أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الإله بسكمار - وداعا السي محمد














المزيد.....

وداعا السي محمد


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 02:05
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


" أنا أتعلم الكثير جدا من النقاش والحوار مع الشباب " بهذه الجملة البسيطة والكبيرة والرفيعة صدر الفقيد السي محمد جسوس كتاب " طروحات حول المسألة الاجتماعية " عن منشورات إحدى الجرائد الوطنية التي سبق للعبد الضعيف أن عمل مراسلا جهويا لها بالمنطقة أوائل الألفية الحالية ، وأتذكر جيدا أن فصول الكتاب كان أغلبها في الواقع عبارة عن عروض ومحاضرات نشرت على فترات معينة لفقيدنا العزيز أستاذ علم الاجتماع وعضو اللجنة المركزية سابقا ومايسمى بالمكتب السياسي حاليا لحزب يقال أن إسمه الاتحاد الاشتراكي وكالعادة يخطفك السي محمد بقفشة مضحكة أو بلمحة ذكية مفاجئة حول المسألة الاجتماعية ومعاناة المجتمع المغربي اليومية بفهم عميق لآلياته ورموزه وخطاباته وثقافته المتداولة خاصة على المستوى الشعبي ....ظل السي محمد نسيجا وحده في الإنصات لنبض المغرب دون ادعاء أو فهلوة او تمعلم في وقت تلهف ويتلهف بعض التافهين على كل الامتيازات والكراسي رغم أن ما قدموه للسوسيولوجيا الوطنية لا يعادل حبة خردل مما قدمه فقيدنا في مجال فهم المجتمع المغربي وسيرورته عبر تلك الطروحات..... قرأت الكتاب من الغلاف إلى الغلاف وفي كل قفشة يتراءى لي السي محمد بتأمله النافذ عبر نظارتيه العريضتين وهو يضع يده على جبهته وبلكنته الهادئة ذات الراء الفاسية المتميزة..... في إلقائه وتلقيه يجتمع الشفوي مع الكتابي ( استعارة " بوودينة " كتوصيفة مناسبة للمجتمع المغربي الذي يهتم بالخبري وبالشفوي أساسا ) .....البعد الشعبي والعالم... وأعترف أنني استعرت منه أيضا ما وصفه بمنطق " الماريشال قيبو" الموجود بكثرة في الأحزاب والتنظيمات وفي الحلقيات الضيقة لأشباه المثقفين وبالمعنى المختصرفهو التعالي المتمعلم الممفهم والمبنين الإشكالي المستشكل المتمحور حول ذاته باسم برج لا شمالي ولا جنوبي منطق الماريشال قيبو الذي يخيل إليه أن العالم وقف عنده وأن العلم والمعرفة والثقافة تقف عند حدود وماكيتات صالونات الماريشالات المضحكة بمعنى آخر كما ذهب إلى ذلك فقيدنا الأغر، في كثير من المجتمعات المتخلفة يكثر الماريشلات ( أي كلشي داير شاف على الآخرين ) ويتناسل المنظرون والممفهمون وذوو المفهومية والمستثقفون والعارفون ( لا أقصد المعنى الصوفي الجليل ) والمحللون والمخللون بينما يقل ضباط الصف والضباط الميدانيون وإخال أن السي محمد جسوس ربما أو على الأرجح كان واحدا من ضباط الصف هؤلاء ، فمنذ عرفناه وهو يمزج النظر بالفعل ، مازالت صورته مرتسمة في ذاكرتي وهو يتكلم في مكبر صوت أمام فلاحي تمارة الذين اغتصبت أرضهم من قبل الكومبرادور وكذلك حينما خاطب جماهير الرباط " اللي اجبر شي منكر في هذا المجلس يغيروولو غير بالفضح " ارتبط مجلس العاصمة بالسي محمد ( خلال فترة ما بعد 1976 ) وآخرين.....عبر العديد من المكتسبات على رأسها الحافلات الجديدة والمركبات الثقافية وإعادة هيكلة بعض الأحياء الهامشية وقتذاك والتسيير الديمقراطي والتواصل مع الناس ....