أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الكلمة ...الله ... المرأة














المزيد.....

الكلمة ...الله ... المرأة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


( العالم خلق بكلمة )
سفر التكوين

قبل الكلمة كانت الإشارة .. وقبل الإشارة كانت العيون ..وقبل العيون كان الله ... ولم يكن قبل الله شيء ..
بهكذا ضوء تسبح مخيلتي . كطائر سرق أجنحته من لحظة الشعر وابتسامة المرأة ومضى يبحث عن معنى أن تخفق أجنحته مع حلم أن يكون بعيدا عن الأرض ، قريبا من السماء ، حيث يغطي النور نشوة التحليق بهاجس أن يتمنى أن يكون قبره الغيم ونعشه الريح وجنته صباحات لا تشرق إلا على يتامى يتمنون أبوة وكساء وأرغفة بلبن رائب .
وبعيدا عن الطائر وأحلامه تأتي أحلام الكلمة .
يوم ولدت الكلمة . كان النطق يؤشر بأصابع الفهم لهذا، لم تكن الجمل تعني تصويرا لمشهد نريد أن نقوله أو نرسمه .
وحيث أن البدء سديم لاينتهي ويحتاج إلى خليقة العقل ، تكونت رؤى هيكلت الكائن . ويقال أن الطين كونه بكامل ما يملك الآن (( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين * فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )) سورة ص.
ولأن شان الخليقة أن يحسب حساب الكلمة مع الجسد حتى يوقن المخلوق جديد وجوده ، فمن دون كلام يتيه الإلهام ومن دون إلهام نصير حجر ، فأعطي قاموس الكلام وهو ما صور على هذه الشاكلة (( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك العليم الحكيم )) سورة البقرة .
ولدت ، حيث ولد آدم ، غير أن كشوفات الأثر ، ترى أن تدرجات النطق والفهم مرت بصيرورات كثيرة أولها نظرة ثم إشارة ثم كلام والغريب أن هذه المراحل هي ذاتها التي تصنع الحب في بدءه الأول بين الحبيب وحبيبته وكما في المأثور ( نظرة ، فأشارة ، فكلام )..
ومن يومها صارت الكلمة معبرا لما نريد أن نصل إليه ، أشواقنا ، حاجاتنا ، فروضنا ، معاملاتنا ، كل هاجس حياتي مقترن بكلمة هي في مدرج الوعي رد فعل للحصول على شيء أو التعبير عن حاجة .
من الكلمة نظمت الحياة شأنها ومشت تصنع المصائر والأقدار والسير الذاتية . قام ملوك وسقطوا ، عاش فلاسفة وماتوا ، بشر أبادتهم الحروب والمجاعات والحصارات ، شعراء لم تبق منهم سوى المعلقات ، فقراء لم يتركوا على جدران الخبز سوى التضرع والتوسل للسماء بدرهم يبعد الم بطون خوت ودموع نزحت إلى الطين تتحدث عن مأساة أن يكون الفقر شائعا كما شمس في صباح صيفي فيما الغنى بعدد الأصابع يتطرب شوقا لرائحة الجسد والبترول وموسيقى كارمن .
ووسط كل هذا تحتاج الحياة لما تعبر عنه إزاء هذا الديالكتيك الذي يمشي سريعا في أوردة الزمن وليس هناك سوى الكلمة .
كلمة ..ولدت بهاجس الرب ، فمنها شجن إن تكون سحرا مشى بخفين من خواطر ونعاس وموسيقى على تحت أهداب من نريدها سيدة لما يتبقى من العمر ومنها من عاد إلى الوراء كما الجندي المنكسر ليتذكر طفولته وصباه وما كان ولم يعد أو يعود .
إن الجمع بين الربانية والكلامية هو جمع للحظة خلقنا ، نحن المتوسمون برغبة أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن . ولكي يتحقق ذلك يظل سعينا إلى إدراك ما نريده قائم بوسائل لا تحصى ( العمل ، رسائل الحب ، الكذب ، المراوغة ، القتال ، العبادة ، الحلم ................ )
وسائط كثيرة نحاول بها أن نجعل المنية عبر منطوق قول ما ليتحقق ما نريده ، وحين نصل إلى المرام ، تتوسع إمامنا أفاق أخرى فنطمح بالجديد.
تقول الحكمة الصينية ( الخطوة في كل وصول ..تسعى إلى خطوة أخرى )..
هي ذاتها ..خطوة الله . تسير بأقدام النور وتصل إلى غايات لاحصر لها ولكنها تتجمع في مكان واحد ( ذاكرة الإنسان ) حيث علينا أن ندرك إن هذه الغايات لم تعد بأهمية وفعالية إلا عندما يكون هناك وقودا يحرك فيها السير إلى المنى ، وليس هناك من وقود سوى ( الكائن الأنثى )
هذا المتميز في كل ( فتنته ، دمعته ، شهوته ، جسده ، روحه ، إشارته ، دلاله ، موسيقاه ، جفاه ، عنفه ، سكونه ، وأخيرا عناقه ) ...
يقول لامارتين : لا نحتاج لتهدئة أسد غاضب سوى إمراة باسمة )
وحتما لا أحد غير المراة المبتسمة من يوقف زئير الأسد عند حده . وحين يكون هذا الزئير آت من رجل فالأمر سيخضع لخطوات فيزياوية كثيرة ..أخر نواتجها هي وسادة لعمر طويل أو محطة مؤقتة ، وما بين الاثنين تفرش الحياة بساطها ..من لحظة نطق آدم بالأسماء كلها وحتى هذه اللحظة .
انه عمر ..طويل ..لا يعد بقرون وسنين ، لكن جملة واحدة تستطيع أن تلمه كما يلم الظامئ الماء بكفيه .
جملة ننطقها على هذا النحو
أنا كلمة بين شفتيك التي صنعها الله ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر
- موسيقى .. البيت
- جسد من نعناع .. يصنع الشهوة والشعر معا
- عبد اللطيف الراشد... موت الشعر الذي لا يشبهه موت
- أيلين ..وثيران مجنحة طارت في فضاء العيون
- قصص قصيرة جدا- اغتيالات ....
- سيمفونية الرفوف .. لا تشبه سيمفونية الدفوف
- هايكو ..اللحظة الشعرية
- العراق القلب ...العراق الوردة
- شجرة الأرز والمنزل الأسباني
- هايكو يصنع من القمر وسادة ويتكأ عليها
- وصف لشامة على خد شكسبير
- هاجس المرأة منذ حواء وحتى كاترين زيتا جونز
- يوتيبيا افتراض مالم يكن مفترضا
- قصيدة رثاء إلى أوربا
- أكزينون* ..والعودة إلى الداخل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الكلمة ...الله ... المرأة