أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاكرة بقلب مفتوح - لعمر الصديقي















المزيد.....

حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاكرة بقلب مفتوح - لعمر الصديقي


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 21:51
المحور: الادب والفن
    



أولا : على سبيل تمثل الرواية للتاريخ / الوطني : عبد الرواد والمبدعون الطريق شرقا وغربا في هذا المفرز الممتع الجامع بين التاريخ والخيال المبدع ( والتر سكوت / جورجي زيدان / أمين المعلوف / عبد الكريم غلاب / نجيب محفوظ / عبد الله العروي / أحمد التوفيق ...) هؤلاء الذين مهدوا الطريق نحو تنميط ما لكتابة التاريخ روائيا / فعالية المخيال / طبيعة الحدث المؤطر من طرف الفعل الروائي أو المرحلة المرحلة التاريخية / حضور الإيديولوجيا والتباساتها / مشكلة تصنيف الرواية التاريخية نماذج : عبد الكريم غلاب / دفنا الماضي ...الحركة الوطنية /مبارك ربيع ...الريح الشتوية / أحمد زيادي..... بامو / الإخلاص لشروط الكتابة الروائية مع الحفاظ على حد أدنى من الأمانة التاريخية مما يخلق حيزا من التوتر بين هذا وذاك قد يستطيع الروائي تحقيق المقصدية المزدوجة : المتعة والفائدة ( متعة الحكي ورواية التاريخ ) إلى أي حد توفق أديبنا عمر الصديقي في هذا الرهان ؟
ثانيا : في عنوان الرواية : ذاكرة ( إسم مؤنث بصيغة التنكير يضعنا أمام اختيار معين من متعدد أي هي ذاكرة محددة في خضم العديد من الذاكرات وهي من التذكر الذي يقتضي استدعاء أحداث ومواقف وشخوص عاشت في الماضي ، وللذاكرة مكرها في الفرز والانتقاء والإقصاء وهي بقلب مفتوح ( الحب / التواصل الروحي الوجداني ) : لا يسيجه قيد أو حد ، أفتح لك قلبي أي أبوح لك بما قد يسرك أو يصدمك ويحزنك ، فيرتفع التحفظ عند كل خطاب ينعت بأنه مفتوح .......العنوان إذن يجمع عدة إحالات : الماضي – المحبة – الانفتاح والوضوح / البوح والاعتراف.
ثالثا : في تتبع الحدث : يوسف ( الإسم له رمزيته يوسف الصديق مثلا ) شاب وسيم في مقتبل العمر يعيش وسط أسرة ميسورة من أبيه الباشا حمو الذي ورث ضيعات المستعمرين ، ويعود ذلك إلى أنه كان متعاونا معهم أي خائنا لوطنه بتعبير أدق ، يتذوق عبير طفولة مخملية فيما يبدو إلى أن نال الباكلوريا وتخصص بالأدب الفرنسي في الجامعة تثير انتباهه دينا الفتاة ابنة مدينته وكريمة الحاج مجاهد الذي كان مجاهدا فعلا في صفوف جيش التحرير ولا نستطيع في البداية تصنيف دينا هذه سوى فتاة من بين فتيات وواحدة من عديدات لكن بؤرة الحدث تتركز عليها وعلى محاولتها استدراج يوسف إلى حبها فتكتشف أن أباه كان في عداد الخونة ...تفتر نظراتها باتجاهه وفي المقابل كاد يوسف أن يقع ضحية حب إليكتروني صاحبته صوفي الفرنسية التي حيت فيه تعففه وصارحته بحبها للمغرب وأيضا بأنها مصابة بالسيدا وبالطبع فهي تعيش النهاية الملتبسة والحتمية ، وهناك ليلى الطنجاوية التي تدرس معه في الشعبة وقد انتهى أمرها معه برحيلها إلى كندا ، ولم تنس أن تعبر له أيضا عن برودة العلاقات الإنساية هناك بذاك الفضاء الغريبب المسمى غربا .....تتعقد الأحداث ويكتشف يوسف أن الباشا حمو ليس أباه الحقيقي وأن الأمر لم يكن سوى ابتزاز ونصب أدى إلى سيطرته على أمه وزواجه منها ، أبوه الذي أنجبه من صلبه توفي في ظروف غامضة .... تزداد أحابيل الباشا رغم تقدمه في السن وكراهية الناس له فينهي انتحاره خلال ذكرى 02 اكتوبر ( تاريخ انطلاق عمليات جيش التحرير بالريف والشمال )هذا المسار الرمزي والدلالي في حين كان الحاج مجاهد قبل ذلك قد بلغ هو الآخر من العمر عتيا لكن الأمراض اختلفت عليه فرحل إلى دار البقاء موصيا ابنته المتخصصة في التاريخ بتوثيق وتسجيل لحظات الجهاد بمثلث الموت الشهير شمال تازة فيعود الحب جارفا بين دينا ويوسف لينتهي إلى زواج موفق يستبطن تلبية مزدوجة لرغبة الحاج مجاهد ( إشراف يوسف على متحف المقاومة وتدريس التاريخ من طرف دينا بمدرجات الجامعة ).
رابعا : في المبنى الحكائي للرواية :