أكد غير ما مرة أنه يجد نفسه في المغرب العميق أكثر من أي فضاءات أخرى ، أحب فيما أحب بسطاء تازة والأحواز الذين كانوا يحجون بالآلاف أحيانا لمتابعة عروضه بقاعات المدينة المأسوف عليها وأهمها سينما أطلس وكوليزي حينما كان يحل بتازة في إطار مختلف الأنشطة السياسية والحزبية وما زالت رقصته المنتشية بفرح غامر وهويصفق و يقدم من كانوا يوصفون بمرشحي القوات الشعبية إيه والله " عباها عباها ....اتحادي مولاها ..." والله زمن ...وتتراقص الذكرى الملتبسة الملعونة يا أحبتي : القوات العمومية بجميع أنواعها تحاصر كل واجهات المقر الكائن بباب الجمعة في تازة العليا أو بمحاذاته على الأرجح ( باب الجمعة تحصين تاريخي يعود إلى العصر المريني وكانت تنظم به " الحلقة " إلى حدود نهاية السعبينيات من القرن الماضي فبمعنى ما كان جامع الفنا بالنسبة للتازيين ) الجو مشحون ونحن في عمراليفاعة.....
وأما السياسة فاتركوا...... أبدا وإلا تندمو
إن السياسة سرها .......لو تعلمون مطلسم
اكتفينا بالتأمل من بعيد خشية بطش تلك القوات ، ومع الكلمات المرتجفة حول المهدي وعمرواستمرار حركة التحرير الشعبية امتزج لدينا الدهش بالخوف بضرب من التعاطف ...لماذا ؟ ما الهدف ؟ كيف يمكن أن نبني أو نهدم ؟ لا فرق لكن من كانوا أسن منا التحقوا بالجمع متحدين تلك القوات .....فغص بهم المقر وكأنما أحس السي محمد والميكرو يرتجف في يديه باللحظة المشحونة وفي خضم الكلمة بدل النطق السليم للطماطم والبطاطس وما يعانيه المواطن في سبيل الحصول عليها ، صرخ بالجملة على الشكل التالي " شوفوا باطيطا وماطاشا شحال ولات كادير" ينفجر المقر ليس بالمفرقعات بل بالشعارات الملتهبة " عيش عيش يامسكين ماطيشا ولات ستين " " لا صحة لا تعليم ياتازة اله كريم " من قفشاته حول التزوير الذي طال انتخابات 1977" أعباد الله الورق صوفر ولاو بويض دارولهم جافيل " وكان للحزب لون أصفر في الانتخابات مقابل الأبيض لليمين ( التجمع العصماني آنذاك )...ينسدل الستار شيئا فشيئا ....يجب أن تحتاج الآن إلى كل أنواع المنظفات ساني كروا جافيل صابون بونيكس وصابون الحك والصابون البلدي هذ الشي لا ينفع معه حتى صابون تازة ...تذكرنا وإياه أيام الصراخ والاندفاع المحموم نحو الأحلام ...نحو الأوهام فيمر طيف السي محمد كالعادة ولابد له أن يمر ولو بقفشاته لكن صاحبي كاد أن يجهش .....لا تاسفن على ما مضى ياولدي وأتمثل السي محمد مرة أخرى " ماشي خسارة في الوطن ....ماشي خسارة في المغرب ..."
رحمك الله وجزاك عن البلد أفضل الجزاء



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب وأخلاق الحالة المدنية
- وطن إسمه المغرب....
- زعماء في الدرجة الصفر
- الوحدة الوطنية : التباسات وأسئلة
- ضد الشعوبية الجديدة
- صناع الهزائم ....
- الرموز لا تموت .....
- رحل الفاجومي ..... لنقف من فضلكم
- التعليم بالمغرب والسور القصير
- ...ومن لهذا الشعب ؟؟
- بين الكائنات الورقية والبيولوجية
- ماذا تبقى من الحركة الوطنية ؟
- 20 يونيو.....ايقاع الذاكرة والعبرة
- النادي التازي للصحافة : دينامية نضالية في خدمة التنمية
- الخطاب العرقي ....الى أين ؟ ( 2 )
- جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب الوسيط
- بعد هدوء العواصف المدمرة : الحصيلة والتساؤلات
- تازة : في التسمية والدلالة
- مطالعة نموذجية.......قصة قصيرة
- المدن العتيقة بين الارث التاريخي والتدبير العشوائي


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الإله بسكمار - وداعا السي محمد