أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الجلد باللغة الدينية في قصة -مقامات العصفور- سهيل الخالدي














المزيد.....

الجلد باللغة الدينية في قصة -مقامات العصفور- سهيل الخالدي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


الجلد باللغة الدينية في قصة
"مقامات العصفور"
سهيل الخالدي
النص الجيد يفتح افاق جديدة امام المتلقي، وعندما يستخدم الكاتب لغة استثنائية في اعماله لا بد أن نتوقف عندها، متأملين/محللين ماذا أراد من وراء استخدام هذه اللغة، في هذه القصة يتحدث الراوي عن الحرب العدو الإسرائيلي على لبنان، وكلنا يعرف ماذا تعني الحرب، خاصة إذا كان من يقوم بهذه الحرب عدو شرس يحمل أفكار تعود إلى أكثر من ثلاثة آلف عام.
الراوي استخدم الآيات القرآنية والفكر الديني الإسلامي بغزارة في قصته، عندما أراد وصف وحشية العدو وقذارة الحرب التي يشنها، وكأنه لم يجد سوى لغة الفكر الديني الإسلامي كلغة خراب وقتل وتدمير، من هذه الاستخدامات "...ودك بيروت والمخيمات وأمر بحفر جورة دفن فيها البنين والبنات الأحياء منهم والأموات" ص116، فهنا كان التناص مع الدعاء الذي يردده المسلمون "أللهم أغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات" الراوي يقلب الدعاء إلى دعوة، وهذا الاستخدام يشير إلى الصورة السلبية عند الراوي للفكر الديني ومن يستخدمونه، وهذا يشير بطريقة أو بأخرى إلى أن من يتحدث بهذا الفكر هو مساهم في ما يحدث في بيروت من خراب وقتل وتدمير، من هنا جاء استحضار أفكار هؤلاء القوم، وإلا ما الدعي للحديث بلغتهم وأفكارهم؟.
ويستخدم الآيات القرآنية بهذا الشكل، "ودكت الطائرات المخيم دكا، وصارت الدماء أحواضا وبركا، وقصف الأطفال قصفا وصارت الأحلام عصفا.. ومن الدماء والخرائب كالذي هو بين الصلب والترائب" ص114، بدون شك الصورة تتضح لنا أكثر، فكل الألفاظ المستخدمة هي متعلقة بالقرآن الكريم، وهي لغة تعذيب وجلد الأنا/نحن، فمن يستخدم هذه اللغة ويتحدث بها هو جلاد، يسهم ومساهم في ما يحدث في بيروت ولبنان من خراب ودمار وقتل.
ومن الصور التي تأكد هذا النفور ممن يستخدم الفكر الديني لتبرير ما جرى في لبنان، "أصبحت بيروت لهم طريق الجلجلة، وأطفأت بيروت أنوارها.. وزلزلت بيروت زلزالها، وأخرجت الخيام العربية أثقالها وقالت الخراتيت مالها" ص117، فهنا التناص واضح مع سورة الزلزلة، وكلأنا يعلم بأن هذه السورة تتحدث عن الدمار والخراب الذي سيعم الأرض يوم القيامة، فهذا اليوم يتماثل مع ما يجري في بيروت على يد المحتل وبتحليل وتبرير من قبل الاتجاه الديني الإسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين، الذي عملوا بكل جهد وتفاني في عزل الشعب عما يجري في لبنان، ومن خلال قولهم: "ما يجري في لبنان عقاب من الله على الفسق والفحش المستشري في لبنان، وقوات الاحتلال هي يد الله التي يسلطها على الكفر والفاسقين، وليس لنا نحن العباد أي تدخل بإرادة الله الذي يعاقب هؤلاء الكفر والفساق" بهذا الشكل كانت اللغة الدينية ومن يستخدمها شركاء في العدوان على لبنان، ولا فرق بين من يقوم بالحرب ومن يبررها ويحلل ما يجري، وكأنه بهذا التبرير يريد من المتلقي أن لا يكون حاله مثل هؤلاء القوم المعاقبين/الهالكين/الكافرين/الفاسقين.
وهناك شكل آخر من هذه اللغة نجده في هذا المقطع، "الغارة تمتد وعود الأطفال يشتد، أو يحسب الخرتيت أن لا يقدر عليه أحد..؟" 116، المقصود هنا كان بكلمة "الخرتيت" العدو، فحتى عندما أراد الراوي أن يضع أمل/مخرج، من هذه الحرب، ويرفع المعنويات بهزيمة المحتل استخدم أيضا الآيات القرآنية، وكأنه بهذا يرد على الإخوان المسلمين بعين اللغة التي يستخدمونها، وكأنه يقول لهم، هذا الدين وهذا القرآن ليس لكم وحدكم، بل لنا أيضا، فإذا ما وجدتم فيه ما يلبي/يناسب فكرتكم الهدامة، فنحن أيضا نجد فيه ما يلبي فكرتنا بالصمود وتحقيق النصر، وبهذا يكون الراوي قد رد بذات اللغة التي يستخدمها العدو، وبالوسيلة ذاتها التي يستخدمها، وبهذا يكون قد افقده الوسيلة واللغة الدينية التي يتلاعب بها كيما شاء.
القصة من مجموعة "السبد عباس فاضل الاعتيادي" منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين، طبعة 2004.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الشخصيات والصوت الواحد في رواية -تفاصيل الحلم القديم- خ ...
- القصة مرآة الواقع -السيد عباس فاضل الاعتيادي- سهيل الخالدي
- امسية قلائد القوافي
- المرأة والطبيعة في ديوان -حروف على أشرعة السحاب- نعيم عليان
- النص المخصب في ديوان -هكذا تكلم الغريب- معتز أبو مصلح
- الصوفية في ديوان -أنا- سليمان دغش
- سؤال
- الخراب في قصة -رحلة الشاطر كلكامش إلى دار السلام- علي السباع ...
- العراقي والعراقية في رواية -الحفيدة الأمريكية- أنعام كجه جي
- الجيش العراقي وفلسطين في رواية -الحفيدة الأمريكية-
- الصراع في رواية -الحفيدة الأمريكية-
- العراقي المهجر في رواية -الحفيدة الأمريكية-
- العراقي في رواية -الحفيدة الأمريكية- أنعام كجه جي
- نضوج الفكرة وتألق اللغة في - هكذا ينتصر الحب على الحرب- شذى ...
- المتألق محمد شحرور
- الانسجام في ديوان -نوبات شعرية- مالك فايز المصري
- النبوءة في قصيدة -لأجل الغياب.. الذي أنا فيه- فرات إسبير
- احداث أيلول في رواية -المحاصرون- فيصل الحوراني
- الألوان في قصيدة -حالات البحار العاشق- عبد الناصر صالح
- الفكر الديني في قصيدة -في حضرة القدس- همام حج محمد


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الجلد باللغة الدينية في قصة -مقامات العصفور- سهيل الخالدي