أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بسكمار - المهازل السياسية ....إلى أين ؟














المزيد.....

المهازل السياسية ....إلى أين ؟


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن يتم تنظيم تظاهرة بطلب من السلطات وأعوانها وتُستغل وسائل الدولة وبسطاء الناس، في ظرفية حساسة وقبل الإنطلاق الفعلي للحملة الانتخابية وتأتي الداخلية لتبرر وتفسروتدور وتناور وتمفهم، في إطار العذر أكبر من الزلة فهذا ما يدعوإلى التساؤل حول ما إذا كنا نعيش فترة ذهبية لانحطاط سياسي وتدبيري لا مزيد عليه، ويدفع إلى نفض اليد من كل أفق يرتجى لهذا البلد الأمين والاقتناع أن هناك أطرافا من داخل الدولة وخارجها لا تريد لهذا المغرب الممارسة السياسية السلمية الحضارية التي تؤمن بالتعدد وحرية التعبير والحق في الإختلاف، الشيء الذي لا نتمناه بالطبع، هذا ناهيك عن أن هذه المسخرة التي شهدتها الدار البيضاء خرجت بشعارات ملتبسة لا يعرف أكثر المشاركين فيها كنهها ولا معناها ك " ضد أخونة المجتمع " مثلا مما يدل على أن هؤلاء البسطاء اقتيدوا اقتيادا ولاشيء يربطهم بتلك الشعارات إلا الخير والإحسان ..بل أكثرها استشكل على النخب الفكرية والسياسية نفسها كالعلمانية والحداثة والتـأسلم ( ما معنى التأسلم في مجتمع يدين بالإسلام أصلا وفصلا ؟)
لن أحصر حديثي في أو حول هذه المسيرة الفضيحة التي ألحقت ضررا بليغا بالبلد وسعيه نحو ترسيخ الممارسة الديمقراطية الحقة ومبدإ الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وفضحت أصحابها وأرتهم وجوههم في المرآة ( من المؤشرات المضحكة لهذه الفضيحة تنصل كل من دعا لها فأصبحت التظاهرة مجهولة العنوان والمصدرغريبة الوجه واليد واللسان ) لن أقتصر على هذا الحدث الذي أسال مدادا غزيرا وخاض فيه من خاض، ولكني أجد نفسي مضطرا لربطه بسياق عام عرف جملة أحداث في المغرب منذ تنصيب هذه الحكومة التي توصف بأنها نصف ملتحية ....
جاء تشكيل حكومة بنكيران على أساس دستور 2011 الذي سوي على عجل في مواجهة زلازل الربيع العربي الزاحف، وما أفرزته صناديق الاقتراع.... تعددت العراقيل وتشعبت جيوب المقاومة، مع أن اتجاه حكومة بنكيران لم يتعد " أفقا إصلاحيا " ولم يخرج تماما عن مقتضيات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، الشيء الذي أغرق أغلب الشعوب في متاهات المديونية ومزيد من التبعية وتبئيس الناس وتفقيرهم وخاصة الطبقة الوسطى ولا شيء ينبئ أن هناك بدائل في الأفق عالميا ...رغم كل هذا ورغم ماقدمه بنكيران نفسه من شهادات حسن السيرة للجهات المعنية أي النظام والمخزن فلم يشفع له ذلك في شيء لدى الدولة العميقة...استمرت الحرب ضده وضد حزبه دون هوادة...ورب متسائل إذا كان بنكيران قد أبان عن إخلاصه التام للملك وانحنى للإجراءات التقشفية دون قيد أو شرط فلماذا هذه الحرب ضده ؟
الواقع وانطلاقا من فهمي المتواضع للمشهد العجيب الغريب أقول يبدو أن بنكيران قد أصبح رقما مزعجا فعلا للجهات المتحكمة اقتصاديا ثم سياسيا، فرفع الدعم عن غاز البوتان شمل الشركات الكبرى الاحتكارية، والتخفيض من سعر الأدوية أثار حفيظة اللوبي المعني وتقديم آلاف ملفات الفساد إلى المحاكم جعل العديد من الناهبين والمتسلطين على المال العام يضعون أيديهم على قلوبهم والكشف عن الموظفين الأشباح ومعاقبة كثير منهم عبر مبدإ الآجر مقابل العمل ورفع نسبة الضرائب على الشركات الكبرى .