منظر ساحر لا ينسى

ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 16:22
المحور: الادب والفن
    

منظر ساحر لا ينسى
ميسون نعيم الرومي

منظر ساحر ، يبقى طويلا في المخيلة ، منظر أنساني رحلتي الغير موفقة ، التي دامت ثلاثة عشرة ساعة بدلا من إسبوع ، بسبب الوضع غير الطبيعي في مطار *بروكسل والذي كنت سأستبدل فيه الطائرة قاصدة مدينة شتوتكارد الألمانية .
أُلغـِـيــَـتْ سفرتي ، لأنتظر في المطار حوالي اثنتا عشر ساعة ، فضلت الرجوع الى السويد في الطائرة العائدة بعد ساعات قليلة بدلا من الإنتظار الطويل والمعاملة السيئة فيه.

هاهي الطائرة تدور بخفة في سماء ازروردية زرقاء صافية ، تداعب الهواء غنجا،
ليحتضنها كعاشق ، يدفعها معاكسا ، تعود اليه بدلال ، يحتوي جسدها المتمايل طربا فرحا بدفئ اللقاء السريع لتدور مودعة محاولة الهبوط في مطار ( ابرومـّـا ) الواقع في وسط ستوكهولم عاصمة السويد ، ولأول مرة خلال رحلاتي الكثيرة في السنين الطويلة التي عشتها في مدينتي الجميلة ستوكهولم ... لقد اعتدت السفر من خلال مطار (آرلندا) الواقع على أطراف المدينة .

تحوم الطائرة على المدينة ... تهبط قليلا تبث السلام والأشواق لترتفع مرة أخرى مداعبة ، وعلى البعد ، بدت الغابات الممتدة على طول البصر كبساط سندسي اخضر، يملأ القلب بهجة وسرورا ، تتخلله البنايات بسقوفها الحمراء كوشم نقش بالعقيق والياقوت في البساط السرمدي الداكن الخضرة ، والنهر يتلوى ، يرقص رقصة الخلود ، والأمواج فيه كمعزوفة الأزل .
احتوت المنظر الفردوسي الرائع سماء فيروزية جميلة تتخللها غيمات متفرقة كتمائم إلآهية تتراكض لتصد سهام عيون خفية صوبت لتعكر هذا الجمال الساحر الخلاب .

والى الغرب بان قرص الشمس المحمر، اتعبه نهار يوم طويل ، لينثر خصلات شعرها الذهبي المخضب بشعاع متعدد الألوان تنثره على المكان مودعة كل زواياه ، معلنة الرحيل الى ضفة تناديها بشوق وحبور، لتبدأ يوما جديدا.

وها انا فجأة اصحو من نشوة غمرتني من رأسي حتى قدمي على إرتطام عجلات الطائرة في ارض المطار معلنة الوصول الى بلدتي الجميلة ستوكهولم واهلها المهذبين الذين نشهد لهم بذلك بعد مقارنتهم بالشعوب الأُخـرى.
------------------------------------------------------------------------------------
سلسلة تفجيرات وقعت في 22 مارس عام 2016 في مطار بروكسل الدولي
وبسب تلك التفجيرات حصل التخبط والوضع المشدد في المطار
-----------------------------------------------------------------------
أيلول / 2016
ســــــــــــتوكهولم

#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل