أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن البوهي - وحش الداخلية يطل برأسه من جديد














المزيد.....

وحش الداخلية يطل برأسه من جديد


حسن البوهي

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الأموات غير مرئيين لكنهم ليسوا غائبين": سان أوغسطين
تسارعت في الأيام الأخيرة وثيرة الأحداث السياسية المثير للجدل وتزايدت معها مؤشرات القلق في حدودها القصوى تشير بأصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية ولسان حال عدد من الحقوقين والباحثين يلهج بسؤال هل ستعود وزارة الداخلية إلى سابق عهدها وتبسط هيمنتها على مؤسسات الدولة؟ هل ستعود سنوات الجمر والرصاص التي ضن المغاربة أنهم قطعوا معها مع دستور 2011 وتوصيات هيئات الإنصاف والمصالحة؟...أسئلة تجر بعنق أسئلة الأخرى والترقب سيد الموقف في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من مؤشرات ودلالات بدءا بقضية منع ترشيح ملف احماد القباج بمراكش مرورا بمسيرة الدار البيضاء الملغومة التي تم من خلالها استقدام ألاف المواطنين المغاربة من مدن متفرقة من المغرب للمطالبة برحيل حكومة بنكيران دون أن تتبناها أي جهة سياسية ولا وزارة الداخلية التي تبرأ منها الوزير حصاد رغم أن أعوانه من المقدمين متورطين في عملية التجييش والدعاية لها – وفق شهادات مواطنين مشاركين في المسيرة- وصولا لشد الحبل الذي جرى بين وزير الداخلية ووزير العدل "مصطفى الرميد" عندما صرح هذا الأخير أن وزارة العدل لا تُشرك في الإعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة وأن وزارة الداخلية تهيمن على كل التفاصيل المتصلة بها على خلاف ما تقضيه القرارات والتدابير الحكومية والدستورية التي تستوجب إشراك وزارة العدل في الإعداد للانتخابات تحت إشراف وزارة الداخلية، فهل كل هذه الأحداث مجرد مصادفة في وقت زمني حساس على بعد أيام قليلة من انطلاق المعترك الانتخابي؟ وفي عُرف الباحثين في العلوم السياسية فهذا توقيت مهم وخطير في الآن نفسه لما له من تأثير واضح في هيكلة المشهد الانتخابي ورسم الخريطة السياسية وفق ما تقتضيه توجيهات جهات أخرى غير مرئية تتوارى خلف الكواليس وتشتغل وفق أجندة لا يعرف عنها المغاربة شيئا.
على خلاف طريقة الاشتغال الكلاسيكية في عهد الوزير الدموي "إدريس البصري" فإن وزارة "محمد حصاد" تتحرك وفق منهج محكم –وإن كان مفضوحا- وذلك باستغلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يديرها أشخاص مجهولون والتجنيد الإعلامي من خلال بث خطابها بعدد من الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية التي أضحت ناطقها الرسمي، والقصد من وراء ذلك توجيه الرأي العام والتدخل الإستباقي للتحكم عن بُعد في مواقفه مستغلا حالة التذمر الشعبي جراء هزالة وضعف حصيلة المنجزات الحكومية.
فبعدما أدى حزب العدالة والتنمية دور الإطفائي في مواجهة حرائق الربيع العربي التي اجتاحت عددا من الدول العربية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يقوم الآن مهندسوا الخفاء بأجهزة الدولة العميقة بجس نبض الشارع المغربي لمعرفة مدى صلاحية هذه "الورقة الحزبية" وحول ما إن كان بمقدورها أن تؤدي وظائف أخرى جديدة لاسيما أن فئات واسعة من المواطنين تبخرت آمالها في أن يضطلع هذا الحزب بدور إصلاحي خصوصا عندما تبنى أمينه العام ورئيس الحكومة الحالية شعار "عفا الله عما سلف" وتراجعه عن متابعة ديناصورات الفساد الاقتصادي وناهبي المال العام ويتساءل العديد من الحقوقيين والمتتبعين للشأن السياسي عن مآل قضية "تبادل المنح بين بنسودة ومزوار".. وغيرها من قضايا الفساد المثيرة التي طبعت المغرب الحديث والمعاصر، كما أن رئيس الحكومة الحالي صرح غير ما مرة في إطار قاموس من المظلومية السياسية بأن هناك قوى تحكمية تحول بينه وبين تنفيذ برنامجه الحكومي في إشارة إلى حكومة الظل وهو ما جرّ عليه غضبة ملكية اتضحت معالمها في متن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير الذي قرص أذن رئيس الحكومة وأمعن في تقريعه من خلال رسائل مشفرة استوعب مراميها جيدا المحللون والمتتبعون للشأن السياسي المغربي.
الخاسر الأكبر من هذا البوليميك السياسي الملغوم هو حزب البيجيدي الذي ليس من المستبعد أن يجد نفسه في هذه الولاية أو الولاية المقبلة بالمعارضة، حينها لن يكون لمعارضته تأثير يذكر لأن رصيده الرمزي ذهب أدراج الرياح لضلوعه في تأمين محطة 2011 التي أخمدت حراك المجتمع المغربي وتمريره مجموعة من القوانين التي كان لها انعكاس سلبي مباشر على المستوى المعيشي للمواطنين، والرابح الأكبر سيكون حزب الأصالة والمعاصرة الذي يحظى بدعم ورضا وزارة الداخلية وحكومة الظل ويتضح ذلك من خلال عملية "التزيين والمكياج" التي يخضع لها بشكل مستمر ومتزامن مع شيطنة حزب المصباح بالحضور المتواصل لأمينه العام في الصفحات الأولى للجرائد اليومية والبرامج التلفزية والإذاعية بالإضافة إلى درعه الإعلامي (جريدة أخر ساعة، موقع كشك...) مساهمة في تلميع صورته وتهيئ الرأي العام لكي يتقبله كرئيس للحكومة المقبلة، وإذا نجح هذا السيناريو فإن وزارة الداخلية ستتمكن من بسط سيطرتها على المشهد السياسي من جديد، حينها قد يتطلب الأمر عقودا من التضحيات وجيلا آخرا من المضطهدين –إسوة بجيل ستينات وسبعينات القرن الماضي- للحد من امتدادها ولجم سطوتها، وستُطّل من جديد رؤوس الجلادين القدامي كوحوش منبعثة من مكمنها لتتناسل وتنجب جلادين جدد ووحوشا جديدة على مقاس الألفية الثالثة تتصيد ضحاياها وتمعن في التنكيل بهم بعيدا عن أدبيات الممارسة الديمقراطية..تكريسا للذلقراطية.



#حسن_البوهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول مسيرة البيضاء الملغومة وقضية القباج المحمومة
- الشرطة القضائية بالمغرب تصادر الهواتف الذكية..وتجهز على الحر ...
- أساتذة جامعيون منتجون لقيم التخلف العلمي
- مشروع مدينة الفنون الشعبية: رؤية ضبابية بآليات اشتغال قبلية
- البرلمانيون الأشباح
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة (2/3)
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة (3/3)
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة ؟ (1/3)
- موقع أثري لأقدام ديناصورات( 250 مليون سنة) ورسومات فنيقية (أ ...
- مواطنون منسيون
- التوزيع اللامتكافىء للثروة بالمغرب
- يا أشباه الصحفيين لقد دنستم شرف صاحبة الجلالة
- فشل عاطفي
- وجع من الماضي


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن البوهي - وحش الداخلية يطل برأسه من جديد