|
قراءة باردة على صفيح يغلي
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 00:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة باردة على صفيح يغلي
الرد العراقي والضجيج التركي ومناوشات السياسة الإقليمية وأرتباطها وتداخل جبهات المواجهة وأمتدادتها في الداخل والخارج هو الصفيح الساخن الذي يسود الواقع السياسي والعسكري في المحيط الإقليمي، دون أن نفرز ملامح رؤية حقيقية للمستقبل القريب أو يشير لوجود نبض عقلاني أو منطقي يدير الأمور ويسوقها نحو التوازن الذي يستطيع أن يبلور سلام مرحلي، أو يساهم حقيقة في محاربة الإرهاب والتطرف لمصلحة كل الفرقاء الذين يرفعون شعار محاربته عاليا، قد يكون لبعض الأطراف أكثر من مصلحة في وضع هذا التشويش وأعلان سقوف عالية ليبدوا أكثر قدرة على الحركة والتأثير، أو مطالب أكثر ما يقال عنها أنها فوق المعقول الواقعي، أملا بمكاسب سياسية أو أقتصادية من خلال جعجعة الصوت العسكري المتهور. نظريات الصراع دائما تفرز بين دائرتين مهمتين في واقع التنازع وهما دائرة محور الصراع ودائرة اللاعبين الكبار، ففي الدائرة الأولى يسكن ويُسكن اللاعبون الصغار والأدوات والضحايا والمصالح الغير محمية والتي تخلو من حماية أو حق الأحترام، وعادة ما تكون هذه الدائرة هي الأكثر تضررا والأكثر بؤسا مع تحمل خسارات كارثية، دون أن تخرج بنتيجة ما تبرر وجودها في لبة الصراع أو في محاوره المشتعلة، فهي مجرد وقود للصراعات وملاقط لينال فيها اللاعبون الكبار الأهداف المطلوبة تحقيقها من جحيم الصراع وإدراته. الدائرة الأهم هي دائرة اللاعبين الكبار أصحاب المصلحة الحقيقة في نشوب الصراعات وتوقيتاتها وإدارتها ومنذ البد وحتى الأتفاق على قرار وقفها أو تأجيلها، أو نقل ساحاتها حسب متطلبات التطابق والأختلاف في المصالح والتوقيتات وتوازنات المصالح، اللا عبين الكبار هم الأبعد عن ساحة الصراع والأقل تأثرا من مجرياته وهي صاحبة المكاسب النهائية بدون ثمن يذكر، لذا فمن يريد أن يقرأ حقيقة الصراع عليه أن يفتش مديات المصالح وحدودها التي تؤثر في حدود الفعل لهم أو في طريقة أحتواء هذه المصالح، فليس هناك منطق في إدارة الصراع إلا منطق قوة المصالح ومصلحة القوة في إدارة النزاع، أما الشعوب ومستقبلها والقانون الدولي والأخلاقيات بما فيها الشرعة الدولية عليها أن تكون جزء من عالم الصراع وأداة أضافية خاضعة للتوظيف والتسخير الفعلي متى ما احتاجت إدارة النزاع أن يحضر أو يكون حاضرا. الذي يهمنا الأن من موضوعية الصراع كيف لنا كقوى واقعة ضمن الدائرة الأولى وبالأخص نحن دائرة الصراع ومحل الحدث والتنازع، كيف لنا أن نتصرف عقلانيا ليس لتفادي الصراع؟ وهذا ما لا يمكن القول به ولكن تقليل الخسائر والتضحيات بالقدر الذي يخرجنا من الدائرة مع شيء من العقلانية والمقبولية في حدها الأدنى، لذا فمن المناسب أن نضع بعض النقاط هنا أمام من يملك سلطة إدارة الأزمة داخليا وبإمكانه أن يؤثر في خفض التوتر دون أن يمس ذلك الهدف الأساسي من خوضنا للصراع مع الأرهاب: • التقليل قدر الإمكان من ردود الأفعال التي تثير الطرف المستفز الذي يبحث عن ذرائع لتحريك الجو وأشعال الحرائق، دون أن نسلم بما يقول أو يفسر الموقف على أنه خضوع للإملاءات الخارجية، ولكن الرد بردود تحتمل قراءات عديدة تبعد النار عن الحطب وتنبه الطرف الاخر أن الحريق لن يقتصر علينا لوحدنا. • تجنب الانسياق وراء الأصوات المتعالية التي تظهر قدرة وقوة على المواجهة وهي لا تملك غير وجودها المجرد على الساحة. • الأستمرار في متابعة خيوط المعركة الرئيسية والتركيز على الأهداف الكبرى وعدم الإنشغال بالسجالات السياسية، ووجوب الفصل بين العمل الدبلوماسي وبين العمل السياسي والعسكري. • العمل وبهدوء ومن خلال مؤسسات علمية ومهنية أحترافية وبعيدا عن السلطة العسكرية والسياسية لتوجيه الرأي العام إلى أهمية المعركة الأساسية، من جانب أخر تحريك قضايا خلافية حرجة للجانب المقابل تثير البلبلة والقلق لو فتحت أبوابها من باب الردع المقابل الناعم. • من المعروف أن لكل أطراف الصراع الدائر في إقليمنا المشتعل بنار الأرهاب هناك خصوم سياسيين وعداءات في أماكن أخرى، أو أن هناك نقاط ضعف تشل موقفها أو تحرز نقاطا في صالح صراعنا وتوظيف هذه القضايا لتأثير على الموقف من قبل أطراف تسعى لزيادة مستوى التوتر. • أيضا لا نهمل كل الجوانب السياسية والدبلوماسية والأقتصادية في التوظيف الهادئ وأستغلال التحالفات الدولية والمنظمات الدولية والتكتلات العالمية لجرها إلى دائرة الحدث ودائما بصفة المظلومية وهذا دور الدبلوماسية الفاعلة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قتل الطفولة وتجريم المجتمع.
-
وما ذا بعد؟
-
في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد-.
-
في رحابة ليلة الحزن السرمد
-
جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي
...
-
جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي
...
-
تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي
...
-
دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
-
العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
-
العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض
...
-
التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
-
أحيوا أمرنا ....ح2
-
أحيوا أمرنا ....ح1
-
فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
-
فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
-
شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
-
هذيان عاشق مغرور
-
الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما
...
-
هذيان ميت
-
شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
المزيد.....
-
الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت
...
-
هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب
...
-
محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة
...
-
تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات
...
-
اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام
...
-
نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ
...
-
استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
-
اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
-
50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال
...
-
رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|