أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - سجل فانت














المزيد.....

سجل فانت


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 15:12
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    




في اصقاع الارض هناك فروق بينة بين البشر.. ربما لخصوها ذات مرة بعبارة شهيرة مريرية يكاد يعرفها كل واحد منا ، يصفون فيها جليا ما يدور بهذه الارض التي لا تكف عن الدوران،فتصيبنا على الدوام بدوار تقلباتها وعجائب احداثها

ومن الامثلة التي لا تعد ولا تحصى لهذا الجور والظلم والكيل بمكيالين كما يقال ذاك الذي مر به احد المهاجرين اخيرا.. هذا الهارب من جحيم الحرب في العراق الى بعض الامان في المانيا لم يخطر بباله قط انها ستكون مقبرة شبابه. لم يكن يحلم الا بالسلام، منشغلا كغيره من اللاجئين بالكثير من التحضيرات والتعليمات والاوامر والاوراق الرسمية التي تطيح به عرض بحر القنوط ، في غرفته التي نالها قانعا اسكن عائلته البسيطة ، ولم يكن لأبنته ذات الثمانية اعوام مكانا لللعب سوى باحة المبنى حيث الاشجار الوارفة والخضرة .. لم تخطر بباله او ببال امها ان الاغصان الناعمة النظرة تخبئ خلفها انياب وحش كاسر، تسلل فجأة ممتلئا بالشهوة المريضة ليفترس جسدها البض البريء. ولما فرغ منها تركها لتعود مخضبة بدمها الطاهر. سألتها الام مفزوعة ، فردت بانفاس متقطعة وهي تشير اليه ، جن جنون والديها، ونسي الأب كل حدود العقل ،والفوارق وقوانين الهجرة …. عميت عينيه عن كل شيء لم يبقى في رأسه الا شيء واحد الانتقام ممن سلب صغيرته برائتها، واغتصبها

اندفع بسكينه والشرر يتطاير من عينيه. في ذلك الوقت وصلت الشرطة الى المكان ورأته مندفعا يتوعد المجرم. وما هي الا لحظات حتى اردته قتيلا

لم يتوانى الشرطي في قتل رجل غاضب على اغتصاب ابنته. اراد منه الهدوء والالتزام بتعلماته. وبدل من ضربه بهرواة ، او الانقضاض عليه لايقافه بل وحتى اصابته بمكان يعيقه عن متابعة تهديده قتلوه

من يبحث ويهتم به، هل للانسان في اوطاننا قيمة تذكر ليقدر بالتالي العالم قيمته. الكل يسخر ويستخف بأنساننا الذي استوطنه الضياع والقتل والتشرد فصار عنوانه وملامحه في جوازات سفره المزورة ،والمستخرجة بمدخرات العمر

ولم يمت مرة واحدة ذلك المهاجر عاثر الحظ، بل عشرات المرات. فما بين صحف رغم كونها مرموقة تصدر بالعربية الا انها صفراء النوايا انبرت تلفق عليه التهم.واخرى تناولته وقصته ببرود، وشهود منعوا من الادلاء بشهادتهم بالتخويف في بلد الديمقراطية الحقة ضاع دمه. واندثرت قصته وطويت

لا احد يهتم بما يحصل للاجئ، المثقفون تفتقت قريحتهم في رجم مرتكبي جريمة التحرش بكولن بابشع الالقاب.. ووصفوهم باشنع الالفاظ . واغدقوا على الفتيات القابا استثنائية مثل حفيدات غوته ونيتشه وشيلر.. وكيف ان الكلاب والرعاع وناكري الجميل اعتدوا عليهن. لا شك كانت الجريمة بشعة ولا ترضي اي انسان ولا تمت لا لكرم الضيافة ولا للخلق العربي الاصيل بشيء. لكن الكتابة عنها بهذا الاسراف والتملق والسخاء ، وتفادي تناول اي موضوع عن قتل المهاجرين ،واسترخاص دمهم ، وكانهم شيء لم يكن فهذا امر اخر

للذين يتباهون في تلميع صورهم وتبرأة انفسهم من الانتماء للقطيع كما يعتبرون باقي المهاجرين. متعففين عن كل ما يمت لحضارتهم الام بصلة وكانها لم تكن أمهم ، ولم يكونوا نتاجها

لكل هؤلاء وغيرهم ملاحظة بسيطة. في البيوت الفارهة والبسيطة . على طاولة اصحاب القرار ام عامة الناس هم لا يفرقون بينكم وبين من تستنكفون من الانتماء اليهم . هذا اولا وثانيا عندما تسجل اسمك وتملأ استمارة بياناتك في السجلات الرسمية ، فليس للموظف متسع من الوقت للاستمتاع الى فلسفتك بالحياة، سيسجل بانك عربي
لذا تنويه بسيط اذا ما اتسع وقتك للاستماع اليه ام قراءته كما تحب.. لا تدع الاخرين يغمطون حقك ، ويتعمدون اهانتك ،وعبورك عندما تكون امامهم باساءتك لابناء جلدتك
وتذكر بانك مهما كتبت ،واينما رحلت ،ومهما كان المجتمع الجديد سخيا معك سيلتقيك بعد عشرات السنين على قارعة الطريق وسيسألك من اين اتيت بعد بضع عبارات. فتأمل ماذا ستسجل.. لقد سجل مهاجر مجبر لبيب قبل عشرات السنين حقيقة نسبه، ولم يخجل وصار اسما على جدار المجد في كثير من خيرة عواصم الارض
فخذه مثالا وانصف نفسك قبل غيرك, ولا تتردد وسجل فانت عربي ودع مرارة الاحداث لا تنسيك انسانيتك التي هربت بها من جحيم الاحداث الدامية لفرصة حياة افضل



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راحلة بين العناوين
- ولم يعد عبود يغني
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة -2
- حائط المقهى
- ارادتي +نقودي=هجرتك
- اللعبة الجائرة
- اوجاع المهاجرين
- من فتحت الحدود خسرت الاصوات
- ضاع محمد والوطن
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - سجل فانت