والكشف عن لوائح الماذونيات ودفتر التحملات للإعلام العمومي الممول من طرف الشعب، علاوة على تحسن أداء الإدارة المغربية بفعل الكشف المستمر عن ملفات التعفن والرشاوى وغير تلك التدابير التي همت الحكامة الجيدة ومحاربة الفساد... لن أتحدث عن مشاكل التقاعد وصناديقها وتجميد الأجوروارتفاع أسعار بعض المواد في السوق لأن حديثها ذا شجون وسيخرجنا عن سياق الموضوع، وأنا لا علاقة لي بالعدالة والتنمية بل كنت من أشرس خصومهم أيام الصراع الفكري والأيديولوجي، غير أن الشروط السياسية تغيرت كثيرا بعد ما وصف بالربيع العربي فكان من اللازم تبيئة خطاب الإصلاح من جديد، وإثردخول خطابات اليسار عموما إلى غرفة الإنعاش بسبب التخريب الداخلي والقبول بالخروج عن المنهجية الديمقراطية في تناوب ملتبس، سرعان ما تحول إلى تناوب على الريع والامتيازات والكراسي مما أفقد اليسار ( بل جنى عليه تماما ) موقعه المعروف ورمزيته النضالية في المجتمع المغربي وجعل بعض قيمه تنتقل إلى الصف الأصولي أحببنا أم كرهنا، والطبيعة كما هو معروف تخشى الفراغ.
تضاف إلى كل العناصر السابقة ما يمكن تسميته بالنمذجة السلوكية التي تميز منخرطي وناشطي حزب بنكيران والتي جعلته رغم كل الحرب الشرسة يحتفظ على وجه العموم بعذريته السياسية خلافا للغالبية الغالبة من الأحزاب والتنظيمات ومسيري الشأن العام بهذا الوطن .
في كل الأحوال تقتضي أصول الممارسة الديمقراطية أن تترك الكلمة للشعب عن طريق صناديق الاقتراع وليس المسيرات البئيسة الفاشلة، والمفترض أيضا أن تعبر مختلف الحساسيات عن مواقفها في انتخابات حرة نزيهة، وعلى الجهة المعنية من الإدارة والدولة تحمل مسؤولياتها التاريخية والوطنية بما في ذلك تقديم نسبة المشاركة الحقيقية ( تعبيرات المقاطعين والممتنعين وهي هامة أيضا ) والأصوات الفعلية التي حصلها كل حزب أو تنظيم سياسي معترف به رسميا، وإعلان الحزب الفائز وإلا سيخلف المغرب موعده مع التاريخ بما لا تحمد عقباه الشيء الذي يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا على وطننا في غياب بدائل مجتمعية حقيقية .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصن تازة ( البستيون ) .....نقاط على الحروف
- من أجل تحرير مفهوم الجهاد : رؤية مغربية
- تازة : حاضرة سلطانية في صلب العصر المريني
- محمد بلماحي التازي ....عبقرية فيزياية ونهاية ملتبسة
- تقطير ماء الزهربتازة .....من إشراقات التراث المحلي
- ثقافة الإسمنت المسلح ...إلى أين ؟
- من أعلام تازة المغربية : الشيخ زنوف رائد الحياة المدرسية
- أكنول ....عاصمة اللوز تتطلع إلى رفع التهميش والإقصاء ...
- ذاكرة الأسامي أو الرحيل عبر قطار المدينة
- الكفاح المسلح بمنطقة تازة من خلال سيرة مجاهد جزنائي
- النسيج الجمعوي بتازة.......... دور المجتمع المدني في السياسا ...
- بطل من ذلك الزمان
- عن السلاحف ومقاهي الرصيف
- تزايد عدد المصابين بداء السكري في المغرب
- المعرض الجهوي للكتاب بجرسيف - التنمية رهينة بالقراءة -
- مغاربة .....ومغاربة
- أي تقسيم جهوي لأي أفق ؟
- هل أصبحت الطبقة الوسطى بالمغرب على حافة الانهيار؟؟؟
- عن المحبة دون ضفاف
- حدود التناغم بين البعدين : الفردي والتاريخي.. قراءة في - تقا ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بسكمار - المهازل السياسية ....إلى أين ؟