نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 17:43
المحور:
سيرة ذاتية
شكرا ً أبا أفنان و لنا لقاء ٌ في موعد ٍ مناسب.
العزيز قاسم الورد،
يتحدَّث ُنيتشه في كتابه "هكذا تكلَّم زرادشت" عن التحولات الثلاثة للعقل.
- التحول الأول: إلى الجمل: و هو حينما يطلب العقل المعرفة، فيحملها، ويستزيد منها، و يتحمَّلُ منها الأزيد، يستحمِل ُ منها الأكثر و الأفضل و الأنقى و الأشمل.
- التحول الثاني: إلى الأسد: و هو حينما يُترجم ُ العقل ُ هذه المعرفة من "معلومات منعزلة" إلى مُحفِّزات و بواعث و مُثيرات لإرادة التغير، فهو هنا "أسد ٌ يريد"، يخوض ُ معركته مع التنين الأكبر الذي يريد ُ أن يمنعه عن الإرادة، بقوَّة ِ قيد ِ الموروث ِ البرَّاق.
- التحول الثالث: إلى الطفل: و في هذه المرحلة بالذات تولد ُ القيم الجديدة، لأن العقل َ فيها إنَّما هو طفل ٌ فقط في حال نصاعة ِ كيانِه و نقائِه و خُلوِّه من القيم القديمة و الأيديولوجيات الموروثة، و في إقبالِه الشغوف و اندفاعِه التلقائي المُتوهِّج نحو توليد ِ القيم الجديدة و إنشاء ِ هيكل ارتباطاتها، و تحديد معانيها واستتباعات تلك المعاني، و استحقاقات هذه الاستتباعات على الرؤية للحياة و المنهج المُتَّبع.
العقل ُ طفل ٌ من حيث ُ ملاحقة ِ إرادته على التَّعمُّق ِ، و براءة ِ الخوض، و استعداد ِ الفحص، و النهج ِ في ذلك الخوض و هذا الفحص. وهو أسدٌ في طفولتِه من حيث ُ القوَّة ِ الدافعة ِ لتلك البراءة، و القادرة على حمايتها من تنين الموروث، و جمل ٌ من حيث ُ المخزون المعرفي و الفكري المحمول.
لكل ٍّ منا رحلة يبحث ُ فيها عن شئ، و يريد تحقيق شئ، و لقد بدأت ُ رحلتي في الحوار المتمدن باحثا ً عن أشياء وجدتُ بعضها، و فتحت لي أسرة ُ الحوار قلبها و ذراعيها، و هو ما سأذكره ُ لهم ما حييت بالعرفان الجميل و الذكرى الطيبة و الامتنان الوافر، فلهم الحب و الود و موصول الشكر. و أحسب ُ أن عقلي اليوم َ في مرحلتِه الثالثه، يستشرِف ُ آفاقا ً جديدة ً، و يستطيع ُ أن يقدّم الكثير، لكنَّه ُ أولا ً يجب ُ أن يصعد َ جبلا ً ما، و يتوحَّد َ مع ذاتهِ ما احتاج، و يفارِق َ قبل أن يعود.
أشكرك َ لمحبَّتك، و لنا لقاء يا صديقي.
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