أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات















المزيد.....

حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
تميم منصور
ما زالت تداعيات جنازة بيرس والحضور لتقديم واجب العزاء تتدحرج ككرة الثلج التي تهبط من جبل وتأخذ معها الكثير من الشوائب والأوساخ . إذا قال غوبلز وزير الدعاية في حكومة هتلر " إكذب إكذب حتى يصدقك الناس " وعلى ما يبدو منذ عملت العديد من مؤسسات الدعاية الصهيونية بموجب هذه الوصية ، نجحت بإقناع الكثير من كبار الدبلوماسيين في العالم ، ومن ضمنهم عكاكيز من القادة والزعماء العرب ، خاصة أولئك الذين تسوقهم أمريكا أمامها كالقطيع ، كالنظام الأردني والمصري والمغربي ودويلات العارفي جزيرة العرب .
هؤلاء وغيرهم صدقوا أن شمعون بيرس ومن قبله إسحاق رابين بطلان للسلام ، مع أنهما جزء لا يتجزأ من الاجماع الإسرائيلي ، القائم على التوسع والاحتلال والاستيطان ، واستخدام سياسة التمييز القومي ضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني . عندما قُتل رابين شارك الكثير من المواطنين العرب ، خاصة عملاء الأحزاب الصهيونية وغيرهم في حلقات الردح التي أقيمت للتعبير عن الأسى والحزن عليه ، وقد وصل الأمر الى ظهور ملصقات موشحة بالسواد تم الصاقها داخل بعض البيوت وعلى زجاج المركبات لفترات طويلة .
اليوم عاد هذا السيناريو ، سيناريو الخداع مع موت شمعون بيرس ، فقد نجحت الدعاية الصهيونية من تعميده وتطهيره حتى أصبح من وجهة نظر الكثيرين "حمامة بيضاء" لم يرتكب مسلسلات من الجرائم بحق ضحاياه العرب في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان، لم يقم ببناء المفاعل النووي في مدينة ديمونا ، لم يخطط لإقامة المستوطنات.
من بين أبواق الدعاية المخادعة هذه إقامة ما يسمى بمركز بيرس للسلام ، فقد رأى فيه الكثيرون قبلة ومزاراً من الجدير التبرك به ، وقد تمكنت أوساط الكذب والخداع الصهيونية من استثمار هذا المركز لإطفاء نيران المجازر والجرائم التي قامت بها إسرائيل ، على مر سنوات عدة ، كما استخدم ولا يزال لتبييض وجه إسرائيل أمام المرافق الدولية، مع أن هذا المركز لم يقدم أي شيء حتى الآن لعملية السلام ، لم يصدر بياناً واحداً يرفض من خلاله استمرار الاحتلال ، ويستنكر سفك دماء الأبرياء الفلسطينيين ، وسياسة الاستيطان .
خدع هذا الجزار الوهمي المزيف العديد من الشخصيات العربية وغير العربية التي زارت إسرائيل ، وكان آخر هؤلاء " سامح شكري " وزير خارجية مصر وربيب المخابرات الامريكية أثناء زيارته الأخيرة للقدس .
بالتأكيد ان مؤشرات وملصقات جديدة ستصدر قريباً تنعى شمعون بيرس ، وسوف يتناولها العديد من المواطنين العرب ، وبالتأكيد أيضاً أن شأن مركز بيرس للسلام سوف يعلو بعد موت بيرس ، لأن أعوانه والساقطون في حبائل خداعه يعملون على توسيع واشهار هذا المركز للإستمرار بتمرير لعبة الكذب والخداع الذي أقيم من أجلها. لكن نريد أن نسأل : من الذي منع بيرس إقامة السلام العادل مع الفلسطينيين ؟ لقد شغل نائب وزير الدفاع ، ووزير دفاع ، ورئيساً للوزراء ورئيساً للدولة ، كما تقلد مناصب عدة ، لماذا لم يضع لبنة واحدة في صرح السلام ؟؟؟
الملفت للنظر اليوم بأن الشارع في الداخل الفلسطيني قد تأثر بتداعيات موت بيرس ، ومسألة المشاركة في جنازته أخذت حيزاً من الرفض والقبول ، وتحول تقديم العزاء لإسرته وذويه الى قضية تُناقش ، ولا زالت تلقي بظلالها على هذا الشارع .
وقد اتضح ذلك من خلال وجود اجماع واحد يحدد موقف القيادات العربية ، وإن قسم من هذه القيادات لم تلتزم بالموقف الذي اتخذته القائمة المشتركة ، بعدم المشاركة بجنازة بيرس .