مكونات " ذاكرة بقلب مفتوح " منسجمة تمنح النص تناغما سرديا في احتواء فذ لتلافيف الحدث التاريخي ( عملية الأرانب الانتحارية في يوليوز 1955 ثم عمليات جيش التحرير بمثلت الموت ونزول القوات الفرنسية بقضها وقضيضها لتبطش بالعزل البسطاء ) استغلال الوثائق التاريخية – تقنية الرسائل الورقية والإليكترونية – تبطيء السرد أحيانا ( عبر المشهد scène والوقفة pause ) أو تسريعه أحيانا أخرى من خلال الحذف éllipse والخلاصة sommaire ) علاوة على الحوار وهو يمثل المشهد في إطار تبطيء السرد ثم الوصف المحض مع التعاليق التي لا تجعل من السارد كائنا محايدا ، فهو لا يكتفي بمعرفته الشاملة لنفسيات وطبائع الشخوص بل يقحم نفسه كطرف واضح في العملية / الجانب الوطني المناضل من اجل استقلال وتحرر المغرب ( الرؤية السردية المهيمنة هي الرؤية من الخلف vision avec بضمير الغائب في إطار الميثاق الروائي )...
خامسا : في الشخصيات .
إذا كان الحافز الأساس لشخصية الحاج مجاهد يختزل في رغبته بتدوين أحداث المقاومة وجيش التحرير إلى درجة أنه أوصى كريمته دينا بذلك ، فإن حافز الباشا حمو ظل كما هو أي العمالة للاستعمار الفرنسي خلال فترة الكفاح الوطني ثم الاستبداد والبطش والاستغلال عبر السنوات الطويلة التي عاشها بعد الاستقلال ، فهل بعبر انتحاره عن أزمة ضمير ربما عذبته خاصة خلال سنواته الأخيرة ؟ وإلى أي حد ظلت شخصيته مقنعة في الخطاب الروائي لا سيما وأن واقع الحال يقول بأفصح لسان : إن من جاهدوا فعلا وبذلوا أرواحهم وممتلكاتهم في سبيل هذا الوطن لم يحتف بهم التاريخ إلا قليلا بل جوبهوا بالعقوق والنسيان والتهميش ؟ ( دلالة أن يخصص صديقنا السي عمر بضع صفحات للحاج مجاهد لها رمزيتها هنا ) في حين أن أمثال الباشا حمو هم من استأثروا بالسلطة والثروة في هذا البلد فهل ثمة مبالغة في تنميط وشيطنة شخصية الباشا عبر مساره الروائي المفارق لكثير من النماذج الواقعية بل ولمسار التاريخ بالذات ؟ سؤال يظل مطروحا على روائينا....تمثل باقي الشخوص من غير الزوجات رموز الجيل الثاني أو الثالث بعد الاستقلال : دينا الفتاة الرشيقة المجتهدة / يوسف الشاب الطموح مهوى أفئدة الفتيات في الجامعة وغيرها لاعتبارات متعددة ( المال – الجاذبية ....) الأصدقاء والصديقات ويبدو التاريخ هنا ملتبسا لولبيا يأخذ شرعيته من قراءة الجيل الثاني له ، أما الجيل الذي ساهم فيه وفي صنعه مباشرة فحضوره غائم مضطرب أقرب إلى عبور سحابة غير ممطرة ( الحاج مجاهد ) ولم يبتعد أخونا عمر كثيرا عن منطق الأمور وتحولاتها رغم أن العمل هنا لا يتعدى نطاقه الروائي المؤسس على المادة التاريخية الخام .
تتجمع كل هذه المفارز لتلخص خطابا روائيا معاصرا لنا هنا والآن ، وبحكم الانتماء الجيلي وعدم اكتمال التاريخ الحقيقي والشامل للمقاومة المغربية ومسار جيش التحرير يكون الكاتب قد أضاف لبنة إبداعية ممتعة بحس مرهف يعتمد في مادته الخام على الوثائق المكتوبة والشفوية من جهة وعلى تقنيات العمل الروائي واللغة السلسة المعبرة.....فالمزيد من العطاء والعمل المبدع ...
* كاتب روائي / ناشط مدني / المغرب



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس العشي ....قد غربت
- هل يوجد حزب حداثي بالمغرب ؟
- فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -
- باب الجمعة او حدائق تازة المعلقة ..تناغم الزمان والمكان
- الاتحاد الاشتراكي وقواته الشعبية …..يسار مؤجل
- وداعا السي محمد
- المغرب وأخلاق الحالة المدنية
- وطن إسمه المغرب....
- زعماء في الدرجة الصفر
- الوحدة الوطنية : التباسات وأسئلة
- ضد الشعوبية الجديدة
- صناع الهزائم ....
- الرموز لا تموت .....
- رحل الفاجومي ..... لنقف من فضلكم
- التعليم بالمغرب والسور القصير
- ...ومن لهذا الشعب ؟؟
- بين الكائنات الورقية والبيولوجية
- ماذا تبقى من الحركة الوطنية ؟
- 20 يونيو.....ايقاع الذاكرة والعبرة
- النادي التازي للصحافة : دينامية نضالية في خدمة التنمية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاكرة بقلب مفتوح - لعمر الصديقي