أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الإله بسكمار - ثقافة الإسمنت المسلح ...إلى أين ؟














المزيد.....

ثقافة الإسمنت المسلح ...إلى أين ؟


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 01:28
المحور: حقوق الانسان
    


وجدت الدول والأمم والشعوب بمفاهيمها الحديثة modernes كي تبني وتشيد لصالح الأفراد والجماعات في إطار ما وصفه روسو بالعقد الاجتماعي Pacte social ، أي أن التاريخ والمجال بالضرورة يجب أن يكونا تقدميين أو متقدمين على الأقل بالقياس لما عاش عليه أجدادنا وأسلافنا وفي خدمة الإنسان لا غير ....هذه بديهية من باب السماء فوقنا والأرض تحتنا ، للأسف الواقع شيء آخر مختلف تماما في بلدنا السعيد ...لسنا ضد حركة البناء والتشييد وتثمين العمران البشري ....لكن هذا الزحف الإسمنتي الكاسح لا علاقة له بحضارة أو تقدم أو بناء للإنسان ...إنه مرتبط بفوضى الرأسمالية المتوحشة والعولمة الكاسحة التي أتلفت الناس عن قبلتهم ، تيهتهم ....وجعلتهم سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ربك عظيم ....
مساحات خضراء زاهية تتحول بين ليلة وضحاها إلى عمارات سكنية / مناطق سياحية استحالت إلى مجالات إسمنتية مخيفة /حدائق وفضاءات زراعية استولى عليها أباطرة العقار وصادرتها مافيا الإسمنت المسلح لتحولها إلى مشاريع مدرة للدخل ( أعني دخلهم هم ) وليس دخل الشعب المغلوب على أمره / تراث معماري يعود إلى فترات تاريخية مختلفة (آخرها الفترة الكولونيالية ) أصبح أثرا بعد عين وغنيمة مربحة بيد تجارالعقار الذين لا يفقه بعضهم الليف من الزرواطة في التراث ولا في أي علم أو معرفة وحكاية التبييض غنية عن كل تحليل ( من البيض الفاسد وتبييض الأموال أيضا ) / غابات وأشجارباسقة يانعة تمنح الهواء والاخضرار والجمال ، فوتت بقدرة قادر لعصابات الإسمنت المسلح ومافيا العقار دون تخطيط متأن أو تدبيبرحقيقي للمجال ، وفي خرق سافر ومستمر لكل تصاميم التهيئة والنمو والتصاميم المديرية وانصاف المديرية وأرباع المديرية/ مواقع أركيولوجية تعود إلى ما قبل التاريخ طمرت أو هي في طريق الطمر لمجرد الرغبة الجامحة في تحويلها إلى حسابات بنكية وإقطاعيات عولمية / مبان وثكنات ومطاعم عتيقة تحولت إلى تجزئات في المزادات السرية والعلنية /مشاريع مركبات ثقافية وفنية لدعم الشباب وصقل مواهبه وتأطيره حماية له من كل نزعة مريضة أو متطرفة ما زالت تراوح نفسها بسبب ضغط لوبي العقار هنا وهناك ...
لسان الحال يردد مع الفنان عبد الهادي بلخياط " ذبنا فوسط العمارات " والعقبى أن نجد أمامنا أطفالا إسمنتيين ومعرفة إسمنتية وأشجارا إسمنتية ، بعد زحف الكائنات الافتراضية والربوتيكية.....الغريب في كل هذا المسلسل الحامض أن أثمنة العقار رغم كل الزحف المبين لم تعرف إلا الارتفاعات الصاروخية مما أزم وضعية الفئات الوسطى أو المتواضعة الباحثة عن السكن المحترم فعن أي دينامية يتحدث البعض وعلى من يضحكون ياترى ؟؟
السؤال المطروح بحدة ، أين مصالح المياه والغابات من كل هذا الزحف الشرس ؟ أين الأقسام الخارجية بالعمالة وخاصة القسم السياحي والثقافي والمحافظة على البيئة ؟ أين الشيء المسمى وزارة الماء والحفاظ على البيئة ؟ اين اللجان المعنية بالجماعات المنتخبة من أجل التصدي لهذا القبح الزاحف والشر المبين ؟ أين حقوق الناس في المساحات الخضراء والهواء النقي والثقافة والبيئة السليمة ؟ وأخيرا فالحديث عن المجتمع المدني بتازة ما زال من قبيل المجاز لأن للقوم أولويات أخرى( الله يحسن العوان ) ليس أبعدها أكتوبر 2016 ولعلكم أحبتي القراء قد فهمتم المقصود بسوق البهائم والثيران والخنازير - حاشاكم - والذي لا يربطه بشيء يسمى "جمعيات " أو "مجتمع مدني " غير الخير والإحسان ، ومع ذلك فليرفع الغيورون أصواتهم عاليا ليس بحكم الواقع المر ولكن بالضرورة وبمنطوق هذا المنشور العجيب نفسه المسمى دستورا ، إذا كنا فعلا في بلد يمتلك مقومات الدولة وهيبتها ......أمام الزحف المقيت لا نملك نحن إلا الصراخ .....ارحمونا ياقوم ...ارحموا ساكنة تازة....ارحموا مغربنا العميق فلن تجدوا أمامكم بعد عقود قصيرة إلا الدواب الإسمنتية والمدن الإسمنتية والعقول الإسمنتية بعد الكائنات الافتراضية ....

Répondre Répondre à tous Transférer Plus



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أعلام تازة المغربية : الشيخ زنوف رائد الحياة المدرسية
- أكنول ....عاصمة اللوز تتطلع إلى رفع التهميش والإقصاء ...
- ذاكرة الأسامي أو الرحيل عبر قطار المدينة
- الكفاح المسلح بمنطقة تازة من خلال سيرة مجاهد جزنائي
- النسيج الجمعوي بتازة.......... دور المجتمع المدني في السياسا ...
- بطل من ذلك الزمان
- عن السلاحف ومقاهي الرصيف
- تزايد عدد المصابين بداء السكري في المغرب
- المعرض الجهوي للكتاب بجرسيف - التنمية رهينة بالقراءة -
- مغاربة .....ومغاربة
- أي تقسيم جهوي لأي أفق ؟
- هل أصبحت الطبقة الوسطى بالمغرب على حافة الانهيار؟؟؟
- عن المحبة دون ضفاف
- حدود التناغم بين البعدين : الفردي والتاريخي.. قراءة في - تقا ...
- زحف الشعبوية .....ما العمل ؟
- المقاومة المسلحة بتازة ....من الجهاد إلى التهميش
- العنف بين الفصائل ....إلى أين ؟
- أفيون الشباب....؟
- حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاك ...
- شمس العشي ....قد غربت


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الإله بسكمار - ثقافة الإسمنت المسلح ...إلى أين ؟