى الى مستوى التقية السياسية التي اصبحت بديلا شرعيا للخداع السياسي المتداول في اروقة السياسة. لازال النازحين من المدن المحررة في جميع انحاء العراق لم يعودو الى مدنهم ولم تقدم الدولة ولو بشكل اولي اي خطط لأعادتهم او لأعادة اعمار مدنهم لما دمرته العمليات العسكرية عند تحرير المدن ، مع العلم ان وزارة المالية سبق ان اعلنت ان هناك عجز مالي للدولة قد بلغ ذروته الى الحد الذي قد تعجز الحكومة فيه عن صرف رواتب الموظفين للسنة القادمة ، لذلك فأن تعثر الدولة وانعدام التخطيط وغياب النضج في صناعة القرار نتيجة ضعف الادارة والفساد وعدم الجدية في معالجة نقاط الضعف مع انتشار الفساد وانعدام الامكانات والوسائل بكل انواعها ، كل ذلك ، يعطي مؤشر سلبي عن حال النازحين من الموصل الذي من المتوقع ان يكون ضعف ما موجود من نازحين على ارض العراق في مناطق النزوح حاليا. لذلك يجب عدم التسرع في التفائل وضرورة ابعاد الحشد الشعبي عن معارك الموصل او دخول المدينة (لأنهم وكما اعلن ممنهجين لتصفية السنة انتقاما وللثأر من احفاد قتلة الحسين) وهذا يعطي اندفاعا همجيا لسفك الدماء وحصد ارواح ابرياء كل ذنبهم انهم في المكان والزمان الخطأ ومع الناس الخطأ . ومهم ايضا ابعاد الوجود او على الاقل الظهور الايراني ولو شكلا عن دوائر صنع القرار في العراق ، عند ذاك يمكن احتواء الوضع و التفاؤل بمستقبل جديدة مبني على اسس التوافق و المواطنة العراقية.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افراح وقحة
-
وللشجاعة فنون
-
الجوكر ولعبة السياسة
-
نحن و فارك
-
إسلامهم
-
الاسلام و المسلمين
-
الحمار على التل
-
الحمار و التل
-
اليوم والزمن الاخر
-
يا ريت
-
صبرا على المنايا
-
العرب والحضارة اليوم
-
هل نريد الحياة
-
آ يا شعب العراق
-
أضعف الايمان
-
الموصل .. مدينتي
-
لن نقطع الأمل
-
العرب والشرق الاوسط
-
صفحات ملوعة
-
جاري وصديقي الهارب
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|