أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني- الخديعة














المزيد.....

يظل القيد ارجواني- الخديعة


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 14:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    






شذى احمد

تقول العرب
اذا اقبلت باض الحمام على الوتد.. كم يظن الباقون هناك برخاء حياة من استطاع عبور البحر. من فتحت له ابواب السماء ،فعبر الى السعادة والنعيم. كم من الحالمين ما زالوا يعدون حقائب السفر لمغادرة ارض الموت والدمار الى جنان الارض في العالم الاول كما يحب تسمية نفسه. وباقي العالم يوافق بابتسامة عريضة

لكنها وربما قبل ان يستشيط احدهم غضبا من كلامي ربما هي ليست الوحيدة التي لا تعرف السير في دروب جنان الارض هذه ،ولم تحظى بعد بنصيبها من نعيمه الدائم

عاشت اشهر عصيبة. لم تتمكن حتى من تضميد حنينيها للوطن ببعض الكلمات والمكالمات مع الاهل ، كل شيء شبه ممنوع. تحتاج لساعات طويلة في الذهاب والاياب لمدرسة اطفالها.اسكنوها باطراف المدينة والمواصلات رغم توفرها لكنها تاتي باوقات محددة ،وتقطع مسافات طويلة في هذا البلد الشاسع قبل الوصول من والى المدارس او رياض الاطفال

الساعات ما بين ذهابهم وانتظار اللحاق بالحافلة لاصطحابهم من جديد كانت هدرا ،ومعاناة لا حدود لها. . لم تعرف ما العمل ؟. منقطعة تماما عن كل شيء. حتى سكان النزل الاخرين لم يعودوا يقدمون الكثير من المساعدة. انتهى فضولهم بسماعهم تفاصيل قصتها. ثم التفت كل منهم الى اموره الشخصية

في يوم ما من حيث لا تدري . راته امامها. لا يمكنها تفسير مشاعرها بين الخوف والفرح. بل الغبطة والخيبة!!. بدا كل شيء متعذر الفهم

مضت الدقائق الاولى عصيبة بينهما. لكنها بالنهاية ذابت امام القواسم المشتركة التي جعلتهم بالرغم منهم فرحين باللقاء!. قال بأسى بحثت عنكم في كل مكان دون جدوى ..قصت عليه كل ما مر بها. ولامته لعصبيته التي اوصلتهم لهذا المكان

بعد اخذ ورد . بادرها بالقول: والان كيف نلم الشمل ؟
ولما لم يجد اجابة منها بادر بحماس: اجمعي اغراضك دعينا نغادر هذا المكان بل هذه المدينة مادمنا لم نحصل بها على الاقامة بعد.. بين ترددها ،وخوفها اقتربت ساعة الحافلة التي عليها اللحاق بها ،والا انتظر الصغار ساعة اضافية امام المدرسة، او روضة الاطفال
في الطريق تحدثا كثيرا، سمعت مقترحاته بصمت وحيرة. فرح صغارهما بعودة الاب الذي افتقدوه شهور طويلة

امام مديرة النزل وقفا سوية يقصان حكايتهما..يطلبان كطفلين غرين مساعدتها في ايجاد حل لمشكلتهما
سمعت الموظفة القصة دون اي علامة للرفض او الايجاب. أومات برأسها وهي تقول: ساتصل بالمسؤولين واخبركم بالنتيجة. لكن الى ذلك الوقت لايمكنك البقاء هنا مع العائلة
وافق على مضض متأملا اصلاح الحال قريبا.فيلتم شمله باسرته متعهدا على ضبط النفس ،وعدم الاستسلام لنوبات الغضب من جديد

في اليوم التالي استدعت الموظفة الزوجة ،واخذت تستجوبها طويلا عن كيفية معرفة الزوج لمكانها، واذا ما كانت هي من استدعته .. الخ . اجابتها بالنفي . واكدت لها انه قوي الأرادة ولا يقبل الهزيمة ظل يبحث عنهم حتى وجدهم. وهنا سألتها السؤال الاهم: هل تريدين العودة له رغم كل ما حصل بينكما. ولأنها زوجة عربية فلقد اعتاد قلبها على المسامحة ،واحتواء الازمات وسوء معاملة الزوج ، وغفران زلاته... ردت باعتزاز وفخر: هو عصبي ، لكنني استطيع مسامحته ، لدينا اطفال علينا المشاركة في تربيتهم

كان هذا كل ما ارادته الموظفة .. هزت برأسها مكتفية بالمقابلة. ظنت الزوجة بانها انجزت مهمتها على اتم وجه. بتصريحها هذا سوف تصلح الامور ، ويعود الاب لابنائه

في اليوم التالي على غير المعتاد جاءتها احدى العاملات طالبة منها الاستعداد بسرعة لموعد مهم . لم تفهم اي شيء مما يدور حولها

وجدت على باب النزل سيارة اجرة بانتظارهاهي واطفالها. وانطلقت بهم الى حيث لا تعرف . حتى وصلوا الى احدى البنايات عندها طلبوا منها اخذ صغارها والدخول اليها. هناك التقت بالمترجمة العربية فتنقست الصعداء بعض الشيء اخيرا سوف تتمكن من ايصال افكارها ،والتحدث كما تريد وفهم ما يراد لها
جاءت احدى الموظفات هناك اخذت منها اولادها قائلة ببرود : ساخذهم لللعب في الغرفة المجاورة حتى ينتهي الحديث مع الأم
لما فهمت الأم ذلك لم تمانع. وبدأ التحقيق . وكان عليها من جديد اعادة كل ما قالته لمديرة النزل من جديد. لكنها عرفت قلة حيلتها ،وضرورة استجابتها لما يطلب منها . فهي لاجئة وحريتها لا تتعدى ما يمنح لها

بينما هي تسأل وتجيب . فتح الباب ،واذا بالموظفة التي اخذت الاولاد معها ترفع ابهامها الى الاعلى كانها تقول : كل شيء سار على ما يرام
احست الأم بوخزة في قلبها. اجالت بنظرها في الوجوه التي حولها، وسط ضياعها جاءها صوت المحققة التي ترأست جلسة التحقيق: انتهى كل شيء الان اولادك في مكان أمن .مادمت تريدين العودة لزوجك تفضلي لكنك لن تري اولادك مرة اخرى. اخذناهم الى مكان اخر لن تتمكني لا انت ولا زوجك من الوصول اليه. يمكنك الذهاب
كانت الجمل التي تترجم لها كانها هزات تزلزل كيانها. في لحظة انهار العالم من حولها ولم تعد تملك اي شيء اضاعت اولادها حتى دون ان تودعهم

دون وداع اي الثكالى اوفر حظا؟ اللواتي يودعن فلذات الكبد و القلب بين ايديهن. ام اللواتي تبخبروا من امام عيونهن كانهم لم يكونوا

لا اعرف . لكنها سليلة الالواح والمسلات...المسمار ،والعجلة فهل تنتهي قصتها الى هنا

اكاد اسمع رد كل واحد منكم
دعونا نأمل بلقاء حافل





#شذى_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق
- الاسيرة الجميلة
- ولست دميتك
- حياة المفخذة


المزيد.....




- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني- الخديعة