في مقدمة هؤلاء البكائين والرداحين على شمعون بيرس والذي رفض موقف القائمة المشتركة ، يقف النائب زهير بهلول ، فقد كان من بين المشجعين لحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طقوس الجنازة ، وأعتبر هذا الحضور نوعاً من الشجاعة ، مع أن حضور عباس يعتبر جزءاً من سياسة سلطة رام الله الفاشلة والفاسدة ، كنا نتمنى لو أن عباس ومعه زهير بهلول شاهدا حالات الذل والبهدلة والمعاناة التي يقوم بها جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين على الحواجز ، ان عباس يتنقل من حاجز الى حاجز ويمر من فوق السجاد الأحمر ، أما ابن بلدة الرام الذي يود الانتقال الى البيرة أو بيت لحم أو الى مدينة رام الله فعليه أن ينتظر يوم كامل للوصول الى هذه الآماكن ، مع أن شارعاً واحداً يفصل بين الرام والبيرة ورام الله .
ان حماس زهير بهلول للمشاركة في جنازة بيرس ، يطبق المثل الذي يقول " المبلول لا يخاف من شتوة " فزهير بهلول منقوع بمستنقع أكثر الأحزاب صهيونية ، حزب له دوره في حدوث النكبة واستمرار الاحتلال ، إن غاية زهير بهلول أن يسبح الجميع في مستنقع الأحزاب الصهيونية مثله.
هناك فئة ضالة أخرى لم تلتزم بموقف القائمة المشتركة ولجنة المتابعة تجاوزت موقفهما من مسألة جنازة بيرس والمشاركة في عزائه، هذه الفئة المنافقة ، مجموعة من رؤساء السلطات المحلية العربية ، زاروا بيت العزاء باسم كافة السلطات المحلية العربية برئاسة مازن غنايم ، لكن لوحظ أن غالبية الأعضاء في هذا الوفد الذين مثلوا السلطات المحلية العربية ، هم جنود احتياط في جيش الاحتلال .
حقيقة أن هذا الوفد لا يمثل الا نفسه ، لأن السقف الوطني الذي يمثل المواطنون العرب ، هو سقف القائمة المشتركة ، وسقف لجنة المتابعة ، لأن اصطفاف اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية فيه تداخلات مشبوهة ، لا يعترف بهم الشرفاء من أبناء شعبنا ، كيف يمكن تمرير عضو في اللجنة القطرية ، كان ضابطاً في جيش الاحتلال ، وأولاده وأقاربه جنود في هذا الجيش .
السؤال الذي يطرح نفسه ، بما أن رئيس هذا الوفد مازن غنايم محسوب على حزب التجمع ، لماذا لم يصدر هذا الحزب استنكاراً للخطوة التي قام بها غنايم دون التشاور مع قيادات الجماهير العربية ؟؟ مهما حاول الاعلام العبري وغيره من تجميل وجه شمعون بيرس السياسي ، وتبيض صفحات أعماله ، فأنهم غير قادرين على نزع الأسى والحزن من قلوب ونفوس ضحايا هذا الزعيم الصهيوني الذي ما زالت بصمات دمائه على أثواب أطفال مجزرة قانا وقطاع غزة ومدن وقرى الضفة الغربية ، ومن الصعب تركيب أجنحة ملائكية لرجل قرر منذ مولده اللعب في الدم .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي ...
- نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق ...
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
- هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
- الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
- عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
- الجبناء وحدهم لا يغضبون
- العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
- ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
- ثورات مصنوعة من خيوط واهية سريعة التمزق
- كذبة اسمها العروبة
- بين تموز لبنان وتموز غزة السفاح واحد
- صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني
- ماركات احتلالية خاصة بالصهيونية
- النقد البناء كسكين الجراح الذي يجرح ليشفي
- لكل زمن وموقف دايتون جديد
- قلة الشغل تعلم مفكر النيتو التطريز
- عندما يبكي السجان دموع النفاق
- في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل


المزيد.....




- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...
- ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية على إيران
- مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله ...
- نزيف دماء مجوعي غزة مستمر على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأم ...
- ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
- أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات